عدد الیوم

المنبر الحر

مدارات

مدارات

أفكار

ادب وفن

أفكار

ادب وفن

فضاءات

فضاءات

محليات

محليات

/
/

تُعَدُّ الولاياتُ المتحدة الأمريكية الدولةَ رقم واحد في العالم المبتلاةَ بالعنف الداخلي بشِقَّيْه.. الشعبي، والحكومي.. ونظراً للتقرير الذي أعدته منظمة العفو الدّولية، أن 58,5% من ضحايا حوادث إطلاق النار، في العام 2016، في الولايات المتحدة، كانوا من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، وكانوا عُرضةً لإطلاق النار ضدهم من قبل مواطنين من أصولٍ أوروبية وغيرهم ،وكذلك من قبل جهاتِ حكوميةٍ من أبرزها قوات الشرطة الفيدرالية والحرس الوطني. إن نسبة الضحايا من ذوي البشرة السوداء التي تجاوزت النصفَ بالمائة من عموم ضحايا القانون الدموي الذي يسمح باقتناء وحمل السّلاح الناري الفردي، والذي يستغله كثيراً اليمينيون والعنصريون منذ عشرات السنين دون الإلتفات الى خطورته على السلم الفردي والمجتمعي في الولايات المتحدة.

لقد وصلت العنجهية الأمريكية ضد المواطنين من أصول سوداء حداً أن امتلأت وكالاتُ الأنباء و مواقعُ التواصلِ الإجتماعي هذه الأيام بمقطع فيديو يُظهر شرطياً أمريكياً يُجهز على مواطنٍ أسودَ بعد أن اقتيدَ من محلِّهِ التجاري مقيَّد اليدين ـ كما أظهرت ذلك كاميرات مراقبة لمحلات مجاورة لمحل الضحية ـ ويضغط ذلك الشرطي على رقبة الضحية بركبته بشدة قوية جعلت الضحية يستغيث بكلمات واضحة وثّقها مقطع الفيديو يشكو فيها الإختناق وقطع النَفَس ،وتبدو واضحة في المقطع مطالباتُ الحاضرين للمشهد التراجيدي بفسح المجال للضحية أن يتنفس. لكن الشرطي لم يستجب لكل ذلك حتى فقد الضحية الوعيَ حينئذ.. بعدها نُقل في سيارة إسعاف الى المستشفى ليفارق الحياة فيها.

 تصاعدت الإحتجاجات الشعبية في الولايات المتحدة ضد السياسات الرعناء للإدارة الأمريكية ورئيسها المختلّ نتيجة ترادف المآزق الداخلية والخارجية على حكومته، وآخرها الفشل الحكومي الذريع في التعاطي مع جائحة كورونا وتداعياتها على الصحة العامة، وتصاعدت معها من جميعِ أرجاءِ العالم حملاتُ الإحتجاج والإستنكار لأساليب القمع الوحشية التي تقابل بها السلطاتُ الحكومية أبناءَ شعبها.. لقد فتحت تلك الأساليب الوحشية الباب واسعاً لكل شعوب العالم أن تتدخل إنسانياً بالشأن الداخلي الأمريكي، وكأنه يعنيها، لأنه خرج عن حدود ضبط الأمن الى فضاء القمع المنظم رسمياً وبأدوات حكومية .لقد وقعت الإدارة الأمريكية في إزدواجية معايير فاضحة حين أوغلت الجماهير المنفلتة من عقال القانون بشوارع وأسواق ومتاجر وسيارات من الممتلكات الخاصة والعامة في بلادها حرقاً وتخريباً ونهباً، وأسمتهم (الخارجين عن القانون) وتعاملت معهم بمختلف طرق القمع والإعتقالات..لكن مثيلَ هذه التصرفات التخريبية بالضبط حين حصل في بغداد وبخاصة في ساحة الخلاني ومنطقة السنك وشارع الرشيد وساحة الوثبة من قتلٍ وتخريب وسرقة ونهب للأموال الخاصة والعامة كانت الإدارة الامريكية تنعتُ الفاعلين في بلادنا ب (ثوار الإنتفاضة من اجل التغيير)،وحين كان يسقط من المتظاهرين والقوات الأمنية على السواء ضحايا كانت الإدارة الأمريكية والدوائر والمنظمات المرتبطة بها تكيل أنواع وأشكال التهم الجاهزة للقوات الأمنية العراقية بالقمع و(التنكيل بالثوّار).

أما على الصعيد العالمي(خارج الولايات المتحدة الأمريكية) فقد إتّسمت السياسة الخارجية لهذه الدولة بالغطرسة والإستكبار وممارسةِ كافة أشكال الحرب العسكرية والإقتصادية والسيبرانية الحديثة بغيةَ سلبِ الشعوب المستهدفة إرادتَها وسيادتَها وحريةَ التصرف بمواردها الوطنية. لقد اقترفت الولايات المتحدة الأمريكية أبشع الجرائم بحق الشعب الفيتنامي إثْرَ إحتلال هذه البلاد الشرق آسيوية ثم إنسبحت منها بعد إثني عشرة سنة من الإحتلال الغاشم.. وممارسة جرائم الحرب الفظيعة في هذا البلد المظلوم ،وكان من أبشعِها استخدامُ الرشِّ الكيمياوي لتدمير وحرق وإتلاف البشر والحقول الزراعية والقرى، ماسُمِّيَ في وقتِهِ الرشَّ البرتقاليَّ والأزرقَ والأخضر، وكان إنسحابُها من فييتنام إندحاراً وإنهزاماً مُخزياً تحت ضربات المقاومة الشعبية المسلحة للشعب الفيتنامي. وقبل ذلك، كانت مشاركة الولايات المتحدة الامريكية في الحرب العالمية الثانية قد شهدت إستخدامَها القنبلةَ الذريةَ التي ألقتْ منها أنموذجين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان دون أن يفكِّرَ قادتُها آنذاك بالآثار الرهيبة لهذا السلاح ذي الدمار الشامل والإبادة الجماعية. كما تدخلت الولايات المتحدة في يوغوسلافيا قصفاً بالطائرات وتدخلت بإسلوبِ القتل الجماعيِّ ذاتِهِ في قصف سوريا واليمن والعراق.. وقبلها كانت قد قتلت من الشعب الأفغاني أعداداً لات حصى بحجة مقاتلة تنظيم القاعدة الإرهابي الذي أنشأته بأسلحتها ومعداتها وبالمال الوهابي السعودي.

حان الوقت لتسجيل الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب العالمي دون تأخير.       

ناصريّةُ ـ دورتموند / ألمانيا

30مايس2020

تتصاعد يومياً وتيرة التظاهرات العنيفة ضد سياسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، وقد أخذت هذه التظاهرات صيغة أعمال شغب عنيفة، مما حدا بالشرطة أن تستخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ،ومن ثم تطورت المواجهات الى إعتقالات واسعة، وجرحى من الطرفين.

     لقد إتسمت تلك الإحتجاجات الشعبية بمشاهد فوضوية في شوارع باريس ،حيث أقام المحتجون المتاريس المعيقة للمرور، وتم إحراق سيارات الشرطة وسيارات المواطنين وكذلك تحطيم نوافذ المحلات التجارية في شارع الشانزيليزيه السياحي ومناطق أخرى، و بعد أعمال الشغب العنيفة ، ألقت الشرطة القبض على أكثر من 200 شخص في العاصمة، وأصيب نحو 65 شخصاً من بينهم 11 من رجال الشرطة في إحصاءات أولية.

     وعلى مقربة من قوس النصر يعمل مثيرو الشغب الى كسر الطوق الذي فرضته الشرطة برمي رجال الأمن بالحجارة، مما حدا بالأخيرة لقمع المتظاهرين و استخدام أساليب مواجهة جديدة طارئة.

     من بين حزمة مطالبها ، تطالب (الستر الصفراء) بتخفيضات ضريبية وخفض أسعار الوقود وزيادة في الحد الأدنى للأجور والرواتب، وهذه المطالب لا يمكن أن يتم عرضها بهذه السلبية التي سيذهب جراءها أبرياء في الإصابات والإعتقالات، وتعهد الرئيس ايمانويل ماكرون بالضريبة الخضراء المثيرة للجدل على الديزل وسعر الوقود. لكن هذا لا يكفي لإرضاء الناشطين وتهدئتهم، حيث نظموا أنفسهم بطريقة عارمة ونزلوا الى الشوارع بالآلاف.

     وناشد العديد من السياسيين المعارضين الحكومةَ لتخفيف العنف وفتح حوار وطني مع أعضاء (الستر الصفراء) وارتفعت أصوات عديدة تقول أن ليس من العدل وصف محتجي حركة (الستر الصفراء) بأنهم (بلطجية) و(فوضويون) و(عنصريون) و(متطرفون) اعتماداً على الاضطرابات وعمليات التخريب التي تسببت بها الاحتجاجات وقد تكون خلفها مجموعات صغيرة (مندسّة) فقط من المتظاهرين.

     بالرغم مما يشاع عن أن هذه الحركة غير تابعة لمؤسسة حكومية أو سياسية محددة، حيث إنها حركة شعبية واسعة إستطاعت أن تستقطب الآلاف من الشباب بسرعة خاطفة،  ثمة من يذهب إلى الشك بأنها تقف وراءها أحزاب من اليمين المتطرف واليسار المتطرف. وكان لوجود بعض الأشخاص السيئين بين صفوفها ممن قاموا بأعمال التخريب والشغب الفظيعة بحق الأموال العامة والخاصة ـ كمعظم حركات الاحتجاج في العالم ، وآخرها ما حدث في محافظة البصرة العراقية ـ  إلا أن من الخطأ تعميم الألقاب التي أطلقها بعض النقاد على المتظاهرين بأجمعهم، سواءً أكانوا من السائقين أم المزارعين أم طلاب الجامعات، الذين ارتدوا الستر الصفراء وخرجوا إلى الشارع للتعبير عن غضبهم. أن ظاهرة التعبير عن الرأي وحق الإحتجاج السلمي مهما عظم حجمه ومساحة تأثيره حق مكفول بالأعراف والدساتير والقوانين المرعية السائدة في فرنسا وعموم أوروبا ،لذا يُعَدُّ ما حدث في احتجاجات فرنسا غريباً تماماً عن أجواء هذه البلدان وخصوصاً بعد إنتشار شرارة الإحتجاج العنيف والشعبي والتخريبي في بلدان أوروبية أخرى مثل بلجيكا وهولندا ،مما يرسم علامة إستفهام كبرى على هذا النشاط الجماهيري غير الطبيعي، والأعمال الخرقاء التي رافقته.

وربَّ قولٍ أنفذُ من صَوْل.

 

الاتصال بنا

العنوان الرئیسي
ساحة الاندلس .. بغداد .. العراق
iraqicp@hotmail.com

بوستر

كاریكاتیر