صلاح عمران
أقام "منتدى الثقافة" في محافظة البصرة بالتعاون مع "ملتقى جيكور" الثقافي في المحافظة، الثلاثاء الماضي، أمسية ثقافية – رياضية تحت عنوان "الكرة العراقية.. إلى أين؟ لماذا لم نتأهل إلى كأس العالم إلا مرة يتيمة؟".
الأمسية التي أقيمت على "قاعة الشهيد هندال جادر" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، والتي حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن الرياضي، أدارها كل من د. هاشم الموسوي، والمهندس ظافر المظفر.
بعد ترحيبه بالحاضرين، بين المظفر في كلمة له ان الأمسية تهدف إلى مراجعة تاريخ الكرة العراقية منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، حتى عام 2014، من خلال الاعتماد على كتابي د. كاظم العبادي، المعنونين "الكرة العراقية انتصارات وانتكاسات" و" كرة القدم العراقية".
واضاف قائلا ان الكرة العراقية كان بإمكانها أن تواصل مجدها السابق على مستوى آسيا، وتبلغ مرحلة متقدمة ومتطورة للغاية، وتتفوق على مثيلاتها في القارة، وذلك في حال لو ان اتحادات كرة القدم المتعاقبة قامت بالبناء والتخطيط السليم لتطويرها، مستدركا في قوله: "لكن، للأسف الشديد، لم تعمل الاتحادات المتعاقبة على بناء قواعد أساسية لإرساء أسس التطور، انما كان معظمها يعمل لمنافع شخصية، أو انجازات وقتية".
وألقى المظفر، في حديثه، بالضوء على بدايات تأسيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1950، وعلى مشاركته الرسمية الأولى التي كانت في العام 1974، فضلا عن بطولات كرة القدم التي تأهل إليها العراق منذ العام 1986 حتى الفترة الراهنة، معرجا على النتائج التي حققها المنتخب العراقي، والانتكاسات التي مر بها، إلى جانب أهم اللاعبين الذين شاركوا في تلك البطولات.
ثم عرضت لقطات فيديو لأهم الأهداف التي حققها المنتخب العراقي في بطولات كأس العالم، موضحا "التكتيك العالي" للاعبين، ومشيرا إلى التدريبات والتوجيهات التي كان يتلقاها الفريق حتى استطاع تحقيق نتائج بارزة خلال البطولات.
من جانبه تحدث د. الموسوي عن أسباب الانتكاسات المتكررة التي واجهت المنتخب العراقي خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن من بين تلك الأسباب عدم الاستفادة من أخطاء الماضي، وعدم الاهتمام الجدي في الوصول إلى بطولات كأس العالم، والاستعاضة عنها ببطولات هامشية، إلى جانب الاستعانة بالمدرب المحلي غير المؤهل او مدربين اجانب مغمورين، فضلا عن الفساد المالي والاداري الذي وصل إلى المؤسسة الرياضية.
وقدم د. الموسوي معالجات لغرض الارتقاء بواقع كرة القدم العراقية، أهمها وضع تقييم صحيح حيادي وموضوعي لمشاركات العراق الكروية السابقة، على أن يتم ذلك بصورة دراسة علمية منهجية، ومنح كأس العالم الأولوية والاهتمام الجاد، والاستعانة بمدرب ذي خبرة عالمية، فيما يتم تأهيل المدرب المحلي وتهيئته لاكتساب الخبرة.
ومن بين المعالجات الأخرى التي اقترحها د. الموسوي، الاهتمام بالدوري واعطاء كل الفرق فرصا عادلة وعدم إهمال فرق المحافظات. كذلك اقامة مباريات ودية مع فرق قوية، وأن يكون احتراف اللاعبين بشكل تدريجي مدروس، فضلا عن القضاء على الفساد الإداري والمالي في المؤسسة الرياضية، والاهتمام في المراحل العمرية والرياضة المدرسية، ودعم وتشجيع الجوانب العلمية والفنية الرياضية، وتفعيل الاستثمار الرياضي ووضع الخطط اللازمة له.

عرض مقالات: