بالشعر والموسيقى واللوحة والعزم خلدنا مأثرة الشهيد الشيوعي

لندن / معن كدوم

 كل عام في يوم الشهيد، الرابع عشر من شباط .. يحمل الشيوعيون العراقيون في بريطانيا الورود  وفاءا لرفاقهم واصدقائهم الذين غادروهم بمرور السنين، وذلك الى كل من مقبرة "كرين فورد" غرب العاصمة لندن و"هاي غيت" الى شمالها والتي يتواجد فيها ضريح مؤسس النظرية الماركسية الثورية كارل ماركس ،  ولم تكن الانواء الجوية المضطربة والامطار لتثنيهم عن واجب استذكار الشهداء في هذا اليوم على اضرحة  كوكبة من رفاقهم واصدقائهم التي توجد في هاتين المقبرتين، حيث زينوها بالورود وتبادلوا في حضرتها الكلمات الممجدة لمآثرهم في ساحات النضال، كما زينوا قبر ونصب ماركس بالباقات والشعارات.

واجمعت الكلمات التي القيت بالمناسبة على دلالة "حزب الشهداء" التي رسخهتها اجيال متواصلة من اشرف واشجع ابناء شعبنا العراقي كانوا قد افتدوا بارواحهم لتنتصر قضية الحزب والشعب، وحيث يواصل الشيوعيون العراقيون السير الان في ذات النهج الوطني المشرف من أجل وطن حر مزدهر و شعب  و في سبيل تخليص شعبنا من محنته الراهنة واقامة دولة المواطنة وحقوق الانسان.

وأقامت منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا و بالاشتراك مع رابطة الانصار الشيوعيين امسية احتفائية يوم 15-2-2018 في كنسية "ريفنتس كورت" في منطقة همرسمث غرب لندن، وسط حضور جماهيري، وتضمنت برنامجا خطابيا وفنيا وشعريا ومعرضا لصور الشهداء الشيوعيين زينت بها القاعة، وقد بدأ البرنامج بكلمة الترحيب التي القاها الرفيق هاشم الموسوي والوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء الحزب والشعب.

بعدها استمع الحضور الى كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا ، التي القاها الرفيق الدكتور علي شوكت ، مستذكرا الشهداء وقادة الحزب  وقال " اختار الحزب هذا اليوم تأريخا لاستذكار بطولة وبسالة أولئك الشهداء الأبرار ، ومن اجل تجديد  وترسيخ قيم النضال المفعمة بالتضحيات التي جسدها قادة الحزب الاماجد  وسارت عليها من بعدهم قوافل غيرُ منقطعة من حاملي شعلة الحزب. الشعلة ذاتها التي أراد لها الطغاة أن تنطفئ في ذلك اليوم، والتي سعى إلى إخمادها من بعدهم مغتصبو ثورة تموز المجيدة في شباط أسودَ ثانٍ عام ١٩٦٣، ومرة اخرى غداة الانقلاب الثاني سنة 1968.."

واضاف " نعم ٫ ان شهداءنا هم تاريخنا الناصع دوما... وإن الدماء التي أرخصوها هي خلاصة المحبةِ، والوعي، والإرادة الصادقة، والشجاعة وروح الاقتحام.. إنهم بشكلون حافز في ضمائرِ رفيقاتِهم ورفاقهم ممن يواصلون المسيرة اليوم، رغم كل الصعاب، وحين تواجهنا التحديات والصعاب  يشتد الليل من امامنا نراهم نجوما ترشد وتهدي الئ الثبات والاستعداد للتضحيات من اجل الغد الارحب لشعبنا .. غد الوطن الحر والشعب السعيد."

وختم كلمته بالقول "نقول لشهداء حزبنا: اننا على طريقكم ماضون ..مجدا لكم.. لنهر الدم والدموع الذي روى تراب بلادنا، والتقدير والإكبار لعوائل الشهداء وتضحياتها الكبيرة  )

والقى الاستاذ طالب العوادي كلمة التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة والتي اشار فيها  الى " ان الاحتفاء بالشهداء ليس طقسا يمارس ولا يجب ان يكون، بل هو تنويه وتذكير بمسؤوليتنا جميعا ان لا تضيع تضحياتهم، وهي دعوة لان نعمل بما يمليه الوفاء لتلك التضحيات، ان نعمل من اجل العراق الديمقراطي، عراق الهوية الوطنية وحقوق المواطنة والعيش الكريم."

كما القيت في الحفل كلمة رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا، والتي القاها الرفيق هاشم الساعدي وجاء فيها "" ان شجرة حزب الشيوعيين باقية ومزهرة تشير على الدوام الى المستقبل الواعد للعراقيين، وتشيع الأمل والاطمئنان والثقة بان عراقا ممكن التحقيق.

واليوم ومن اجل ان لا تتكرر الجرائم الشنعاء والمآسي المروعة، يتوجب على ساسة البلد والمتسلطين استيعاب العبر وتجريم أي مظهر من مظاهر العنف وفوضى السلاح واللجوء الى القوة والاكراه، في التعامل ايا كان المبرر.

اننا ندعو الدولة وسلطاتها المختلفة، للعمل على الغاء وجود الميلشيات ايا كانت مسمياتها وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الامنية. وان على جميع المساهمين في العملية السياسية ان يعلنوا ذلك صراحة على الملأ ويجسدوه بالقول والفعل. ""

كما القت الرابطية بلسم عجينة كلمة رابطة المراة العراقية فرع بريطانيا وتحدثت فيها امجاد المناضلات الرابطيات  وكفاحهن تحت راية رابطة المرأة من اجل التحرر الوطني والديمقراطية والسلام الى جانب النضال من اجل حقوق المرأة وحماية الامومة والطفولة  وقدمنَ في سبيل هذا عدد ليس بالقليل من الشهيدات في كافة مدن العراق، وقد استذكرت منهن الشهيدة عايدة ياسين ام علي، شذى البراك، بتول الخزرجي، اكرام عواد السعدي، الشهيدتين نجية واختُها هدية الركابي، زينب الالوسي، بشرى صالح ام ذكرى، بدرية داخل، الشهيدتين وصال واختُها جملية شلال، فريال الاسدي، تغريد البير الخوري، ثائرة بطرس، سحر المبارك وام سرباز، جملية كريم موشي، والاختين سحر ومونوليزا امين منشد، رضية ياس السعداوي، نادية كوركيس  رسمية جبر (ام لينا)،واخريات.

وقبل اعطاء الكلمة لممثل الحزب الشيوعي السوداني ، اعلن الحضور تضامن حزبنا وقواه الديمقراطية مع نضال الشعب السوداني وانتفاضته ضد حكم البشير ، وطالبوا باطلاق جميع السجناء السياسين واقامة البديل الديمقراطي . عندها اعطيت الكلمة لممثل الحزب الشيوعي السوداني الذي اكد على قوة الصداقة والعلاقة مع الشيوعيين العراقيين وتعاطفهم مع عوائل الشهداء، وتطرق الى اوجه التشابه بين نضال الحزبين الشقيقين  .

هذا وكانت للثقافة حضور حيث قدم النصير ساطع هاشم نبذة عن تجربته الفنية وانعكاس حياة الانصار على اعماله الفنية من خلال عرض بعض الصور على طريقة السلايدات والحديث عنها " انني مازلت اخوض تجربة الكفاح المسلح في كردستان ولم ابتعد عنها يوما، فجميع ما رسمته منذ سنة 1980 والى الان يأتي بهذا الشكل او ذاك بوحي منها، وبينما أصوات رفاقي الشهداء وصورهم وكلماتهم والأنهر وزهور الجبال والحيوانات وقرقعة الصخر تحت اقدامنا مازالت ترن في أذني ولو انها ضعيفة، أفكر في البلد الذي خلفناه ورائنا حيث الناس تموت فيه بالآلاف يوميا، واسأل هل كان من الممكن تلافي شيء مما حدث؟ "

بعد ذلك نقلنا عريف الحفل الى جو الشعر حيث القى الشاعر عواد ناصر  قصيدة زاخرة بالاستعادات النيرة لمواقف ابناء الحياة والتشبث بالجمال وتداخل صور البطولة والرايات وشهوات الجلادين للدماء.

وكان للموسيقى حضورا واضحا من خلال مشاركة الفنانين احسان الامام على العود والفنان  Harutyun Melikyan  الذين شاركونا الاحتفائية باحاسيسهم الفنية من خلال مقطوعات موسيقية حزينة

هذا وكانت قصص الشهداء الابطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل ان تبقى راية الحزب عالية خفاقة حاضرة في الاحتفائية ، حيث تم الحديث عن الشھیدة سحر المبارك وشقيقها الشھید منقد المبارك والشهداء رياض البكري وخليل المعاضيدي، والشهيدات رسمية جبر الوزني ام لينا و عميدة عذبي حالوب ( أحلام ) . وقد اجمعت قصصهم على بسالتهم وشجاعتهم في مواجهة الموت وان اختلفت طريقة استشهادهم  .

هذا وقد تخلل الحفل ،عرض سلايدات على شاشة كبيرة صور الرفيقات والرفاق الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والعدالة وحقوق الأنسان.

ولم تنسى الاحتفالية الشهيد الخالد الرفيق فهد ، فقد قدم كاميران كريم احمد نبذة مختصرة عن بعض الوثائق التي تم الحصول عنها من الارشيف البريطاني حول اعدام الرفيق فهد ، تبع ذلك فلم من اعداد الاعلامية السورية دانيا ارشيد ، واخراج حمزة العادق ، عن الذكرى السبعين لاستشهاد قادة الحزب (( فهد ، صارم ، وحازم )) والذي تحدث عن السيرة الذاتية عن فهد وفكرة تاسيس الحزب الشيوعي العراقي ، وكان الفلم يحوي معلومات توثيقية تذكر لاول مرة .

وختم الحفل بتقديم الشكر والامتنان لجميع الحضور ، على امل اللقاء في العام القادم والعراق في افضل الضروف . علما كانت هناك متابعة جيدة على الفيس بوك من خلال نقل الاحتفالية مباشر من قبل الرفيق سمير طبلة .

 

عرض مقالات: