برلين/ سامي جواد كاظم

تلبية للدعوة الخاصة التي وجهتها اللجنة التحضيرية لتنظيم استذكارية المخرج السينمائي الكبير الراحل قيس الزبيدي توافد في يوم السبت المصادف 11 كانون الثاني 2025 عشرات المثقفين العراقيين والعرب والألمان من رفاق ومجايلي الفقيد والمهتمين بصناعة السينما للمشاركة في استذكاره وتكريمه كمثقف يساري أسهم في إغناء سينما ملتزمة بقضايا الشعوب المضطهدة وكفاحها من أجل الحرية والانعتاق.

استهلت الجلسة السيدة ايرِت نايدهارت باللغتين الألمانية والعربية بعد الترحيب والتطرق لبرنامج الجلسة بدعوة الحضور للوقوف دقيقة صمت استذكاراً للفقيد ثم دعت الشاعر د. حميد الخاقاني لإلقاء كلمته باسم رفاق وأصدقاء الراحل قيس الزبيدي الذي تناول فيها المحطات التي رافق فيها قيس منذ ان تعرف عليه مسلطاً الضوء على منجزه السينمائي والثقافي والإنساني وانحيازه المطلق لمفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية لكادحي الشعوب المضطهدة أينما كانت وعلى وجه الخصوص قضية الشعب الفلسطيني وكفاحه المجيد ضد الاحتلال الصهيوني ومن أجل إقامة دولته المستقلة، وتطرق ايضاً للدور النشط الذي قام فيه مع بقية زملائه من المثقفين العراقيين من أجل تأسيس رابطة الكتاب والفنانين الديمقراطيين العراقيين في المهجر بعد الحملة التي طالت القوى اليسارية والديمقراطية من قبل النظام الدكتاتوري البعثي المنهار ، والتي أجبرت المئات من خيرة مبدعي ومثقفي الوطن إلى مغادرة البلاد. وفي ختام الكلمة قرأ الأستاذ مثنى محمود نصَّها بالألمانية.

ثم تقدم إلى المنصة الأستاذ ناصر ونوس كاتب وسينمائي سوري ليلقي كلمته التي تطرقت إلى العلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بقيس أثناء إقامته في دمشق والأعمال السينمائية التي انجزها في وقتها وأشاد بشخصيّته الدمثة واشتغاله الدؤوب على أسلوبه السينمائي الخاص به في إخراج الأفلام الوثائقية والقصيرة، وعرَّج على أهم ما أنجز الفقيد للسينما الفلسطينية والعربية وأرشفتها وإغناء المكتبة السينمائية والفكرية في العديد من المؤلفات والدراسات القيمة.

بعدها ألقى نيابةً وبالألمانية الأستاذ عبد الله حجازي كلمة د. ماهر الشريف/ باحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية وأستاذ متفرغ في جامعة القديس يوسف في بيروت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني التي أضاء فيها جوانب من مراحل علاقاته الوطيدة مع الفقيد وارتباطه الوثيق بقضية الشعب الفلسطيني والأفلام الكثيرة التي انجزها لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الصهيوني ووزع النص العربي للكلمة على الحضور.

ثم قرأ د. بهاء الخيلاني / رئيس منتدى الثقافة العربية في برلين كلمة بهذه المناسبة وأشاد فيها بالمنجز الثقافي للفقيد كمثقف عراقي وعربي المعي أثرى السينما العربية.

تلا الكلمة عرض ثلاث أفلام قصيرة أخرجها وكتبها الفقيد أولها فلم "نزهة" تناولت مرحلة انقلاب ٨ شباط الفاشي عام 1963 في العراق وفلم "اليارزلي" الذي ألقى الضوء على معاناة أطفال المخيمات الفلسطينية وفلم "زيارة" الذي شاركت فيه الممثلة السورية الشهيرة " منى واصف".

بعدها توجهت الكاتبة والسينمائية الألمانية السيدة ايرِت نايدهارت إلى المنصة لألقاء كلمتها المؤثرة بحق فقيدنا الراحل قيس الزبيدي وزياراتها المتكررة له مع زميلها السينمائي والصحفي عصام الياسري وهو في أيامه الأخيرة وتعبيره في كل زيارة عن تمسكه اللامتناهي بالحياة.

هذا ووصل إلى اللجنة التحضيرية العديد من الكلمات بهذه المناسبة من بعض السينمائيين والكتاب العراقيين والألمان الذين لم يتمكنوا من الحضور والمشاركة لأسباب مختلفة منهم السينمائية وزميلة الفقيد في الدراسة السيدة گرت لمكه والتي عملت معه في مهرجان لايبزگ الدولي للأفلام الوثائقية والقصيرة والسينمائي العراقي المعروف قاسم حول والكاتب العراقي د. عبد الحسين شعبان، ونجا الأشقر ناقدة سينمائية لبنانية والكاتبة الفلسطينية ليانا بدر والسينمائي والمؤلف والناقد الأردني عدنان مدانات.

وفي الختام قامت السيدة ايرِت بتسليم رفيق وصديق الراحل قيس الزبيدي الصحفي والسينمائي عصام الياسري مدونة مطبوعة بأناقة قامت بأعدادها تتضمن مقالات ومعايشات عن الراحل كتكريم واستذكار له ليقوم بدوره بإيصالها لعائلته، ثم ألقى الزميل عصام كلمة موجزة باسم اللجنة التحضيرية شكر فيها السيدات والسادة  على تلبيتهم دعوة الحضور والمشاركة لاستذكار هذا الفنان والمثقف العراقي العضوي الذي ستخلده أعماله ومؤلفاته الكثيرة والذي لم يحيد عن المبادئ والافكار التي أعتنقها وعبر عن حزنه وألمه الكبير بفقدان صديقه ورفيق دربه الأثير قيس خضير الزبيدي.

عرض مقالات: