ماجد مصطفى عثمان
تضم الرقعة الجغرافية للكرخ الاولى أكثر من (30) منطقة سكنية، وتتميز بعض هذه المناطق بكونها ذات كثافة سكانية عالية، واغلبية سكنتها من المواطنين الفقراء والكسبة وذوي الدخل المحدود ،اضافة الى وجود العديد من الاحياء العشوائية فيها ..
وهناك القسم الاخر من هذه المناطق الذي تسكنها عوائل ميسورة الحال ومن ذوي الدخل العالي والمتوسط (موظفين – اصحاب معامل – اصحاب محال واسواق تجارية .. الخ)
واغلب المناطق السكنية الشعبية في الكرخ الاولى تعاني المشاكل الخدمية والصحية والتعليمية، اضافة الى توقف اعداد كبيرة من المعامل والورش الحرفية الاهلية، وتزايد اعداد العاطلين وبالأخص في صفوف الشباب بسبب عدم توفر فرص العمل ارتباطاً بتدهور الوضع الاقتصادي في البلد.
ويمكن ايجاز المشاكل في بعض هذه المناطق الشعبية كما يلي :
مدينة الشعلة .. هي احدى المناطق الشعبية في جانب الكرخ وتتميز بارتفاع كثافتها السكانية، خصوصا بعد عام 2003. وغالبية سكان المدينة هم من الكسبة وذوي الدخل المحدود ومن هم دون خط الفقر.
وتعاني المدينة من قلة الخدمات الضرورية ومقومات العيش الأساسية، حيث أن اغلب شوارع محلاتها وأزقتها متهالكة وتحتاج الى تبليط، وهو ما أدى غيابه سبب تجمع المياه الاسنة وغرق الشوارع وبالاخص عند هطول الامطار والذي بدوره الى تجمع الاطيان والمياه الآسنة بشكل ملفت للنظر. وفي بعض الاحيان تختلط مياه الامطار بالمياه الثقيلة وتسبب تصاعد الروائح الكريهة والنتنة، إضافة الى المخاطر الصحية المختلفة.
اما بالنسبة للنفايات والاوساخ فتكثر وبشكل ملفت للنظر في معظم الاحياء السكنية والمحلات والازقة حتى اصبحت جزءاً من المنظر اليومي الذي اعتاد عليه سكنة هذه الاحياء بسبب عدم توفر الاعداد اللازمة من الكابسات والحاويات المخصصة لجمع هذه النفايات والفضلات، فضلا عن الآثار الصحية والبيئية الناجمة عنها.
وبالنسبة الى الجانب الصحي فالمراكز الصحية قليلة جدا ولا تتناسب مع الكثافة السكانية العالية في المدينة. وهناك قسم من المراكز الصحية ومستشفى الشعلة العام، التي تعاني من تردي اوضاعها واهمال واضح في جميع الجوانب ومن سوء الخدمات التي تقدمها لمراجعيها ممن ابتلوا بالأمراض في غياب اغلب العلاجات وانتهاء صلاحية بعضها وافتقار بعضها الى المعدات الطبية والصحية.
وبالنسبة الى الواقع التعليمي تعاني معظم المناطق من قلة المدارس واكتظاظ الصفوف بالطلبة وحشرهم في صفوف ضيقة. وهذا ما دفع اعداد اًكبيرة من الطلبة الى التسرب من المدارس. اضافة الى تهالك البنى التحتية للمدارس التي تفتقر الى ابسط المستلزمات الدراسية المريحة ومن عدم توفر كادر تدريسي يسد حاجة المدارس التي تعتمد الدوام الثلاثي في استيعاب الاعداد الكبيرة من الطلبة، كذلك عدم توفر رحلات كافية لجلوس الطلبة.
وتضم مدينة الشعلة اعداداً غير قليلة من الاحياء العشوائية التي تسكنها اعداد كبيرة من المواطنين الفقراء والمعدمين ومن هم دون خط الفقر، والذين اضطروا للسكن فيها بسبب عدم توفر مساكن لهم والتي هي من اهم حقوق المواطنين التي نص عليها الدستور العراقي.
ومعظم هذه البيوت مبنية من الطين والصفيح والبلوك ولا تصلح مطلقاً للعيش فيها.ويواجه مواطنيوها حالة صعبة جدا بسبب عدم توفر ابسط مستلزمات المعيشة وتكاثر النفايات والاوساخ والانقاض والحيوانات السائبة والقوارض وبشكل ملفت للنظر.
كما ان اغلبية شوارعها غير معبدة وتتحول الى بركة من الاطيان في موسم الامطار، اضافة الى النقص الحاد في تجهيز الطاقة الكهربائية وشحة المياه الصالحة للشرب
مدينة الحرية .. من احياء بغداد الشعبية الكبيرة والفقيرة بعد مدينتي الصدر والشعلة وتمتاز ايضا بكثافتها السكانية العالية.
وبالنسبة الى مستوى الخدمات التي تقدم الى المواطنين في هذه المدينة قد يطول الحديث عنها. فالفساد الاداري والمالي المستشري في الدوائر والمؤسسات وعدم توظيف الاموال العامة بالشكل الصحيح ، يعدان من الاسباب الرئيسية لتردي الخدمات المقدمة لأهالي هذه المدينة .. وهناك ازمة حادة في الخدمات البلدية في هذه المنطقة ، حيث ان تبليط بعض شوارعها غير جيد وقديم جدا مما ادى الى تكاثر التخسفات والمطبات وتجمع المياه الاسنة والذي قد يؤدي الى غرق العديد من البيوت وبالاخص في منطقة دور الشؤون الحرية الأولى.
كذلك تجمع المياه الاسنة والقذرة جراء تراكم دهون المولدات الاهلية ما بين زقاق وزقاق. اما بالنسبة الى النفايات والاوساخ فحدث ولا حرج، فهي تتكاثر في الشوارع الرئيسية والفرعية وبشكل ملفت للنظر بسبب عدم توفر الحاويات الخاصة بجمع النفايات وقلة اعداد السيارات الكابسة، وسبب هذا بدوره العديد من الاضرارالصحية للمواطنين اضافة الى انها اصبحت مرتعا للحيوانات والكلاب السائبة.
اما بالنسبة الى الواقع الصحي فلا يوجد أي مستشفى عام في المدينة واما هناك مركزان صحيان لا يستوعبان الاعداد الكبيرة من ابناء المدينة. كذلك تعاني المدينة من قلة الخدمات المقدمة للمواطنين والنقص الحاد في الادوية وبالاخص ادوية الامراض المزمنة اضافة الى الازدحام الشديد والاختناق الذي تعانيه هذه المراكز الصحية جراء تزايد اعداد المراجعين والمرضى عليه.
تضم المنطقة ايضا عدداً من الاحياء العشوائية التي يعيش سكانها واقعاً مريراً وهم يواجهون ايضا الفقر والتهميش والبطالة وانعدام الخدمات اضافة الى ان المخاطر والامراض والمصير المجهول يهدد حياتهم، فيما يجمع اطفال هذه الاحياء العشوائية القمامة للحصول على بعض المواد التي يمكن ان تباع وتعينهم على المعيشة.
اما بالنسبة الى الجانب التعليمي فالمدينة تعاني من تخلف واضح في عدد المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ما أدى الى عدم مقدرة المؤسسات التعليمية فيها على استيعاب الاعداد الكبيرة من الطلبة، واللجوء الى الدوام الثلاثي. كذلك وجود زخم شديد من الطلبة في معظم المدارس بسبب تهديم 3 مدارس بحجة بنائها من جديد، وكان ذلك منذ فترة طويلة ولكن بقيت على حالها ولم تباشر الجهات ذات العلاقة بتشييدها واصبحت بالتالي مكانا لرمي الاوساخ والنفايات .
وهذا اضافة الى عدم توفر الوسائل الضرورية للطلبة من المختبرات والخدمات الصحية والكهرباء والمياه الصالحة للشرب. وفي بعض الاحيان يتم استيفاء مبالغ من الطلبة لغرض ترميم المدارس وسد النواقص الموجودة فيها، ما اثقل كاهل اولياء امور الطلبة بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة .
مدينة الوشاش .. تعتبر مدينة الوشاش من المناطق البغدادية القديمة جدا في جانب الكرخ وقد اصبحت من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بالرغم من صغر مساحتها الكلية. وهي تعاني ايضا من غياب ابسط مقومات المعيشة والخدمات الأساسية، بالرغم من ان غالبية سكنتها هم من العوائل الفقيرة والمعدمة وذات الدخل المحدود.
معظم شوارع مدينة الوشاش ومحلاتها وأزقتها تعرضت للتخسف بسبب تكسر الاسمنت وعدم صيانته، ومعظم الشوارع والازقة تمتلئ بالمياه الاسنة والقذرة وخصوصا في موسم الامطار مما يتسبب في تصاعد الروائح النتنة التي تزكم الانوف وفي بعض الاحيان تدخل المياه الاسنة والقذرة الى بيوت المواطنين، كذلك تتجمع الاوحال بشكل كبير.
اما بالنسبة الى الاوساخ والنفايات فهي تتكاثر بشكل كبير في كافة الشوارع الرئيسية والفرعية في هذه المدينة. والسبب هو عدم توفر حاويات خاصة بالنفايات وعدم استطاعة السيارات الكابسة الوصول بسبب ضيق الشارع الرئيسي، مما يضطر المواطنين في رميها على الشارع العام ومن ثم يتم رفعها بواسطة الستوتات واحيانا تبقى في مكانها لفترة طويلة.
اما القطاع الصحي فليس بالمستوى المطلوب حيث يوجد في المدينة مركز صحي واحد يرتاده المواطنون ولا يسد حاجات المواطنين الصحية في ظل لكثافة السكانية العالية. اضافة الى شحة الادوية واضطرار المواطنين الى شرائها من الصيدليات الخاصة وبالاخص علاجات الامراض المزمنة والتي تكلفهم مبالغ كبيرة .وطبيعي ان وجود مركز صحي واحد لا يناسب الزخم السكاني في هذه المدينة.
وفي الجهة المجاورة للوشاش يوجد مستشفى الطفل المركزي في الاسكان ، وحالة هذه المستشفى مزرية جدا بسبب وجود ردهة واحدة لاستقبال اعداد كبيرة من الاطفال المرضى والمرافقين لهم، اضافة الى عدم توفر وسائد واغطية للأطفال المرضى . ثم ان الاجواء حارة جدا بسبب عدم كفاية وسائل التبريد والتكييف في هذه الردهة اضافة الى انعدام النظافة في المرافق الصحية وبشكل ملفت للنظر. وهناك ايضاً النقص الحاد في الادوية واللقاحات ووسائل معالجة ربو الأطفال. وان اكثر التحاليل يتم اجراؤها في المختبرات الخارجية. وفي بعض الاحيان لا تتوفر الاشعة ويضطر المواطن الى تصوير العضو المصاب لدى الطفل بواسطة الموبايل الشخصي لغرض التشخيص من قبل الدكتور المعني
كذلك يعاني المواطنون سكنة الوشاش من جشع اصحاب المولدات الاهلية الذين زادوا سعر الامبير الواحد من 15 الى 25 الف دينار. وقد القى هذا بعئبه على كاهل المواطنين الكسبة وذوي الدخل المحدود، وادى الى عدم مقدرة الكثير من العوائل على الاشتراك في المولدات الاهلية. اما بالنسبة للواقع التعليمي فعدد المدارس الابتدائية (8) والمتوسطة (4) وهذا العدد لا يكفي لاستيعاب الطلبة الموجودين في المدينة. ثم ان معظم هذه المدارس لا تتوفر فيها الاعداد اللازمة من الكوادر التدريسية وهناك نقص كبير في الخدمات الضرورية من كافة الجوانب بحجة عدم وجود تخصيصات كافية لإدامة هذه الخدمات . مدينة الصالحية، وهي من المناطق البغدادية الشعبية في جانب الكرخ وتضم عدداً كبيراً من المحلات التي تعاني من سوء الخدمات البلدية والصحية والتعليمية. في مجال الخدمات البلدية هناك ضعف كبيرفي الخدمات المقدمة للمواطنين حيث تتراكم النفايات والاوساخ في معظم الشوارع والمحلات والازقة بشكل كبير. اما بالنسبة الى المجال الصحي فيوجد مركز صحي واحد في المنطقة المذكورة وهو لا يستوعب الاعداد الكبيرة من المواطنين المراجعين ، اضافة الى قلة المواد الطبية للعلاج والتشخيص، وشحة الادوية وخصوصا ادوية الامراض المزمنة والتي تدفع الكثير من المواطنين الى شرائها من الصيدليات الخاصة. اما بالنسبة الى المعامل والورش الحرفية فهناك اعداد كبيرة من المعامل الاهلية وورش النجارة التي توقفت عن العمل وتم تسريح اعداد كبيرة من العاملين فيها بسبب فتح الحدود على مصاريعها امام الاستيراد العشوائي لجميع السلع الاجنبية الرديئة بعد عام 2003 وعدم حماية الصناعة الوطنية والمنتجات المحلية من المنافسة مع مثيلاتها المستوردة، وغياب دور الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية وغياب القوانين التي تنظم العملية الاستيرادية.

عرض مقالات: