كتلة سائرون هي كتلة تتألف من عدد من الاحزاب التي رات ان الحال لا يحتمل فيما وصل اليه العراق بعد اربعة عشر عاما من التغيير, بدءا بالبطالة فهي مشكلة تتفاقم سنويا، اذ يضاف الى جيش العاطلين اعداد جديدة من الخريجين, وبالتالي هي ارقام مخيفة, يترتب عليها عزوف الشباب عن الزواج حيث لا يمكن للشباب ان يكون مسؤولا عن عائلة تتطلب وحدة سكنية ومصروفا يوميا وتربية اطفال وهو عاطل عن العمل، وبسبب ذلك ترجمت البطالة الى مشاكل وسرقات وعنف الى حد القتل في بعض الحالات, اضافة الى تردي الخدمات العامة بكل انواعها, الكهرباء والماء والاتصالات والنقل، وغاب الامن وازداد الفقر والامراض المختلفة. وفي المقابل هناك ثراء فاحش حيث القرائن الدالة على الثراء من حيث حجم الاستثمارات سواء داخل العراق او خارجه، لاسيما ان البعض اصبح لا يخشى ان استثمر في العراق لان حالة الفساد تكاد تكون ثقافة مجتمع، هي ليست كذلك لكن حالة عدم المحاسبة القانونية او السكوت على الفساد اوحى بذلك للفاسدين، لان هناك من يقف وراءهم ويسندهم عند الحاجة، او ان العقوبات لا ترقى الى مستوى الفساد, فاذا كان السيد الفلاني قد اختلس خمسة ملايين دولار هي بالدينار ست مليارات وربع، وهذا مثال بسيط ويعاقب بسنة سجن، وبعد كم شهر قد لا تتعدى شهرين او ثلاث يصدر عفو عام. ان غاية المحاسبة يجب ان تكون سجنا مع اعادة المبالغ المسروقة, هذا مثال بسيط على حالات الفساد، لكن الامر كبير جدا, و كثير ممن شكلت لجان تحقيقية بشان حالات كانوا هم السبب فيها ولكنها لم تنفذ بحكم النفوذ الكبير لهذا البعض. لكن حقيقة الامور ان هذا البعض مدان بحكم التقارير عن الاضرار بالشعب واحتلال مدنه او سرقة امواله او قتل ابنائه, مثل حادثة سبايكر وغيرها الكثير. اما القطاعات الاقتصادية فقد تم اهمالها بشكل كامل, القطاع الزراعي, مهمل تماما ويحتاج الى الدعم ومن اجل تحقيق هذا الدعم لابد من فرض قوة القانون وايقاف استيراد المنتوجات التي يمكن انتاجها في العراق وهي كثيرة وفرض قوة المراقبة والسيطرة على الاستيراد حيث بدأت، ومنذ زمن، المافيات بتمرير المخدرات مع المستورد من الفواكه والخضر وبدعم ميليشيات متنفذه, اضافة الى ما يعانيه العراق من شحة مائية كبيرة تنذر بمخاطر كبيرة دون مطالبة العراق بحقوقه الدولية التي تنظمها معاهدات دولية في تقاسم الدول المتشاطئة على نهر واحد, الامر الذي سيلحق ضررا كبير بالزراعة العراقية, اما القطاع الصناعي فهو الاخر مهمل وليس افضل من القطاع الزراعي, رغم ان هذا القطاع كان شغالا مع وجود حصار شامل, وفي العراق مواقع سياحية واثارية مهملة لكنها مرتبطة بمدى تو فر الامن والامان في عموم العراق, وهناك تباين طبقي كبير اوجده الفساد على حين غرة واصبح الاخير في المقدمة على وزن "احترامي للحرامي الذي سرق واصبح في الصف الامامي" دون حساب بحيث وصفت ثروات العراق بانها غنيمة تقاسمها لصوص بانت كروشهم للعيان سريعا, لكنهم مدعومون من متنفذين اصبحوا مسؤولين كبارا هكذا شاءت الاقدار, البديل ان الشعب العراقي شعب اصيل ويعرف تماما من اضر بمصالحه ومن اهمل قطاعاته الاقتصادية ومن جعل من العراق سوقا للآخرين ومن ضيق ويضيق على الحريات العامة وافقده مجتمعه المدني ودولته المدنية, لكن بالمقابل هناك اناس ذوو كفاءة وسياسيون و مثقفون لهم القدرة في تحقيق ما يسعى اليه الشعب و ينشده من حريات عامة و تحقيق دولة مدنية و عدالة اجتماعية وفرز الصحيح من الخطأ, ولهذه المهام، مهام الاصلاح والتغيير اناس بمستوى الوعي والكفاءة والجرأة قادرون على ادارة الدولة بكفاءة عالية وادارة رشيدة تقوم على سيادة القانون على الجميع دون استثناء، ومحاسبة الفاسدين والمقصرين واعادة اموال الدولة المنهوبة سواء من الداخل او الخارج, ولذلك سبل قانونية دولية تأخذ مجراها في استعادة الاموال العراقية المهربة للخارج، والتي اصبحت على شكل عمارات ومولات وفلل. نعم, هناك اناس كفوؤون يتعاملون بعقلانية مع الاخر دون قذف كما يفعل البعض دون خجل وبأسلوب فض, نعم سائرون كتلة لا تنشد الثراء بقدر ما تنشد خدمة العراق وشعبه وبناء الدولة المدنية وتوفير فرص العمل للعاطلين وتحقيق العدالة الاجتماعية, والشواهد كثيرة, فلهذه الكتلة, كتلة سائرون من كانوا وزراء ووكلاء ومدراء عامين اكتفوا برواتبهم وخرجوا من مناصبهم بإباء وشمم, يذكرهم مرؤوسوهم بالخير والمديح والسيرة الطيبة دائما, نعم لكتلة سائرون باتجاه الاصلاح والتغيير في بلد دمره الاحتلال وغاب عنه من يبني ويعمر, نعم للدولة المدنية والعدالة الاجتماعية.

مقالات اخری للكاتب