مع مطلع النصف الثاني من القرن الماضي انطلقت الرياضة النسوية في العراق واستطاعت الفتاة ان تختزل الزمن وان تتجاوز الواقع وتقدم نفسها رياضية مرموقة وبطلة لألعاب متنوعة جماعية وفردية وسبقنا الكثير من بنات العرب وتصدرنا مشاهد ومواقع رياضية وكنا الافضل فيها. وقدمت مدارس العراق وكلياته بطلات واثقات من أنفسهن دخلن الساحة الرياضية بكل شجاعة واقتدار وصرن مؤهلات للمشاركة في بطولات ومسابقات تنافسية نلن بها قصب السبق وتألقن وعبرن عقبات وحواجز كبيرة على الرغم من محاولات البعض الوقوف في وجه المبدعات للنيل منهن بحجة العادات والتقاليد لكن العراقية الأبية كانت طودا شامخا وشرفا كبيرا لأهلها ووطنها. ومع الظروف غير الطبيعية التي عاشها الوطن بسبب الحروب العدوانية التي شنها النظام المقبور وعسكرة المجتمع والسياسات الخاطئة وتوجيه ( كل شيء من اجل الحرب ) وسياسات التقشف التي حرمت الرياضة من الدعم والاسناد الحكومي كل هذا الواقع اثر اولا وبشكل مباشر على الرياضة النسوية لان البعض لا يؤمن بها اصلا ولا يريد لها ان تنطلق بسبب ما يحمله من افكار وقناعات رجعية ومتخلفة ! ومع التغيير العاصف الذي حل بالوطن في 9/4/2003 كنا نأمل ونتوقع حصول ثورة في مجال الرياضة النسوية ودفع المرأة وتشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة والمساهمة في اعادة بنائها بشكل حضاري وواع بما يحقق للرياضة نهوضا وتقدما ويدفع ببناتنا الى المساهمة الايجابية من اجل غد رياضي مشرق للمرأة العراقية. لكن الذي حصل وتحقق هو العكس تماما حيث اخفقت رياضة المرأة وتراجعت اعداد المشاركات والمتفاعلات في ممارستهن الرياضة. من خلال عدم تشجيع الفتاة على ممارسة الرياضة في المدراس وتقليص المسابقات والنشاطات المدرسية وتحويلها الى منافسات شكلية لا تدفع بالرياضة النسوية الى الامام وكذا الحال في الرياضة الجامعية مما ادى الى اخفاق الانجاز العالي او كسب الجوائز والميداليات على المستويات العربية والاسيوية والدولية. بينما الكثير من دول المنطقة والجوار تحقق أحسن الانجازات وتقدم بناتها بصورة مشرفة وزاهية وها هي دول الخليج وإيران والاردن وسوريا ولبنان كلها تسير بخطة واضحة وصحيحة من اجل بناء رياضتها النسوية وتقدم خيرة بطلاتها نحو رياضة الانجاز العالي لكسب الميداليات العالمية والاولمبية والقارية. اما نحن فما زلنا نغط في سبات عميق ونعيش سنوات التخلف والبكاء على الاطلال وتذكر الماضي وبطلاته وانجازاته واليوم ونحن نحتفل بعيد المرأة العالمي في الثامن من اذار في كل عام لابد لنا ان نستذكر فتياتنا اللواتي يمارسن الرياضة رغم قساوة الظروف وبشاعة الظلاميين ودعواتهم لحجر المرأة في البيت ومحاربتهم لعطائها وابداعها في كل المجالات ومنها الرياضة ويسرنا ان نشارك اليوم ونحن نشارك المرأة العراقية احتفالها بعيدها السنوي في اذار ان نبارك للمرأة الام والاخت والزوجة والبنت والحبيبة بأن تطالب بحقوقها وتشد ازرها لان الحقوق لا تعطى بل تنتزع . املنا كبير ببناتنا من الرياضيات ان يتقدمن الصفوف ويمارسن الرياضة بكل تفاصيلها وان تفعل المادة الدستورية
رقم 36 والتي تنص على حق الشعب العراقي في ممارسة الرياضة وعلى الدولة توفير مستلزمات ولوازم ممارستها وهذا النص الدستوري يعني كل ابناء وبنات العراق ممن يمارسون الرياضة ويرفعون علم الوطن في المحافل الدولية .. ولنا عودة

عرض مقالات: