كلما وطأت قدماي أرضا جديدة، مهرجانا أدبيا، أو دخلتُ سوقا، تجذبني جاذبية خفية لا تقاوم إلى حيث تقام مكتبة، أو معرض كتاب.
ما إن أقفُ بين أرفف الكتب، حتى أشعر وكأن الأغلفة والعناوين والألوان تبدأُ حركتها.. أصوات تتسابق، وهمسات تناديني... كل كتاب يزاحم الآخر، يعرض عليَّ كنوزه ومغرياته، طمعا في أن ينال إعجابي وأصطحبهُ معي إلى مكتبتي الخاصة.
هناك، في ذلك الفضاء المقدس، أجدني أستسلم لهذا الشغف المعرف. تصبح يدي أداة اختيار، وروحي بوصلة تقودها غريزة الجمال. ألمسُ غلافا،.. أتنفسُ رائحة الحبرِ والورق، وأغرقُ في موجة من الوعد: وعد بقصص، وبعلوم، وبشعر.. كنوز لم تفتح أبوابها إلا إلي.
لا أعودُ إلى بيتي إلا ويديَّ مثقلتان بـغنائم من المعرفة،أكياس محملة بالعناوين، ربما تبدو في نظرِ الآخرين ثقلا، لكنها في نظري جناحان جديدان يضيفان ارتفاعا لروحي.
معرض الكتاب.. اصدارات دار الشؤون الثقافية، واصدارات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين/ ملتقى البريكان الشعري، جامعة البصرة، كلية الآداب، ضحى يوم الخميس/ 9/ تشرين الأول/ 2025