لم يتوقع احد يوما ان يكون تفكيك منظومة الفساد سهلا. فهي اخطبوط امتد الى مؤسسات الدولة جميعا، وتعشّق مع “الدولة العميقة” والمليشيات وارباب الجريمة المنظمة ومالكي وسائل اعلام. والأخطر انها وجدت موطيء قدم مجتمعيا.
الإجراءات الحكومية الأخيرة واعتقالها عددا من المسؤولين قوبلت بالترحاب، وبانتظار المزيد منها دون انتقائية وحسابات وتوازنات او غيرها. فالمطلوب ان تطال جميع الفاسدين والمفسدين، صغارا وكبارا.
ويبقى الانفتاح على المستويات السياسية الوطنية والشعبية لتعبئة القوى والإمكانات أساسيا ، بما يحقق نجاحات متتالية في هذه المعركة التي لا تقل أهمية عن التصدي للارهاب.
وللبعد الجماهيري حضوره الفاعل هنا، لذا يتوجب إعلامه اولا باول لتأمين الانتصار على المقاومة الشرسة المتوقعة من الجهات المتنفذة، الداخلية والخارجية.
وتتطلب عملية التصدي للفاسدين تعزيز المساءلة والرقابة الشعبيتين، ومنح العملية من خلال ذلك بعدا مجتمعيا. فدور الرقابة الشعبية أساسي وفعال، وينبغي توفير الفرص لتشارك فيه وسائل الاعلام والجمعيات والاتحادات النقابية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني، الى جانب الاحزاب السياسية.

عرض مقالات: