فاضل زيارة

بدعوة من الجمعية الثقافية العراقية في مالمو حل بيننا الناقد والكاتب والمترجم خضير عباس اللامي وسط حضور مميز من النساء المثقفات اضافة لرواد الجمعية الثقافية العراقية وقدم له مشكورا الاستاذ المسرحي كريم رشيد، حيث ذكر بان مواقفه كثيرة في العمل الاداري والابداعي ، يعمل بجدية تكاد تكون منقطعة النظير وقد ترجمت هذه الجدية الى العديد من الانجازات في الترجمة والكتابة النقدية والكتابة الابداعية، ومن ابرز ترجماته هي مقبرة براغ للفيلسوف والكاتب الايطالي  امبرتو ايكو.

ولو اردنا تقديم وسام للحضور الدائم لكان الزميل خضير اللامي من يستحقه بجدارة، فبحرها وبردها حاضرا، بثلجها ومطرها حاضرا، فلحضورك الف تحية وتقدير.

اللامي يلقي محاضرته هذه عن رواية ( سيدات زحل ) للروائية لطيفة الدليمي بوصفها عملا ابداعيا، وهذه الرواية تحيلنا الى سيرة التاريخ والرواية وكيفية التعامل مع الرواة التائهين معها

حيث قدمت لنا الراوية حكايات وتركت لنا طريقة التعامل مع هذه الحكايات وارادت بنا السير بنظريات النقد المفتوح ، وها هو اللامي يقوم بهذه المهمة .

تشكل سيدات زحل هذه الرائعة الادبية الاساس في عمل لطيفة الدليمي الابداعي وهي تقول ان حكاياتي من نوع الخرافة عن التاريخ واهل الخلافة والبرابرة واهل الظرافة، هذه الحكاية خذها وتصرف بها على هواك، صدقها او اضحك منها او انسها، نحن نروي الحكايات لنستطيع تحمل الزمان. من هنا نحن نروي الحكايات وان كل قارئ يجترح نصه ويعتبر نفسه كانه من كتب الروايه بشكل ابداعي ويمنحها تفسيره الخاص على هواه ،ولكن عليك حين تقرا سيدات زحل ينبغي ان تتوظا وتتامل وتطهر الروح لان بحارها هي من العنف والتيه بحيث من الصعوبة بمكان المغامرة فيها الا من تمرس على الابحار في قاعها رغم ما يغري فيها من سرد حزن حلمي لذيذ وقد يكون هذا طعما.من يقرا يجد فيها من المتعة ولذة القراة ما يجعل امكانية مغادرتها امر صعب.

ان سيدات زحل سطرت ملحمة تراجيدية لتاريخ شعب قاده حكام وملوك واباطرة الى محارق النار ولهب الجحيم ودياجير الظلمة والسجون والفقر المدقع بمنتهى الخسة والهمجية والانحطاط الاجتماعي والسياسي والفكري.

الرواية يمتد ويتسع سردها الى اعماق ازمنة وعهود غابرة عاشها العراق عبر تاريخ طويل لشعب واجه العزل والابادة والتنكيل، ناهيك عن الحروب لحكام طغاة احكموا قيضتهم عليه بالنار والحديد. واستطاعت الرواية من خلال هذا السرد بالامساك بخيوط اللعبة، وتحريكا للمكان والزمان اذ هما حاضران وغائبان وبجدارة.

ومع ذلك فان الراوية لطيفة الدليمي ليست مؤرخة انما هي ابداعية تناولت الاحداث بشكل ابداعي وجعلت من التاريخ، تخييلا له امتدادات وازمنة وشعب وانظمة حكم وانطلقت تنسج عملها الابداعي على طريقتها، حيث يوجد فرق كبير بين الادب  والتاريخ وان هناك مقاربات سردية بين التخييل الروائي  والجسد التاريخي.

وفي الاخير استطاع الناقد خضير اللامي ان يبحر بنا متمكنا وقائدا فذا عبر هذا الرواية الى ما عاناه الشعب العراقي من ويلات عظام من عام 1258 حتى الوقت الحاضر والتي جسدتها رواية سيدات زحل والتي ربطت وباحكام بين الواقع الفلكي للكوكب زحل تخييلا وما عاناه هذا الشعب عبر تاريخه.

شكرا للكاتب والناقد والمترجم خضير اللامي على عرضه الشيق لرواية سيدات زحل ، والذي اجاب على كافة المداخلات التي قدمها الحضور مشكورا وشكرا للجمعية الثقافية العراقية لهذا العمل الجميل المبدع.

نحت على النحاس

في نفس الوقت قدمت السيدة الفنانة ليلى عاشور اعمالا فنية راقية من النحاس عبرت بلوحاتها المؤطرة عن تاريخ العراق بكافة مراحله التاريخية وقد ادهشت الحضور بدقة العمل وجماليته ورمزه التاريخي، وما فيه من دلالة على مدى استيعاب الفنانة لتاريخ مشرق مر به عراقنا وشعبه.شكرا للسيدة ليلى عاشور وباقة ورد تطرز روحها، علما بانها ممن يستحق وسام الحضور الدائم ايضا.

عرض مقالات: