عبد الحسين ناصر السماوي
احتفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى، عصر السبت الماضي، بالقاص أنمار رحمة الله الذي تحدث عن تجربته السردية بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي.
أدار الجلسة الشاعر عامر موسى الشيخ، الذي قدم سيرة المحتفى به وقال انه "اليوم نحتفي بشخصية ثقافية سماوية تميزت بكتابة القصة والإبداع فيها.. انه القاص انمار رحمة الله الذي ذاع صيته في العراق والوطن العربي، وترك أثرا طيبا في حقل الكتابة السردية ضمن نوع القصة القصيرة"، مضيفا ان رحمة ولد عام 1978، ونال في العام 2005 شهادة معهد إعداد المعلمين.
بعد ذلك قدم عدد من الأدباء والنقاد الحاضرين، مداخلات نقدية عن منجز المحتفى به، كان أولهم د. حارث الخضري، الذي ذكر ان القاص أنمار رحمة الله استطاع أن يتخلص من إشكاليات السرد، ومن "لعنة الحدث"، وانه لم يذهب إلى الخطاب الصحفي في كتاباته القصصية.
وأضاف قائلا ان المحتفى به "قدم لنا نصوصا تدعونا إلى التأمل، وتثير في داخلنا الأسئلة، وتعيدنا إلى كلاسيكيات القراءة السردية التي تجعل القارئ يتأمل بواقعية ومن دون تحيز".
فيما ساهم الشاعر قاسم والي في تقديم مداخلة عن تجربة المحتفى به، اشار فيها إلى ان لغة القاص أنمار بسيطة جميلة، يخاطب فيها كل العقول، وهو يبتعد عن المفردات المعقدة، ما يجعل القارئ يدخل في متن القصة مباشرةً، موضحا ان "نهايات قصصه مدهشه مفتوحة بحرفية متقنه، تتجاوز كل المفردات اللغوية العصبية، ما يمكّن القارئ من مواصلة القراءة دون توقف".
وكانت للقاص احسان ابو شكاك مداخلة أوضح فيها أن "تجربة انمار السردية فريدة تتصف بالسمو والإبداع، وتلهب المشاعر، وتوقظ في النفس البحث عن ابطال يتحركون ضمن رقعته الأدبية دون الولوج نحو خفاياه".
بعدها تحدث المحتفى به عن بداياته مع الأدب، والتي تعود إلى العام 1985، مشيرا إلى انه كتب الشعر أولا لكن نصوصه لم تكن مكتملة من الناحية الفنية، ولكونه قارئا جيدا للقصص والروايات، ومتشوقا لمعرفة تفاصيلها، صار يكتب القصة، ويتفوق بها، على حد شهادة اساتذته، أمثال الراحل عبد الجبار بجاي، وكاظم حسوني وحامد فاضل. وأضاف قائلا ان مشواره القصصي صار يأخذ مكانته في الإبداع والتميز، وان دعم عائلته له، أوقد في نفسه جذوة الإبداع، لافتا إلى انه أصدر ثلاث قصص، وهي بعناوين "عودة الكومنداتور"، و"يسألونك عن القرية"، و"بائع القلق". وفي الختام قدم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق خالد أحمد، هدية تذكارية إلى القاص أنمار رحمة الله.