كان العراقيون وما زالوا أبناء بررة للانتفاضات الشعبية وصناديدها ومنفذيها، فالكل خرجوا الى ساحات الاعتصام بطرقهم واساليبهم وباركوا الثورة وشبابها.
منهم من استقر في ساحاتها ورفع شعاراتها وتظاهر بقوة وإرادة لا تلين، وآخرون تفاعلوا وتجاوبوا مع الاحداث، وغيرهم قدموا الدعم والمساندة المادية والمعنوية. واقولها ان الجميع تجاوب وتفاعل كل على طريقته.
وكان فنانو الوطن من الملحنين والشعراء حاضرين بابداعاتهم ومواقفهم الرائعة، وقد عبروا بصدق ومشاعر عالية عن وطنيتهم وعراقيتهم دون اكراه ولا تملق. لذلك جاءت كلماتهم والحانهم وانشادهم رائعا وصداقاً.
لهذا يحق لنا ان نفخر بهذا الوسط الجميل وابداعاته في ظل إخفاقات وفشل الطبقة السياسية الحاكمة واحزابها وتجاربها التي امتدت لما يقرب من عقدين من الفساد والطائفية.
اليوم وجدنا العشرات من مبدعي الوطن وفنانيه يتفاعلون مع الانتفاضة ويغنون للثورة ويصفقون لشبابها وبسالتهم وبأسهم، ويعملون بقوة من اجل الشعب وغده وسعادة الوطن وبنائه بلا طائفية ولا فساد ولا هويات فرعية وثانوية على حساب الهوية العراقية.
لقد قدم فنانو الشعب وشعراء الاغنية مواقف رائعة وادوار متميزة لوطنهم. فالكثير منهم حضر الى ساحة التحرير وبقية ساحات العز والشرف في الفرات الأوسط والجنوب وتفاعلوا مع المتظاهرين ومع المعجبين. فكان الفنان احمد نعمة من أوائل الحاضرين والمتفاعلين مع الجماهير، وكان الفنان حسام الرسام مبدعا مع اغنيته (أبو التكتك وكف وكفة بطولة)، وأقام الفنان محمد السالم حفلة لدعم المتظاهرين، وتلقينا موقف داعما وكبيرا من المبدع كاظم الساهر والشاعر الكبير كريم العراقي حيث وعدونا بأغاني جميلة. وكان للساهر موقف إنساني داعم للانتفاضة حيث الغى حفلة له في السعودية، وكانت المبدعة رحمة رياض احمد قد ساهمت بانشودة جميلة "نازل آخذ حقي"، وكذلك المطرب هيثم يوسف مشاركا بهذه المواقف الداعمة حيث قرر عدم المشاركة في احتفالات رأس السنة دعما للثوار. وكانت اسراء الأصيل هي الأخرى قد ساهمت باغنية "سلام على العراق". كما كانت للفنان صلاح البحر انشودة عن "أبو التكتك" وقدم الثنائي صلاح حسن والملحن نصرت البدر انشودة ألهبت مشاعر الجماهير، وقدم قاسم السلطان وباسل العزيز مشاركات ساهمت بتصعيد حماسة الجماهير، وقدم الفنان الشاب عماد الريحاني اغنية "أبو الغيرة العراقي".
اما وسائل الاتصال الجماهيري فقد ساهمت بقوة في إشعال حماس ومشاركة الجماهير، وكان الشاعر حسين جبر قد اعد مجموعة من الأغاني التي تفضح السياسات الفاشلة والفساد والسلوك الطائفي وقد اداها المطرب محمد الشامي. كذلك تعاون الشاعر نفسه مع الفنان قاسم ماجد وكانت تلك الأغاني مثار اعجاب الجماهير وأبناء الشعب.
هكذا هم أبناء الوطن بكل شرائحه الاجتماعية، هبوا هبة رجل واحد ورفعوا أصواتهم من اجل بناء وطن جديد بعيدا عن المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية.
نحن للعراق .. والعراق لنا.

عرض مقالات: