اعتدنا منذ انطلاق انتفاضة تشرين في اول الشهر العاشر وحتى الساعة ان نطلق مسميات شتى على الاحداث وما يتعلق بها، واظن ان بعضها غير دقيق ومنها مثلاً (قوة مكافحة الشغب) تلك القوة التي تتعامل مع الانتفاضة الجماهيرية وابنائها من ثوار أكتوبر من كل طبقات وشرائح الشعب العراقي.
فقد استعملت كل أساليب البطش والإرهاب والعنف والقوة المفرطة والدخانيات والصوتيات والرصاص المطاطي والحي، مما تسبب في استشهاد المئات من المتظاهرين في انحاء الوطن واكثر من 25 الف جريح واكثر من 4 آلاف معاق، اضيفوا الى رصيدنا من معوقي الحروب الصدامية والداعشية.
وكأن هؤلاء المتظاهرين ليسوا من العراقيين وأبناء الشعب والوطن وان منتسبي القوة التي تتعامل معهم بهذه القسوة غرباء وليسوا عراقيين ولا تربطهم بهم روابط المواطنة والإنسانية.
بينما الثوار الشباب اكدوا على سلمية تظاهراتهم من خلال شعاراتهم، وعدم استخدامهم القوة والعنف المقابل كما كانت تفعله وتمارسه قوات مكافحة الشغب. وكان الثوار لا يحملون سوى اعلام العراق ويرددون هتافات وشعارات واضحة وصادقة منها: سلمية .. سلمية. او يهتفون بالروح بالدم نفديك يا عراق. ومع كل هذا ما زال الاعلام يطلق على القوة المذكورة (قوة مكافحة الشغب) وكأن أولئك المنتفضين من (المشاغبين). أي مقاييس هذه وأي عناوين!
الواجب يتطلب منا تصحيح المعلومات والتعابير وذكرها بدقة. فهل ان المشاغبين هم من خرجوا دفاعا عن شعبهم ضد الفساد والفاسدين وهم من استشهد في سبيل وطنه ومن اجل الإصلاح والتغيير وكانوا يواجهون (القوة الرسمية) بصدور عارية وقلوب مؤمنة، وان من قتلهم وثكل امهاتهم ونكب عوائلهم هم من (قوة حفظ النظام) التي يفترض انها تدافع عن الوطن وابنائه.
يبدو ان المفاهيم قد اختلت وتبدلت وانحرفت مثلما كان الحال أيام الطاغية صدام، حيث اعتبر أبناء الشعب ممن ثاروا ضد نظامه (نفراً من الغوغاء) واعتبر نفسه (حامي الحمى!)، ويبدو ان الطغاة جميعهم على مسلك واحد.
وهنا نضع امامكم تصحيحاً للمفاهيم المتداولة ونؤكد على إعطاء كل مجموعة اسمها ودورها الحقيقي، فالثوار والمنتفضون نطلق عليهم الشعب الثائر احتراما وتكريما لدورهم الحقيقي وان نطلق على القتلة ومن يقف وراءهم تسمية (المشاغبين واعداء السلام).
وبهذا نعطي لكل حق حقه، فقتلة الثوار المنتفضين ورجال الاعلام والناشطين في كربلاء والمثقفين والادباء في بغداد والبصرة وبابل وميسان والديوانية والمثنى، هم أعداء الشعب وأدوات السلطة الغاشمة، اما ابطالنا وثوارنا فهم حصة الشعب والمدافعين الحقيقيين عنه.ش

عرض مقالات: