منذ تأسيس وزارة الشباب في العام 1967 حتى عام 2013 كانت تشكل مجالا مهما وحيويا لخدمة قطاعي الشباب والرياضة ومجالا رحبا لتنمية المواهب والطاقات والقابليات الشبابية لكلا الجنسين ولأعمار تبدأ من البراعم والأشبال ثم الناشئين والشباب رياضة وعلوما وفنونا وآدابا وموسيقى وكانت الوزارة ودوائرها ومنتدياتها مصدرا للكفاءات والمواهب وحاضنة لأبناء وبنات الوطن ورصيدا تعبويا لحركة الشباب بتفاصيلها ونوعياتها. الا أن الحال بدأ بالتغير مع حلول العام 2013 وبعد (الغزو) الداعشي وانشغال الوطن بالحروب الداخلية والسعي الى إقصاء التطرف إضافة إلى الهبوط المفاجئ والكبير في أسعار النفط وتخلخل الميزانية. وسعي كل الوزارات والدوائر الحكومية وبضمنها وزارة الشباب والرياضة نحو تقليص نفقاتها والاقتصاد في الأموال المخصصة لها. كل هذه الظروف دفعت بوزارة الشباب والرياضة الى البحث عن مصادر للتمويل وتوفير بدائل مالية لتعويض النقص في ميزانيتها. وهنا فكرت وزارة الشباب والرياضة بالاستثمار المباشر الذي يوفر لها الأموال ويسد جزءا مهما من حاجاتها وهذا حق مشروع للعاملين الشرفاء والمخلصين. لكننا عرفنا وشاهدنا أن وزارة الشباب من الوزارات المهمة والأساسية والمؤثرة في قطاعي الشباب والرياضة وبأنها وزارة تخدم وسطا كبيرا وقطاعا مهما وتساهم في بناء مستقبل الوطن وتقدم الى جيله الصاعد خدمات عظيمة ورعاية خاصة وتنشد من ذلك تحشيد أبنائها لان يكونوا أبناء بررة لوطنهم وحريصين على تحقيق أحسن الخدمات لشعبهم وهذا يأتي من خلال ما تقدمه الوزارة لأبنائها وبناتها من رعاية واهتمام بنشاطاتهم وفعالياتهم ومواهبهم وكفاءاتهم . من خلال منتدياتها ومراكز الرعاية العلمية فيها والملاعب الرياضية والساحات والمضامير والمسابح إضافة إلى حلقات الدرس والمعرفة ومعاهد الموسيقى ومراكز تدريب الخياطة والنجارة والكهرباء والتي كانت تتوفر للمشاركين فيها مجانا وبدون مقابل إضافة إلى معلمين ومدربين ومهندسين ومختصين يحملون كفاءات متميزة يخدمون بها شباب الوطن ومنتسبي هذه المؤسسة ليتخرجوا منها وهم كفاءات علمية وفنية ورياضية وبكل المواصفات. لكن الحال تغير وبشكل غريب فدوائر وزارة الشباب والرياضة ومنتدياتها وملاعبها وقاعاتها وكل منشآتها فقدت ذلك البريق الجميل وتلك الحركة الدؤوبة والتواجد الشبابي الحيوي وبدلا من استقطاب الشبيبة صارت مصدر إبعاد وتغييب لان البديل الذي حل فيها اليوم كان هو الاستثمار والحصول على الأموال واعتماد سياسة تأجير كل المنشآت إلى مستثمرين يجيدون جباية الأموال ورفع أجور الدخول إلى الملاعب والميادين وزيادة رسوم الدخول إلى المسابح والبحث عن كل ما يزيد دخولهم وإرباحهم وحرمانهم الرياضيين من ممارسة رياضاتهم لأنها صارت جزءا من الاستثمار وبدأت الأموال تنزل في جيوب المستثمرين وليذهب الشباب والرياضيين والباحثين عن مهنة يتعلمونها او هواية يمارسونها الى الجحيم مادامت وزارة الشباب والرياضة قد استثمرت منشآتها وحققت كسبا وزيادة في أجورها. سادتي في وزارة الشباب والرياضة انتم مطالبون اليوم وقبل كل شيء بان تفعلوا دوائركم ومنتدياتكم وان تكون منشآتكم في خدمة قطاعي الشباب والرياضة وان تواصل دوائركم خدماتها وفعالياتها لخدمة الشباب والرياضيين لأن لهؤلاء دور كبير في بناء المجتمع العراقي وتحقيق التلاحم والوحدة الوطنية والسلام.

عرض مقالات: