شوارع تئن فيها الريح، وعلى الرصيف مثل نساء حزينات، تنود الأشجار.
سيارات مسرعة تمر، كأنها تهرب من شيء ما، أو تلاحق شيئا..
الناس يمشون برؤوس مطرقة، أكتافهم قوسها البرد، مختبئون بمعاطفهم وخلف أوشحتهم، تكمن وجوههم، كما لو أنهم يحملون أسرارًا ثقيلة ً
الأنفاسُ: بلوراتٌ.. تتراقص في الهواء.
على الأرض ظلي، يرتجف أيضا، يحاول أن يختبئ تحت قدميّ، ابتسمُ
أرفع رأسي.. السماء رمادية، ثقيلة، كأنها تحمل كل أسئلة العالم.
بين غيمة واخرى، تتمدد وتطول الظلال، كأنها تحاول أن تمسك بأذيال الشمس الهاربة. وسرعان ما تعود.. ويعود إلى الاختباء تحت قدميّ، ظلي.
وأنا هنا.. محملةٌ بأكياسٍ ممتلئةٍ بكنوز شتوية: برتقالٌ يضيءُ كشموسٍ صغيرة، ونارنجٌ يفوحُ بأريجِ الدفء، ورمانٌ يتلألأُ بحباتِ ياقوتٍ حمراء. وبعضُ الحلوى، تذوبُ في القلبِ قبلَ الفم.
أشياءٌ انشغلَ بها فكري، ليلةَ أمسِ، وأنا أُخطّطُ لترتيبِ مائدةِ عشاءٍ تليقُ بليلةِ نهارِ باردٍ .