جرائم مرتزقة القنص والقتل والتسميم بالغاز والخطف والاغتيال والاغتصاب والطعن بالآلات الجارحة، وكل ما جرى مساء الجمعة الماضية في ساحة الخلاني ومنطقة السنك في بغداد، تزامن مع الذكرى الثانية لإعلان النصر على "دولة داعش الإسلامية"، وهو في تواصل مع ما سبقه من " صولات" لصوص وأزلام " الدولة العراقية" المستميتين لتأبيد حكمهم واخفاء جرائمهم بحق الوطن المستباح والشعب المضطهد، والتي تعدت حدود النهب الشامل الى حدود القمع الشامل، منذرين من يفضح تلك الجرائم أو يسعى لتخليص البلاد منها بالويل والثبور.

ولأن حجم الجرائم تعدى حتى حدود الخيال كجرائم داعش الأمس، فإن من المتوقع ألا تكون هذه الصولة هي الأخيرة، بل لعلها اختبار خائب لمدى ثبات وصمود المنتفضين، استعدادا للوأد التام لما اسموه، واهمين، فورة قنينة عابرة!  

ورغم ما لقيته هذه "الصولة – العار" ما تستحقه من ادانة واحتقار من الفتية الشجعان ومن المواطنين الغيارى، ومن اصدقاء شعبنا في العالم أجمع، فقد كشفت المنافقين الذيول ممن حاولوا أن يستحضروا كل أساليب التضليل والخداع لإخفاء الجريمة أو التقليل من بشاعتها.

"صولة" الظلاميين هذه تمت مساءً متسترة بالظلام الذي يشبه عقولهم المغلقة، والغريب أن تكون تحت أنظار وتواطؤ وتسهيلات سيطرات الحكومة، التي أرغمها الشعب على الاستقالة، في تشف وثأر من الشباب المسالمين العزل. هذه الحكومة، لم تستطع حتى ان تعلق على ما حدث، فأصيبت بالخرس والصمم، ولم تحتج الا على المتضامنين مع شعبنا والداعين لتضميد جراحه من احرار العالم، الذين راعهم أن يقتل ناس عزل بدم بارد، فأعربوا عن أسفهم ورفضهم للجريمة!!

وإذ اكتفت رئاستا الجمهورية ومجلس النواب بالإدانة وتوعدتا العصابات المجرمة والخارجة على القانون التي نفذت الجريمة، فقد نسيتا الإفصاح عن هذه العصابات المجرمة ومتى وكيف سينالها العقاب، وهل ستطوى صفحاتها أم ستتكرر جرائمها، وهل حقاً لا تخشى الرئاستان من هذا الطرف الثالث!

لقد كشفت الصولة أيضا، نفاق سدنة المحاصصة وحيتان الفساد في مجلس النواب، وما ادعوه من معارضة وخلاف مع الحكومة واستعداد لنجدة المنتفضين و " حمايتهم"، مؤكدة ثانية ان المنافقين إذا وعدوا أخلفوا وإن ائتمنوا خانوا.

هؤلاء المنافقون ومرتزقتهم لن يكون مصيرهم أقل من مصير دواعش الأمس. أما الأرواح البريئة فتسمو في الأعالي وتنشر اليقين بالظفر وهي تردد ما قاله فيها الجواهري الكبير:

يا أیـها الوطن الــمفـدَّی، دونـه     یــوم الـفـداء الأرض والأوطــان

فدتك نـاشـئة الـبـلادِ وشـمَّــرت    لكَ عـن سـواعدِ عـزمها الفتیـان

 

عرض مقالات: