علي العبودي

ضيّفت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، أخيرا، الشاعر عبد المنعم القريشي، الذي قدم محاضرة بعنوان "الديالكتيك من المثالية الى المادية.. تطبيقات معاصرة"، بحضور جمع من الشيوعيين وأصدقائهم من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن الفلسفي.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة "منتدى هارموني" للفنون في مدينة النجف، أدارها الرفيق صالح العميدي، الذي قدم سيرة المحاضر الضيف.

الشاعر القريشي، قدم في مستهل محاضرته نبذة تاريخية عن مفهوم "الديالكتيك" الفلسفي، الذي يعني صراع الاضداد أو الجدل، والذي يعود إلى آلاف السنين، مشيرا إلى المتغيرات التي طرأت على هذا المفهوم على يد الفيلسوف كارل ماركس ورفيقه فريدريك انجلز.

وأضاف في توضيحه قوانين الديالكتيك وتطبيقاتها على الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري، قائلا ان الديالكتيك رافقه بعض الغموض، لكثرة ما مر به من تحولات واستخدامات من قبل مفكرين وفلاسفة كثر، اختلفوا في وجهات النظر.

وألقى القريشي الضوء على معنى كلمة "ديالكتيك"، وأصلها، وصيرورة هذا المفهوم عبر الفكر الفلسفي وفق بعض الفلاسفة المشاهير، مستعرضا العديد من الشواهد حول فهم العالم من خلال النظر الماركسي، سواء في ما يتعلق بالمجتمع أم بالطبيعة.

ولفت إلى ان انجلز كان يقول ان "كل كائن عضوي، في كل لحظة هو نفسه وهو ليس نفسه، في كل لحظة يجمع مواد غريبة ويبعد مواد أخرى، في كل لحظة تذبل خلايا في الجسم وتتكون خلايا أخرى"، موضحا أن انجلز أراد أن يوضح من خلال قوله هذا أن الناس أحياء وأموات في وقت واحد "لأن كل خلية تموت وتحيا من جديد، وبذلك تحل خلايا جديدة في الكائن العضوي الذي هو هو نفسه، وهذا هو جوهر منطق الديالكتيك، وهو يختلف اختلافا كليا عن المنطق الشكلي".

وأشار القريشي إلى ان "الغرب كانت له نظرة بسيطة حول الديالكتيك، لكن القفزة جاءت على يد الفيلسوف الألماني هيغل، الذي بسط قوانين الديالكتيك الثلاثة، على انها قوانين للفكر وحده وليس للواقع"، مؤكدا النقلة النوعية العظيمة لمفهوم الديالكتيك على يدي ماركس وانجلز، اللذين وسعا هذا المفهوم من ناحية المعنى الفلسفي، ليصبح يعني علم القوانين العامة لحركة وتطور الطبيعة والمجتمع الإنساني والفكر.

واستعرض المحاضر بعد ذلك تطبيقات حول مفهوم الديالكتيك. وقد أثارت محاضرته مداخلات الحاضرين وتساؤلاتهم.

وفي الختام ذكر سكرتير اللجنة المحلية الرفيق عبد الكريم بلال، أن اللجنة الثقافية ستواصل نشاطاتها أسبوعيا، حتى خلال شهر رمضان، داعيا إلى حضور النشاطات والمساهمة فيها.

عرض مقالات: