طالب عاشور

أفتتح يوم الجمعة 18/10/2019، وفي مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم المهرجان السنوي التاسع للفنون التشكيلية، وكان برعاية منظمة السنسوس والإتحاد الصابئي المندائي. 

شارك في المهرجان التي إعتادت الجمعية على إقامته سنوياً، عشرون فنانا عراقيا، وحضره العديد من أبناء الجالية في السويد، إنطلق المهرجان بكلمة للأستاذ نوري عواد حاتم الذي رحب بالحضور، موضحاً طبيعة المهرجان وأعداد الفنانين المشاركين فيه، ثم كلمة ترحيب لرئيس الجمعية، الأستاذ فاضل ناهي طلاب، فكلمة راعية المهرجان دائرة السنسوس ألقتها السيدة أنكريد فولستروم، ودعوة للإطلاع على الأعمال الفنية المعروضة بنسيق رائع والموزعة على جدران القاعة.

إستمر المهرجان يومين متتاليين، وخصص اليوم التالي لتوزيع الهدايا والزهور تكريماً للفنانين المشاركين والمشرفين على المهرجان..

وعلى هامش المهرجان كانت لنا وقفة مع الأستاذ الفنان الفطري نوري عواد حاتم رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، حيث أشار إلى الجهود الإستثنائية التي إضطلعت بها اللجنة المنظمة للمهرجان لتخرجه بشكله النهائي المبهر، وفي لقاء قرب لوحاته، راح الأستاذ نوري (رئيس لجنة الاشراف على المهرجان، ماجستير بايولوجي، تولد 1948) يتحدث بإسلوبه التربوي الأخاذ عن لوحاته، ومناسباتها، بعد الإنتهاء من الافتتاح غير التقليدي للمهرجان. 

شارك المهرجان عشرون فناناً مندائياً ومنهم من اشترك في المعرض اول مرة، وإستضاف الفنانة صبا فرحان من مدينة يوتيبوري.

المتلقي يشعر فور دخوله صالة العرض بالجهود الكبيرة التي بذلها الفنانون الذين إجتهدوا لتحاكي أعمالهم المنوعة ما يمر به العراق من أحداث، إنتمت أعمال الفنانين إلى مدارس مختلفة، ما بين تجريد، وكلاسيك، وكرافيك، وكولاج، ونحت، وسيراميك وحرق على الخشب.. وأعمال يدوية وتصوير فوتوغرافي بالأسود والأبيض فقط، كما إمتازت بقوة مواضيعها، ودقتها، بشكل عكس مقدار التطور الكبير الذي تمتع به فنانونا، خلال عام واحد.. ولأول مرة كان الإفتتاح غير تقليدي، إذ رفعت الشاشة ببطء ليظهر الرقم 9 ملوناً براقاً بشكل ملفت، مشيراً إلى رقم المهرجان..

كما عكست الجهود الإستثنائية التي بذلتها اللجنة المشرفة التي تميزت بالتفاني، والعمل الدؤوب خلال أكثر من ثلاثة أشهر.

وفي زاوية أخرى كان لنا لقاء مع الفنانة المتألقة وعضوة لجنة الإشراف على المهرجان الفنانة المبدعة سمية ماضي : (خريجة معهد الفنون الجميلة 1980-1981م سنتين في أكاديمية الفنون، درست الكرافيك ثلاث سنوات على يد أستاذي الكبير رافع الناصري)، إشتركت في أغلب معارض جمعية الفنانين التشكيليين في السويد منذ العام 2011 . وخلال وجودي في السويد إشتركت في العديد من المعارض المشتركة الثنائية، ولي معرض شخصي واحد وعن المهرجان التاسع تحدثت الفنانة سمية عن المهرجان.

كانت ضيفة هذا العام الفنانة المبدعة صفاء الفرحان التي اشارت الى أن الشيء المفرح هنا أن الفنانين يبذلون ما في وسعهم لتقديم أفضل النتاجات لديهم رغم ضيق الوقت للبعض وخاصة لمن لديه عمل أو عائلة وأطفال...

تميز مهرجاننا هذا العام بتعدد المدارس الفنية التي إستخدمها الفنانون..-الأعمال المجسدة وبالعمل اليدوي البحت كما في أعمال الفنان عبدالصاحب، وإبراهيم البدري.. تنوعت في التكنيك الفني بين الرسم بالأكريليك أو الزيتي المائي أو أعمال الكرافيك كما موجود في لوحاتي، إضافة إلى الحرق على الخشب والنحت والسيراميك والحياكة.. مشاركة فنانين جدد مثل الفنان جواد الخدادي الذي كان من خارج ستوكهولم.

حمل الفنانون مأساة وطنهم وشعبهم، وما يتعرض له في هذا الوقت، فحملت بعض الأعمال هذه الهموم، ولكن بقى الفرح وألوان البهجة هي الطاغية.

تميز هذا المهرجان بميزة جميلة أيضا وهي إرتقاء الأعمال المشاركة الى مستوٍ من الإبداع والتطور الملحوظ للفنان شهد له الفنانون الآخرون وجمهور الزوار وهذه دلالة إيجابية ونقطة تحسب للفنان المشترك ..

هذه اللقاءات براي- تعتبر محطة مهمة جدا في حياة الفنان لانها تحثه على العمل والابداع والتطور ويكون مهيأ نفسياً لملاقاة جمهوره وأصدقائه من الفنانين الآخرين  وفرصة طيبة لتبادل الخبرات ووجهات النظر في الفن خاصة والثقافة بشكل عام.

بذلت اللجنة المكلفة للمهرجان والمتكونة من الفنانين نوري عوّاد حاتم راجح البدري سمية ماضي وسام الناشئ رائد حطاب وعدي حزام جهودا رائعة وكبيرة في التهيئة له وتقديمه بأفضل صورة وخاصة في ترتيب القاعة وعرض الأعمال.

عرض مقالات: