ضمن برنامجه الثقافي الجديد، ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة بابل، عصر الخميس الماضي، الشاعر جبار الكواز الذي قدم محاضرة حول "شعراء البيان الشعري 69"، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة مقر الاتحاد في مركز مدينة الحلة، أدارها الشاعر عبد الهادي عباس. فيما ابتدأها الكواز متحدثا عن "البيان الشعري 69"، الذي نشر في العدد الأول من مجلة "شعر 69" التي صدرت في بغداد أواسط العام 1969، مشيرا إلى أن البيان وقع عليه أربعة شعراء، هم كل من فاضل العزاوي وفوزي كريم وسامي مهدي وخالد علي مصطفى.

وعرّج المحاضر على البيانين السرياليين اللذين كتبهما الشاعر الفرنسي أندريه بريتون في العامين 1924 و1929، عاقدا مقارنة بينهما، ولافتا إلى أن صدورهما كان يمثل ردا على حالة الجمود والسكون التي طرأت على الإبداع والثقافة في أوربا، جراء الحرب العالمية الأولى.

وتابع قائلا إن البيانين السرياليين جاءا أيضا كمحاولة لبناء إبداع قائم على هدم الأطر القديمة، ونبذ فكرة تقديس الماضي، متناولا مدى تأثير البيانين المذكورين على البيان الشعري العراقي في العام 1969، فضلا عن تأثيرات مجلة "شعر" اللبنانية، ورؤى الشاعر العربي المعروف أدونيس حول الواقع والشعر والشاعر، وكيف أن ذلك كله كان له أثره على البيان العراقي.

وتحدث الكواز عن الأسباب التي وأدت مجلة "شعر 69" بعد صدور أربعة أعداد منها فقط، والتي كان أهمها اختلاف الرؤى الفكرية بين الشعراء الموقعين على البيان، على اعتبارهم كانوا يمثلون تيارات فكرية متصارعة، مبينا أن تلك الاختلافات تسببت في نهاية سريعة للمشروع التحديثي الثقافي في العراق، وفي اصطدام المشروع بالنزعة القومية وثقافتها التي سادت بعد تموز 1968.

وتطرق المحاضر إلى كتاب "شعراء البيان الشعري" للشاعر خالد علي مصطفى، الذي كان قد أبدى فيه رأيه حول البيان، بوصفه احد الموقعين عليه وشاهدا تاريخيا على تلك الأحداث، مبينا أن مصطفى أشار في كتابه إلى أن الرؤية القومية للثقافة اصطدمت برؤية سريالية، وبموجب ذلك كتب الشاعر فاضل العزاوي نص البيان.

وشهدت المحاضرة مداخلات ونقاشات معمقة ساهم فيها العديد من الحاضرين، أدباء ومثقفين.