تتسم المرحلة الجديدة من التوسع الرأسمالي بكثرة من الصفات الجوهرية لعل أهمها سمات التبعية والتهميش التي يعتمدها الطور المعاصر من  العولمة الرأسمالية الامر الذي يتطلب من المنظمات اليسارية والديمقراطية دراسة مخاطر الميول الجديدة للتوسع الرأسمالي بهدف تحديد مسار الكفاح الوطني الهادف الى صيانة الدولة الوطنية والحفاظ عليها كأداة وطنية سياسية قادرة على تحجيم ميول التخريب والتبعية  وبذات الوقت بناء مستلزمات التصدي لميول التبعية والتهميش  المرافقة للطور الجديد من التوسع الرأسمالي وبهذا الاطار جاءت مضامين الكتاب بأقسامه الثلاث  حيث تعرض القسم الأول الموسوم الرأسمالية المعولمة وبنيتها السياسية الى سمات الطور الجديد من الرأسمالية المعولمة وبنيتها السياسية واستنادا الى مضامين هذا المحور توصل الكاتب الى ان تطور العولمة الرأسمالية يحمل في مساره قوانين التهميش والتبعية للدول الوطنية  وبهدف معاينة سمات التبعية والتهميش جاء القسم الثاني الموسوم الدولة الوطنية والطائفية السياسية بهدف إيضاح تأثيرات العولمة الرأسمالية على مستقبل الدولة الوطنية وخلص الباحث الى ان التناقض الرئيسي في عصرنا بين سعي الدول الوطنية والدول الرأسمالية الاخرى المناهضة لميول الهيمنة والتبعية يكمن في بناء تحالفات وطنية - دولية  ترتكز على مناهضة روح الهيمنة الكسموبولوتية في العلاقات الدولية وبهذا السياق  جاء القسم الثالث الموسوم ب- الرأسمالية المعولمة وكفاح اليسار الديمقراطي ودوره في مكافحة الميول التخريبية للرأسمالية المعولمة  مشيرا الى ان مواقع وأدوار اليسار الاشتراكي في الدول الوطنية اخذت في التوسع رغم انهيار التجربة الاشتراكية.

 استنادا الى ذلك يعالج الكاتب محاولات تشكيل جبهات وطنية مناهضة للتبعية والتهميش يتصدرها اليسار الاشتراكي لأسباب عديدة منها مواقعه الطبقية المترابطة والمؤسسات الإنتاجية – الخدمية ومنها رؤيته الفكرية البرنامجية للتناقضات الوطنية - الدولية الحاكمة في عصرنا المتخم بالصراعات الداخلية والتدخلات العسكرية.

وانسجاماً مع رؤية الكاتب لقضايا التهميش يتوقف عند الطائفية السياسية السائدة في كثرة من الدول العربية مؤكدا على انها تشكل في المرحلة الراهنة الوجه التخريبي الاخر للعولمة الرأسمالية حيث تتكاثر المشتركات والنتائج الاجتماعية لكلا الظاهرتين وأعني بهما العولمة الرأسمالية والطائفية السياسية حيث تعمل تسعيان الى تفتيت الطبقات الاجتماعية وما ينتجه ذلك من تحجيم نمو وتطور التشكيلات الاجتماعية أولا, وتحجيم الصراعات الطبقية عبر التهميش ونزع فتيل النزاعات الطبقية.

ان ميول الرأسمالية المعولمة في التبعية والتهميش تتلاءم والرؤية الفكرية للطائفية السياسية والتي تشكل حليفا اجتماعيا للرأسمالية المعولمة في الدول النامية حيث انها -- الطائفية السياسية-- تعبر عن مصالح الطبقات الكمبورادورية والشرائح المالية المتحالفة مع الوافد الأجنبي.

ان موضوعات الكتاب الفكرية – السياسية تتلون بروح سجاليه قابلة للتوسع والنقد والتغيير تبعا لتغيرات النزاعات الدولية - الوطنية وبهذا العمل أكون قد لامست بعض مشاكل تطور العلاقات الدولية – الوطنية برؤية ملموسة املا ان يكون الكتاب منطلقا لتطوير الدراسات الهادفة الى استنهاض الدول الوطنية وسلامة نمو تشكيلتها الاجتماعية بعيدا عن التبعية الاقصاء.  

عرض مقالات: