غالي العطواني

ضيّفت "دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر" في بغداد، عصر الأربعاء الماضي، الكاتب والنصير فيصل الفؤادي الذي تحدث عن تجربته في الكفاح المسلح في صفوف الأنصار الشيوعيين.

الجلسة التي التأمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، حضرها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي مهدي، وكادر إدارة مطبعة "دار الرواد"، إلى جانب العديد من الأنصار الشيوعيين الذين قارعوا النظام الدكتاتوري المباد، وجمع من المثقفين.

الإعلامي النصير جواد الطائي، أدار الجلسة واستهلها بتقديم سيرة الضيف، مشيرا إلى انه كان في العام 1975، موظفا في معمل الغزل والنسيج الصوفي، بصفة معاون ملاحظ فني، وكان وقتها يدرس اللغة الروسية في كلية الآداب بجامعة بغداد – الدراسة المسائية، وفي نهاية 1978، غادر بلده بسبب إرهاب السلطة الدكتاتورية، فتوجه إلى بلغاريا، ثم إلى لبنان.

وأضاف قائلا ان الفؤادي قرر بعدها أن يخوض الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري، فتدرب في بيروت، وتخرج في العام 1979 في أول دورة عسكرية كانت بإشراف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وانه في تشرين الأول من العام نفسه، توجه إلى كردستان العراق، عبر سوريا وتركيا، ليلتحق بقوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي.

وذكر الطائي أن النصير الضيف شغل مسؤوليات عديدة في صفوف الأنصار، وعمل على توثيق جانب واسع من تاريخ الحركة الانصارية معتمدا على ذاكرته، كذلك على لقاءات اجراها مع الكثير من الانصار لغرض التوثيق، على اعتباره واحدا من المبادرين إلى ذلك، مضيفا انه بعد كارثة "الأنفال" في آب 1988، توجه إلى إيران.

وأشار مدير الجلسة إلى ان الفؤادي أصدر أربعة كتب، وهي: "مذكرات نصير" 2004، "الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح" 2008، "من تاريخ الحركة الأنصارية.. تاريخ الكفاح المسلح للحزب الشيوعي العراقي" و"أيام مفعمة بالحب والأمل".

الفؤادي وفي مستهل حديثه، ذكر ان الذي دعاه إلى الكتابة عن حركة الأنصار الشيوعيين، هو: "ضرورة توثيق هذا السفر النضالي الخالد، الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي، ليكون علامة مميزة في تاريخ العراق البطولي".

ثم ألقى الضوء على جوانب من الحركة الأنصارية، مشيرا إلى ان ما يميز هذه الحركة، هو انها ضمت رفاقا من مختلف المحافظات والطوائف والقوميات، ليشكلوا "موزائيكا عراقيا"، مضيفا ان الكثير من الرفاق الذين كانوا مغتربين في أوربا والدول العربية، التحقوا بالحركة الأنصارية حال سماعهم نداء الحزب، تاركين حياتهم المستقرة في الخارج، ودراساتهم، وكان بينهم الطبيب والعامل والفلاح والمهندس والموظف.

وأوضح الضيف أنه حتى المرأة التحقت بهذا النضال الصعب "إذ ان الحزب الشيوعي العراقي يعد أول فصيل في المنطقة تلتحق فيه المناضلات".

بعدها قدم موجزا عن تاريخ الحركة الأنصارية الشيوعية وكفاحها المسلح، مبينا انه في العام 1966 شارك أنصار الحزب في الكثير من المعارك ضد السلطات الدكتاتورية، منها "معركة جبل هندرين" التي قدم فيها الشيوعيون بطولات مشهودة في الكفاح المسلح.

ثم عرّج على مرحلة إعادة تأسيس الحركة بين عامي 1979 و1981 في كردستان، موضحا أن العمل الأنصاري في هذه الفترة اقتصر على بناء المواقع وتعزيزها وتشكيل المكتب العسكري وتنظيم الأنصار الموجودين والوافدين الجدد، الذين قدموا من الخارج، والذين وصلوا على شكل دفعات بعد أن دخلوا دورات تدريب عسكرية في لبنان وسوريا بإشراف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

وتطرق الفؤادي إلى فترة استقرار الحركة وتطورها، والتي بدأت منذ اجتماع اللجنة المركزية للحزب عام 1981، الذي تبنى فيه الحزب الكفاح المسلح بشكل رسمي، كأسلوب رئيس في النضال من أجل الإطاحة بالنظام الدكتاتوري في العراق، وإحلال البديل الديمقراطي محله.

وبعد مداخلات وشهادات قدمها العديد من الحاضرين، وقع الكاتب والنصير فيصل الفؤادي نسخا من كتابه الجديد، ووزعها على الحاضرين.

عرض مقالات: