استعرضنا في الجزء الأول شيئا من تاريخ كرة القدم العراقية ودخول اللعبة في مطلع القرن العشرين عن طريق الطلبة الدارسين في تركيا والجيش البريطاني عام 1914، عن طريق البصرة وتطور اللعبة وتوسع قاعدتها وتشكيل فرقها العسكرية والمدنية ودور طلاب المدارس حتى منتصف القرن الماضي.

وكان لتشكيل اول اتحاد لكرة القدم عام 1948 وأول منتخب عراقي عام 1950، وقد أكدنا ان أعوام الخمسينات والستينات شهدت زيارة فرق عربية واوربية الى العراق واجراء مباريات ودية، الّا ان النقلة النوعية المهمة بدأت مطلع الثمانينات وخاصة في مجال كرة القدم، حيث فاز المنتخب العراقي بأول بطولة دولية كبيرة وهي الدورة الآسيوية التاسعة التي جرت في الهند حيث أحرزنا الميدالية الذهبية بعد فوزنا على المنتخب الكويتي في المباراة النهائية بهدف مقابل لاشيء، سجله حسين سعيد.

ومن هذا الجيل حققنا إنجازا كبيرا سجل لكرة القدم العراقية الا وهو التأهل لكأس العالم في المكسيك عام 1986، وحصولنا على المركز الرابع في أولمبياد أثينا عام 2004، إضافة الى الإنجاز الآخر المهم وهو فوز المنتخب الوطني ببطولة الأمم الآسيوية عام 2007.

كرة القدم العراقية تقدم نفسها أولمبياً

بدأت المشاركة العراقية فاعلة وحاضرة منذ دورة روما الأولمبية عام 1960 حتى المشاركة في أثينا عام 2004، وانتقل لاعبونا الى الدور الثاني وبعضها الى المربع الذهبي كما حصل في دورة اثينا. وعلى المستوى الأولمبي كان لنجوم العراق الفائزين ببطولة شباب آسيا عام 2000 والذين شكلوا الحجر الأساس للمنتخب الوطني والأولمبي في إنجازين كبيرين هما الإنجاز الأولمبي عام 2004، والانجاز الآسيوي عام 2007.

المنتخب الوطني يفوز ببطولة آسيا وينام في العسل

واستكمالاً لما تحقق من إنجازات، يسرنا ان نتحدث عن الفوز العراقي الكبير في بطولة الأمم الآسيوية عام 2007، حيث قدمت نخبة من نجوم الكرة العراقية نفسها بقوة في الميدان الآسيوي واستطاعت المجموعة ان تتأهل الى المباراة النهائية والفوز على المنتخب السعودي بهدف واحد دون رد.

لكن مستوى الكرة العراقية منذ عام 2007 وحتى الساعة آخذ بالتراجع والانكماش على جميع المستويات الأولمبية والشبابية وبقية المراحل العمرية، بينما مراحل تألق الكرة العراقية في الستينات والثمانينات باهتمام رسمي وشعبي وتواجدت فيها قيادات كروية متميزة وصاحبة إمكانات مهنية وفنية عالية، وحسن اختيار الخبراء والمدربين الأجانب الذين عملوا في العراق والاستفادة كذلك من تجارب البلدان الاشتراكية.

وقد يتساءل البعض عن ما تحقق في الثمانينات من نجاحات؟ نقول: كان للعناية بالفئات العمرية وبالقاعدة الأثر الكبير في تحقيق الإنجاز. فلا كرة قدم بلا رعاية للفئات العمرية، ونحن لا نهتم جيدا بهذا الجانب ونغفله، ولا نقيم النشاطات والفعاليات التي تطور اللعبة وتكتشف المواهب، وان عملنا بعض النشاطات فهي شكلية وجزئية ومليئة بالتلاعب والتزوير.

والامر المهم الآخر الذي يؤثر سلباً على مستوى كرة القدم هو قضية ضعف الاستقرار التدريبي وظاهرة إقالة واستقالة المدربين العاملين مع الفرق والمنتخبات العراقية مما يؤثر سلبياً ونفسياً على أداء اللاعبين والفرق، وفوق هذا وذاك مطلوب من الاتحاد العراقي لكرة القدم بدء الدوري وانهائه أسوة بمنافسات فرق دول الجوار، وعلى الأندية المشاركة في الدوري الانتهاء من تحضير ملاعبها او بناء ملاعب جديدة، فكل ذلك سيساهم ويسهل من صعودنا الى منافسات كأس العالم المقبلة.

عرض مقالات: