كتب في هذا العمود بتاريخ 22 أيلول 2014 تحت عنوان "كفى تصريحات" جاء فيه :

تصريحات وتصريحات ولا شيء غير التصريحات نسمعها من معظم المسؤولين منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق ولغاية الآن وقد تفنن وابدع عدد كبير منهم في تصريحاتهم الطنانة والرنانة على سبيل المثال وليس الحصر فيما يتعلق بحل أزمة السكن فالتصريحات كثيرة وكثيرة جداً فلقد صرح احد المسؤولين منذ عدة اعوام بان ناطحات سحاب ستبنى قريباً في عاصمتنا الحبيبة بغداد لحل أزمة السكن فيها حلاً جذرياً رغم قناعتنا التامة نحن المظلومين في الارض العراقية باننا لن نعيش لا في المستقبل القريب ولا في المستقبل البعيد الا في ناطحات السراب ولا غير السراب على الاطلاق في حال ما استمر الجهاز الاداري على حاله. وتحدثوا عن انشاء اكبر مدينة سكنية في جانب الرصافة بموقع معسكر الرشيد واخرى في جانب الكرخ. وتحدثوا عن انشاء عشرات المدن السكنية والترفيهية والرياضية. وتحدثوا منذ عدة اعوام عن خطة اسموها (10 × 10) اي تخصيص 10 مليارات دولار في السنة لمدة عشر سنوات لتحويل مدينة الصدر الى اجمل مدينة ولكن في الحقيقة لم تنفذ سوى خطة (10 × 0) بنجاح ساحق والنتيجة تفاقمت أزمة السكن سنة بعد سنة وشهراً بعد شهر وتحولت الى كارثة بامتياز فقد حدد مجلس الاسكان الوطني حاجة البلاد الى مليونين وخمسمائة الف وحدة سكنية لغاية اعوام 2015 وان هناك مليون و 600 الف مواطن يسكنون في المناطق العشوائية ببغداد فقط. بحسب بيان لمحافظ بغداد علي التميمي فيما اكدت مفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في العراق بوجود 127عشوائية في العاصمة بغداد.

يا سيدي رئيس الوزراء لا تسمع تصريحات المسؤولين ولا تقرأ تقاريرهم وتقارير المستشارين بل شاهد ما انجزوا على الارض فقط. نعم ما أنجزوا فكل الكوارث التي حلت بنا جاءت من تصريحات وتقارير مبالغ فيها في بعض الاحيان وكاذبة في اغلب الاحيان ومنها ومع الاسف الشديد من جهات امنية وعسكرية وما حدث في نينوى وصلاح الدين خير دليل على ذلك. سيدي التق بالمواطنين وبمنظمات المجتمع المدني وبالاكاديميين والمثقفين كي تسمع منهم الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة على ارض الواقع وما يجري خلف الكواليس.

هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 22 أيلول 2014 ولكن مع الاسف الشديد يا سيدي لم تسمع سوى تصريحات المسؤولين ولم تقرأ سوى تقاريرهم وتقارير المستشارين ولم تسمع آراء المواطنين ومنظمات المجتمع المدني والاكاديميين والمثقفين ولم تعرف ما يجري خلف الكواليس الا بعد فوات الاوان، نعم بعد فوات الاوان.

عرض مقالات: