قبل اسابيع رن جرس انذار قوي وخطير في القطاع الرياضي الا وهو تغلغل آفة المنشطات في الرياضة العراقية وكرة القدم بالذات! الا ان الانشغال ببطولة الامم الاسيوية وتصفيات الاولمبياد ثم الخلافات والنزاعات في الهرم الرياضي العراقي والاختلاف بين الاولمبية والحكومة العراقية متمثلة في وزارة الشباب والرياضة كل ذلك شغلنا عن ما اصاب الرياضة العراقية من مقتل! بعد ان اصابها التزوير والتلاعب بالأعمار وهما افة لا تقل خطرا عن ما نتحدث عنه اليوم وهو آفة المنشطات التي غزت كرة القدم وانعكس ذلك في مجموعة عقوبات شملت نجوما كروية كبيرة وكشفت هذه الممارسة الخطرة ما يمكن للرياضة ان تصاب به وتدمر مستقبل لاعبين كبارا ونجوما متميزة في سماء كرة القدم! نبدأ بآفة التزوير والتلاعب بالأعمار التي غزت فرقنا الرياضية والكروية على وجه التحديد منذ منتصف سبعينات القرن الماضي بعد تشجيع البعض من القيادات الرياضية والكروية لغرض تسجيل امجاد ونتائج كبيرة تحسب للنظام الدكتاتوري وتبيض صفحاته وقد ساهم البعض من القيادات الرياضية بتشجيع هذا المنهج وباركوا هذا المسار الخاطئ الذي انعكست نتائجه على تردي وتراجع المستوى العام لمعظم العابنا وتصاعد هذا السلوك بشكل منفلت بعد التغيير الذي حل بالوطن في 9/4/2003 دون ضغوطات ولا مطالبات حكومية بالنتائج الا انها تحولت الى سلوك وممارسات شائعة ومقبولة ! اما الآفة الثانية التي اضرت برياضتنا فهي آفة المنشطات ووباء استعمالها من قبل رياضيينا مع غياب الدور الرقابي وانعدام المتابعة وضعف ثقافة وممارسي الرياضة وألعابها لدى نجومنا ولاعبينا على اختلاف مستوياتهم ومعارفهم مما اوقع الكثير منهم في شباك (الصيادين) الذين قدموا المنشطات وسوقوا لها ولاستعمالاتها و وردوها تحت اغطية ومبررات مقنعة ودعايات بريئة على انها مكملات غذائية وفيتامينات ومقويات غير ضارة للرياضيين تساهم في اعدادهم وتقوية اجسامهم، مستغلين سذاجة البعض وأمية البعض الآخر، وضعف اهتمام الإدارات، وغياب اجهزة الكشف والفحص المبكر، وعدم تعاون الاندية مع اطباء متخصصين، وغياب سياسة الفحوصات العشوائية للرياضيين . كل ذلك دفع بالكثير من رياضيينا الى تناول الاشياء دون دراسة ولا معرفة خاصة وان البعض ممن يستوردون هذه المنشطات هم من ابطال الرياضة السابقين ومسؤولي مؤسسات رياضية لهم وزنهم وأثرهم في الساحة الرياضية! وهذا ما سبب خسارة البعض من ابطالنا في المشاركات الدولية بعد كشف تناول البعض منهم حبوبا منشطة غير مقبولة دوليا وان البعض من ابطالنا اعتذروا عن المشاركة هنا او هناك لانهم وقعوا في المحظور وبالتالي ادعوا الاصابة او المرض مما حرمنا من جهدهم وتعبهم والاموال التي صرفت عليهم خاصة في مشاركات في سباقات دولية وفي بلدان متقدمة وهذا ما حصل في منافسات كمال الاجسام ورفع الاثقال والعاب اخرى.
واليوم جاء دور كرة القدم حيث كشفت لجان الاتحاد الاسيوي للعبة عن البعض من المشاركين في المسابقة الاسيوية حيث صادت شبكة المنشطات البعض من لاعبينا (مع الاسف) مما عرضهم الى عقوبات طويلة قد تسبب انتهاء حياتهم الكروية وحرمان فرقهم والكرة العراقية من كفاءاتهم وابداعاتهم وهذا ما يشكل خسارة وطنية. وهنا احمل المؤسسة الرياضية بكل اطيافها مسؤولية ما حصل ويحصل في الميدان الرياضي بسبب غياب الثقافة الرياضية والطبية التي يتوجب ان يعرفها المدربون واللاعبون وادارات العمل الرياضي، لا بل يجب دراستها ومراقبة تنفيذها خاصة ونحن على ابواب مسابقات احترافية تفترض المعرفة والعلمية. وان يساهم الاعلام الرياضي والطواقم الطبية في نشر المعلومات ومواصلة التنبيه عنها والالتزام بها واعتبار الوعي الطبي جزءا اساسيا من حياة اللاعب لحمايته والحفاظ عليه من مخاطر هذه العقاقير والادوية التي تحمل في طياتها بذرة تحطيم الرياضي وانهاء حياته. وهذا لا يتم الا من خلال حملة وطنية لمقاومة هذه الآفة المدمرة التي اسمها (المنشطات) وعلى الجهات المعنية في قيادة الرياضة العراقية ان تبذل الجهود للارتقاء بالوعي والتعريف بالمسموحات والممنوعات ومتابعة اخر المستجدات للقضاء على هذه الافة وابقاء الساحة الرياضية العراقية نظيفة وخالية من اثار الدمار والتخريب والاساءة للرياضة والرياضيين.