تقاطر الأنصار واصدقاؤهم، من كل صوب، الى منصة برنامج الزوم بحضور متميز، لحضور الجزء الثاني من أمسية (التجربة الانصارية والابداع)، حيث سبق وضيفت اللجنة الثقافية لرابطة الأنصار الشيوعيين، في حلقة سابقة من البرنامج، مجموعة من الأنصار المبدعين للحديث عن تجربتهم الإبداعية خلال وجودهم في صفوف فصائل الأنصار الشيوعيين، وتأثير ذلك على تجاربهم وابداعهم. يعد البرنامج ويقدمه، والذي قدم عدة حلقات بموضوعات متنوعة، فريق من الأنصار المثابرين في العمل: النصيرة بشرى عبد علوان، النصير شاكر جابرـ أبو أكد، النصير مزهر بن مدلول أبو ــ هادي والنصير يوسف أبو الفوز.

ابتدأ الأمسية النصير يوسف أبو الفوز بالترحيب بالحاضرين باسم اللجنة الثقافية لرابطة الأنصار الشيوعيين، مذكرا بان فصائل أنصار الحزب الشيوعي العراقي، امتلكت حركة ثقافية حيوية، خصوصا للفترة1978 ــ 1988، لان هناك وحدات انصارية مارست العمل الانصاري، بعد حملات الانفال، حتى أعوام 1991. وبين انه مع تواجد العشرات من الكتاب والفنانين المحترفين في صفوف الحركة الانصارية، ووجود المئات من المتعلمين وفر أرضية لهذا النشاط الثقافي وحيويته، فتطورت وتجذرت تجربة الكثير من المبدعين، وبرزت وتفتحت مواهب عديدة أدبية وفنية صقلتها التجربة والأيام وأشار الى ان الأنصار كانوا يصارعون بمعنى الكلمة لأجل تقديم عمل فني: مسرحية، او لوحة، او نحتا، أو حتى كتابة قصة او قصيدة. فحياة التجوال، وتفاصيل الحياة الانصارية اليومية، ومشاغلها ومتاعبها، وطغيان نمط الحياة العسكرية ومتطلباته، والفهم الخاطئ لدى البعض لمهمة المبدع وحاجاته، كانت تضع عشرات العراقيل. لكن المبدع النصير، كان مبدعا في تحدي الصعوبات لأجل ابداعه الفني الخاص والذي يتحول الى عام، فسخروا ما حولهم من مواد بسيطة، واستعانوا بما توفره الطبيعة ذاتها، لأجل انتاج اعمال فنية تقدم فكرا تنويريا يطمح لحياة تسودها الحرية ويعيش فيها المواطن العراقي بكرامة. وأضاف بأن ليس أفضل من الأنصار المبدعين أنفسهم يتحدثون عن تجاربهم، وعن الظروف التي عملوا فيها، عن المعوقات التي صادفتهم، عن اجتهادهم لتقديم ما هو فني ومعبر عن أفكارهم، فالأنصار الذين عاشوا تلك الأيام الخالدة، الى جانب كونهم مقاتلين ودعاة سياسيين، جاهزين لفداء حياتهم لأجل مبادئهم، كانوا محبين للحياة والجمال، وعبروا عن ذلك بإعمالهم الأدبية والفنية. ودعا الضيف الأول، النصير الفنان وسام صگيري (سمير جاسم)، الذي شكر اللجنة الثقافية، وفريق العمل في البرنامج لجهودهم في دعوته، وهو كان يظن نفسه منسيا من قبل رفاقه، وبين انه أساسا هاوي للفن ولم يدرس ذلك أكاديميا، ولكنه بالمتابعة والاطلاع والتعلم من الاخرين طور امكانياته. وأشار النصير وسام الى ان الطبيعة في كردستان كانت تعطيه الهاما كبيرا، فمشهد شجرة تحتضن شجرة، او صخرة تبدو كأم تحضن طفلها دفعه لمحاكاة ذلك بالرسم والتخطيطات. وكانت هناك في أيام الانصار صعوبات كبيرة للحصول على مواد الرسم، خصوصا الألوان، لهذا حين اهداه أحد رفاقه الأنصار يوما علبة ألوان، كانت هدية لا تقدر بثمن. واشاد الرفيق وسام بالمساعدة التي حصل عليها من رفاقه الأنصار الفنانين المحترفين، مثل قاسم الساعدي ـ أبو عراق، الشهيد فؤاد يلدا ـ أبو أيار، وحتى بعد استقراره في هولندا ظل دائما يعرض اعماله على رفاقه للاستفادة من ملاحظاتهم، وهكذا استطاع ان ينجز اعمالا عرضها في معارض في كردستان، مثل المعرض في مقر زيوة عام 1985، ومعارض في مناسبات سياسية في هولندا، مثل يوم الشهيد الشيوعي او تأسيس الحزب. ثم قام النصير وعبر الكاميرا بعرض العديد من تخطيطاته وبوستراته، وأيضا بعض الاعمال اليدوية التي يستخدم فيها كل المواد من خشب وريش وأسلاك معدنية ليكل لوحات بمضامين إنسانية عن الحب والتضحية والنضال.

الضيف الثاني في الأمسية كان النصير أبو فائز، الفنان عباس العباس، الذي تحدث بنفس روح التواضع التي تحدث به رفيقه وسام صگيري، وأشار الى انه منذ الثالثة عشر كان لديه موهبة الرسم، لكنه لم يتمكن من دراسته أكاديميا، لكنه علم نفسه بنفسه، من خلال الاطلاع على تجارب الفنانين الاخرين والاحتكاك بهم ومتابعتهم اثناء العمل، وبين انه في كردستان كان يتابع النصير أبو عراق اثناء إنجازه اعماله ويحاول التعلم منه، وأشار الى علاقته بالفنان الشهيد أبو أيار وما تعلم منه بخصوص النحت والتعامل مع الحجر. وأشار الى ان تطور النشاط الثقافي في حركة الأنصار وظهور المكاتب الاعلامية والصحافة الدفترية دفعه الى المساهمة فيها وإنجاز اغلفة ورسومات للعديد من المجلات الدفترية الانصارية. واكد الفنان أبو فائز على ان فترة الأنصار كانت بالنسبة له فترة تمرين كبير ومهم، لان عدم توفر الألوان دفعه للاعتماد على القلم والتخطيط، فأنجز العشرات من التخطيطات، وتميزت تخطيطاته بالإعمال الواقعية بينما في الفترة الأخيرة بدأ يميل للإعمال الرمزية والتجريدية. وبين ان عمله الفني المستمر كان من نتائجه معرض فني في كردستان في أواخر عام 1987 حضره العديد من القادة السياسيين من الاحزاب المعارضة للنظام الديكتاتوري، إضافة الى معرضه الثاني في بغداد عام 2008، ولاحقا معرضه الثالث في السويد، وختم مساهمته بعرض عبر الكاميرا العديد من اعماله التشكيلية والنحتية والمجسمات الفنية.

في فترة المداخلات التي ساهم فيها الرفاق، أبو حسن حبيب قلبي(السويد) ابو حسين (السويد)، ريسان (كندا)، فوزية (لندن)، أبو سارا (هولندا)، أبو انتصار (السويد)، وأبو سامر (هولندا)، ثمن الجميع نشاط وجهد اللجنة الثقافية وفريق العمل للبرنامج، وقدموا اقتراحات لتطوير البرنامج . وأثر تنبيه قدمه الرفيق حسن حبيب البي، استذكر الحضور رفيقهم الراحل أبو نضال ـ توما القس، في دقيقة صمت لذكراه وذكرة الراحلين في الفترة الأخيرة. و تحدث الرفيق ابو هادي ـ مزهر بن مدلول باسم فريق العمل واللجنة الثقافية، مجيبا على العديد التساؤلات حول البرنامج، وبين ان البرنامج يسعى للوصول الى كل الرفاق الأنصار واشراكهم، من كل قواطع ومواقع الأنصار، وهناك أفكار عديدة لدى فريق العمل لتنفيذ جلسات استذكار تغطي موضوعات مختلفة، وان فريق العمل يبذل جهدا استثنائيا في البحث عن الأنصار المناسبين لكل موضوعة وان هناك حرص على منح الجميع الفرصة للظهور والمشاركة ، وحول العدد المساهم في كل ندوة بين ان طبيعة الموضوع يفرض العدد، فالحديث عن موضوع فك الحصار الذي تعرض له الأنصار في الانفال الصدامية ، ولأجل تقديم صورة واسعة يتطلب اشراك عدد من الأنصار  من عدة مواقع ، لكن هذا لا يلغي ان نخصص أمسية خاصة لنصير مبدع مثلا في حال صدور كتاب له للحديث عن كتابه . وبين ان الأمسية القادمة في 30 تموز ستكون مخصصة للصحافة الانصارية وسيشترك بها عدة أنصار.

وختم الرفيق يوسف أبو الفوز الأمسية بشكر الحضور ودعا الى التعاون مع اللجنة الثقافية وتقديم الاقتراحات وبين ان البرنامج هدفه توصيف الحركة وتغطية النشاطات الاجتماعية والسياسية، وليس هدفها التقييم، ولهذا فبالبرنامج مفتوح لمساهمة أي نصير شيوعي. وقدم تحية خاصة للرفيق أبو أكد الذي يتابع فنيا بث البرنامج وكونه رغم ظروفه الخاصة العائلية أصر على المساهمة وتقديم البرنامج في موعده المعلن عنه.

 

عرض مقالات: