عانت المرأة ومنذ ازمنة بعيدة في القدم من تسلط الرجل، وعوملت بدونية من قبل المجتمع حتى قيل انها خلقت من ضلع اعوج، فيما عظمت بعض الحضارات البدائية شأنها واوصلتها الى مراتب الالهة، حتى كانت آلهة تلك الأزمنة من الجنس اللطيف حصرا، لكن عاد بها الزمن القهقرى، فمسخت كرامتها وأصبحت سلعة تباع في سوق النخاسة، ومورد رزق للفاتحين يجلبونهن أسارى لتباع لمن يستطيع ويرغب في الشراء.
اما في العصر الحديث فقد تأسست الحركات النسوية المطالبة بتحرير المرأة وصيانة حقوقها بوصفها نصف المجتمع، حيث مرت بمراحل مختلفة لحين الوصول الى تشريع القوانين الضامنة لحقوقها، فأفردت لها الدساتير أبوابا ومواد من القوانين، تم تطبيقها في بلدان فيما أهملت في بلدان أخر.
كذلك بلدنا العراق ليس بدعا بين الدول، اذ شهد تحولات كبيرة لدور المرأة رغم تفاوتها في مرحلة عنها في أخرى، وبعد سنوات الضياع والقهر والتسلط والمعاملة الدونية، تكللت جهود الناشطات في لجان حقوق المرأة بتشريع قانون يهدف لوضعها في مكانها اللائق في المجتمع، وكان لثورة الرابع عشر من تموز الدور الكبير في حماية المرأة ومنحها حقوقها، عبر الغاء قانون العشائر سيئ الصيت الذي كرس العبودية والذلة، وعلى ذلك جرت الحكومات اللاحقة حتى انحسرت الممارسات القديمة في زواج الـﮔصة بـﮔصة، والزواج العرفي، والفصلية وما اليها من ممارسات شاذة سادت المجتمع العراقي في سنين التخلف والضياع.
بعد سقوط النظام البائد والانفلات الامني والتشتت الفكري ونسج التخلف ارضيته في المجتمعات ما ادى الى تراجعه إلى الوراء فطفت على السطح العادات والتقاليد البالية، وعاد من جديد التسلط العشائري وعاداته الممقوتة، بدعم واسناد من القوى الاجتماعية المؤثرة، وتشجيع من الدولة العراقية الجديدة حيث شكلت هيئات ومؤسسات ترعى شؤون العشائر، محاولة لإشعال جذوة النزعة القبلية من جديد، ونمو بعض الطفيليات التي تعيث في المجتمع وتعيده عشائريا وفق رؤى ضبابية مجها الواقع ورفضتها الحياة.
قاطعني سوادي الناطور قائلا: صرنه مثل بو.. البعير ليوره، الناس صعدت للمريخ وأحنه رجعنه بـﮔ ليوره، وشوفة عينك ردت الدﮔـة العشائرية، ورجعت الفصول، ورد الشيخ يحكم، وصارت هيونطه وكلمن ايده إله، وحتى الشرطي ﮔـام يخاف من يحاسب الحرامي لن عشيرتها تـﮔاوم عشيرة الشرطي وتاخذ منه فصل، وذاك السبوع اخذو فصل مية (حرمة) بالبصرة والحكومة ساكته، واهل الشرع ساكتين، ويوميه العشاير متذابحه بيناتها على شغلات مكسرة والحكومة تتفرج، ما تـﮔدر عالعشاير لأن عدها (أسلحة ثقيلة).. ولكم صايره دايره مو عدنه مليون جندي وشرطي، لو بالتواثي يـﮔلبون الدنية ﭽـا المن ضاميهم بس تضربون بيهم المتظاهرين!؟