تحتفل الطبقة العاملة وجميع شغيلة اليد والفكر والعاملين بأجر في العالم أجمع بعيد العمال العالمي، الذي يمثّل مناسبة أممية للتضامن العمالي في الكفاح المشترك ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل العيش الكريم وتحقيق مطالب العمال في تحسين أجورهم وظروف عملهم والدفاع عن مكتسباتهم الاجتماعية وصولاً إلى التحرر والانعتاق النهائي من اضطهاد الرأسماليين والقضاء على استغلال الإنسان للإنسان وإقامة مجتمع عادل.

ويحل عيد العمال العالمي هذه العام فيما تتواصل الأزمة العامة للنظام الرأسمالي العالمي وتشتد معها معاناة الطبقة العاملة والعاطلين عن العمل والمتقاعدين وجموع المهمشين، وهي الأزمة تطالنا في الكويت عبر تبني الحكومة للتوجهات النيوليبرالية المنحازة لمصالح كبار الرأسماليين تماشياً مع نصائح صندوق النقد والبنك الدوليين التي تستهدف تقليص بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية؛ وتكرار إطلاق الدعوات لإلغاء أو خفض الدعم الحكومي عن السلع والخدمات الضرورية؛ ومحاولات الالتفاف على الحظر القانوني لخصخصة قطاعات النفط والتعليم والصحة، وهي توجهات من شأنها إرهاق معيشة المواطنين ذوي الدخول البسيطة من صغار الموظفين والعمال والمتقاعدين والكويتيين البدون والعمالة الوافدة، وتفاقم معاناة الآلاف من المقترضين المعسرين وعشرات آلاف الأسر الكويتية المدرجة على قوائم الانتظار للحصول على الرعاية السكنية، وآلاف الشباب الكويتي من العاطلين عن العمل.

ولهذا تكرر الحركة التقدمية الكويتية الدعوة إلى قيادات الحركة النقابية  العمالية للاحتكام إلى مبادئ العمل النقابي ومنطلقاته الطبقية وآلياته الديمقراطية والمؤسسية وذلك لتكون الحركة النقابية العمالية قادرة على الدفاع عن حقوق العمال والموظفين والتصدي لمحاولات التعدي على مكتسباتهم الاقتصادية الاجتماعية.

وأما على الصعيد السياسي فإن الحركة التقدمية الكويتية تجدد بهذه المناسبة دعوتها للسلطة إلى تحقيق انفراج سياسي يشمل إطلاق سراح سجناء الرأي وقضايا التجمعات، وإلغاء كافة قرارات سحب الجنسية لأسباب سياسية، واطلاق الحريات العامة، والتوافق على قانون انتخابي ديمقراطي عادل يكون بديلاً لنظام الصوت الواحد المجزوء.

وتتوجه الحركة التقدمية الكويتية بالتحية إلى جميع الأحزاب والمنظمات العمالية والاشتراكية والتقدمية في مختلف بلدان العالم بمناسبة عيد العمال العالمي، وتعبّر عن تضامنها مع كفاح الشعوب  والكادحين وفي مقدمتهم الشعب العربي الفلسطيني في نضاله العادل ضد الاحتلال الصهيوني ومن أجل تحرره وقيام دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، كما تتوجه حركتنا التقدمية الكويتية بالتحية إلى الشعبين السوداني والجزائري في نضالهما الباسل لاستكمال الخلاص من نظامي الاستبداد والفساد البائدين وإقامة نظامين وطنيين ديمقراطيين مدنيين في البلدين الشقيقين.

عاش الأول من مايو رمزاً للتضامن العمالي… والتحية لعمال الكويت وعمال العالم أجمع في يوم عيدهم.

الكويت في ٣٠ أبريل ٢٠١٩