أخْرَسٌ شارِعُنا
المَدينَةُ لَفَّها الضَوْءُ
الخُطى لَمْ يَبْقَ لَها أثَرٌ
عَبَرَتْ غَيْمَةُ الصَخَبِ
أمُّهُمْ تُنْصِتُ
لَمْ يَحِنِ الآذانُ
التلاوَةُ لَمْ تَنْتَهِ
طَرْقٌ عَلى البابِ
القِطَّةُ أنْهَكَها الجوعُ
عَلى الغفلة أقْدامُها
لكنَّ العَصافيرَ يَنْقُصُها واحِدٌ
أظِنُّها إفْتَرَسَتْهُ
أبو عَلِيٍّ أقْفَلَ المتجر
خَطْوَتُهُ بإثْنَتَيْنِ لِلْمائِدَةِ
الأطْفالُ أصْواتُهُمْ تُرَدِّدُ
" ماجِينا يا ماجِينا "
لكِنَّ الأكْياسَ لَمْ تُحَلَّ عُقْداتِها
الْمُتَسَوِّلاتُ يَجْمَعْنَ الأطْعِمَةَ
الْكَأسُ داهَمَها الْشَرابُ
الْصَديقُ الَّذي عَلى مَوْعِدٍ مَعَهُ
لَفَّت الْعُتْمَةُ إسْمَهُ
مِزْحاتُهُ لَمْ تَعُدْ تَجيءْ
تَذَكَّرَ أنَّ الخَوْفَ
شاهَدَهُ أمْس طائِراً بَيْنَ عَيْنَيْهِ
إنْتَهَتْ لُعْبَةَ الأطْفالِ
الْمَدينَةُ فَكَّ أسْرَها الْضِياءْ .