الاعياد مناسبات احتفالية للتعبير عن الفرح والبهجة، ومناسبات للتواصل الاجتماعي، خصوصا مع ذوي القربى والاحبة. كما ان لها طقوسها ذات الابعاد الايمانية.

لكن عيد الاضحى يهل اليوم علينا ممتزجا بالاحزان. فعراقنا عليل يصارع الازمات، وشعبنا بفئاته الشعبية الواسعة يعاني مزيدا من القهر والفقر، ومن غياب ابسط مقومات العيش الكريم، ولا يزال الموت يحصد الاحبة سواء بطلقات قتلة وارهابيين، بعضهم محصنون غير خاضعين للمساءلة والمحاسبة، او ضحايا لوباء كورونا اللعين.

ولعل الكثيرين يستقبلون العيد مستعيدين قول الشاعر:

اقبلت يا عيدُ والرَّمضاء تلفحني

وقد شكت من غبار الدًّرب أجفانُ

ولكن ازاء هذا الواقع المثقل بالمعاناة، نلحظ خيوط أمل في تغييره نحو الافضل كامنة في حراك اقسام متزايدة من شعبنا ، خصوصا شبابه المنتفض، المتطلع الى وطن يضمن كرامة مواطنيه وحقوقهم وحرياتهم .

يظل العيد رغم الاجواء الملبدة مناسبة للفرح والأمل، تتسلل فيه البهجة والبسمة الى النفوس، ويحتفل فيه الكبار والصغار، ويستمدون من اجواء التواصل والمحبة التي يشيعها، القوة والقدرة على مواجهة المحن، والسعي الى تجاوزها.

مع اطلالة عيد الاضحى اتقدم الى جميع بنات وأبناء شعبنا، بأعطر التهاني واجمل التمنيات بالصحة والسلامة، راجيا ان يعود على الجميع بالخير. ومثلكم جميعا أتوجه بافكاري ومشاعري مساندا ومتضامنا مع اسر الضحايا والشهداء، والمعتصمين في ساحات الاحتجاج، والمتظاهرين من اجل المطالب المشروعة، ونحو ملاكاتنا الصحية والمتطوعين معها وهم يقفون شجعانا في الصف الامامي للمواجهة مع الوباء، وفي تقديم العون للمصابين وفي توعية المواطنين. كذلك نحو جميع المقاتلين في قواتنا المسلحة والتشكيلات الاخرى على اختلاف مسمياتها، التي تتصدى للدواعش ولقوى الارهاب كافة.

كل عام وشعبنا وبلادنا بخير وسلام

30 تموز 2020

عرض مقالات: