في اربعينيته ..

 ما اقوله في عنـوانه وذكـراه ! ... .

   بعد الغروب وجنوح الليل تضيئ مصابيح الـديـوان ، انوراهـا تعجل الناس في الحضور ولمن يجد بحضوره ضرورة في الاستمتاع بالوقت المفيد الثمين الجميل عند ديوان العلامة الشـيخ كامل آل سـميسم في النجف الاشرف - حي العلماء ، ارتياد وزيارة الدواوين هي عادة لابناء المدينة المتنورين ، اعتادوا عليها لقضاء ( التعلولة ) من ليالي الشتاء وليالي رمضان والمناسبات الدينية والاعياد ومناسبات اخرى تستمر الى جنح الليل .

... في ديوان الشيخ بمكتبته العـامرة... بذلك الدفء ودفئه ، يتعطر الناس بعطر اسـتقباله ، بشاشة وجهه المشع بالــود الابوي الجميل ، كرمه ، حديثه ، هدوئه وخلقه الرفيع .. تواضعه وجمال روحه ، الشيخ وديوانه ؛ حقا مركز جذب بقـوة ، سـرها شـخصه الرائع البديع ... .

  ذات مرة دعيت احد المدراء والمستثمرين في المشاريع ، من اخوتنا المسيحيين لحضور محاضرة للشكرجي وبحضـور رائع من الادباء والشعراء والكتاب والصحفيين وحقوقـيين وسـاسة ورجال دين وفنانين ، بمختلف الاعمار والاتجاهات الفكرية ، وحتى من المحافظات الاخرى .. ، فجلس جلستهم واستمتع بالمحاضرة والمداخلات حتى انتهائها لساعة متأخـرة من الليل ، اعجب ذلك الاعجاب بشخصية الشيخ الفاضل .. تألم شديد الالم والحزن لسماعه لفقدانه .

    نبتت في ذاكرة الطفولة كلمة ( سميسم ) بحلوى السمسم ، وفي الفتوة لسماعي باعلامٍ من آل سميسم ، وشرفاً لي بعد سـنين من الغربة بعيدا عن الوطن ان ادخل ديوان الشيخ كامل سميسم واتعرف بشخصه الكريم ولأجد وجه جـدي ايضا فيه ، ارى ذلك القاسم المشترك الاعظم بينهما يشدني وعبقهما ، علماء دين ، بوصلتهم وطنية عراقية ، مكيالهم ديمقراطيا وعـدلا اجتماعيا وحبا للناس ومن علي نهج بلاغـة. كنت اجد متنفسي بالارتياد للـديوان واللقاء بحضور جميل ممتع او بهدية كتيب وكتاب لشاعر او كاتب مبدع ... وملتجأ من تعب ومعاناة اليوم وما يدور في المدينة من قساوة وظلم وهمجية وفساد بكل اشكاله في الدوائر الرسمية وغيرها ،  وما يعانيه الناس من تعامل ، اتنفس بعمق واتليه بآهٍ عميق ،  اجـد واقارن وجه الشيخ الطيب يجذبك لتشكي له ما في دواخلك ، ينزاح بعض الهم والغم ، .. وصـدق الطيب المتنبي ... بشقاء العاقل وتنعم الجاهل بشقاوته . انه الوعي الاجتماعي انه الـعـقـل  خلاصة الفكر انه الضمير الحي الانساني ... .

رحل الشيخ كامل آل سـميسم في اذار ...ولكن لن ولم يرحل .

امانة شيخنا تبقى في القلب محبة ... رحمة وغفـرانا وجنات خلـد ، وذكـر طيب لروحك الطاهـرة .

عرض مقالات: