امرأة تفوقت على الرجال بموقفها البطولي حين نذرت نفسها وروحها للدفاع عن قريتها "العلم" (30كم شمال مدينة تكريت)، اذ وقفت بوجه الدواعش ابان غزوهم مناطق العراق عام 2014، وقد شمخت كالطود تقاتلهم وتصد هجماتهم مع اخوانها وأبناء عمومتها ولتمنعهم من الدخول الى قريتها، كانت تتجول بين المقاتلين تلقي الخطب والهوسات الشعبية والاشعار فيعلو صوتها بمقولة (لن يدخلوا العلم الا على جثتي)، حينها تلهب مشاعر ابناء القرية للوقوف صفا واحدا في محاربة الغزاة، والحيلولة دون السماح لهم بالدخول الى بيوت العلم لقتل اهلها.

الشهيدة (امية ناجي حسين جبارة) حاصلة على شهادة البكالوريوس في القانون، وكانت تحلم أن تخفف من معاناة الارامل والايتام من ابناء قريتها (العلم) فانتمت الى منظمات المجتمع المدني كي تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم، هكذا عرفها اهالي الناحية "شجاعة، جسورة لاتهاب الموت" وهي المبادرة الاولى لحمل السلاح مع شقيقها شيخ عشيرة الجبور (الشيخ خميس ناجي جبارة) حينما أعلن محاربة الدواعش والتصدي لهم بالدفاع عن اراضيهم،  فقد كان الغزاة  قاب قوسين او ادني منهم، وما كان من ابناء العلم سوى الوقوف على السواتر سدا منيعا لمنع الإرهاب من تدنيس الأرض، واولهم البطلة "امية"  التي ارتسمت البطولة على محياها وتفاصيل حياتها، فالأبطال نتاج للإصرار والثبات على المبادئ.

الشيخة "امية" تلك المرأة القوية التي واجهت الارهاب الى جنب اخوتها وأبناء عمومتها وفي الصفوف الاولى، بالاضافة الى توزيعها السلاح والماء والطعام على المقاتلين، وتشد من عزمهم بأهازيجها، لم تكن ساكنة مرتابة من الخطر الذي يقابلهم ولم تغمض لها عين في الليل ولا النهار بل كانت دائمة الحركة حتى ان البعض أطلق عليها اسم (أم الهمة) فيما احتفظ البعض باسمها الشيخة أمية.

في يوم 22/6 من كل عام تستعد عائلة الشهيدة أمية ناجي جبارة للاحتفاء بذكرى استشهادها، حيث سقطت شهيدة برصاص قناص داعشي وهي مبتسمة لتسجل ملحمة نسائية متميزة، وتدخل بوابة التاريخ كشهيدة سجلت اعلى معاني الحب والتضحية وذادت بروحها فداء لوطنها.

في هذه المناسبة التقت مراسلة "طريق الشعب" بالشيخ خميس ناجي جبارة شيخ عشيرة الجبور في (ناحية العلم) وشقيق الشهيدة فقال" يوم 22/6 تمر ذكرى استشهاد شقيقتي امية ناجي حسين محمد حسن(1974) التي تصدت للدواعش بعدة ادوار، اذ لم تكن تقاتل فحسب بل كانت الام والاخت لكل المقاتلين على الساتر من ابناء عمومتها وابناء اشقائها، فهي تعتبر الشهادة في سبيل الوطن درعا وزينة يتزين بها المقاتل، حيث لم تخاف ابد من التربص للدواعش في الليل، والمرور على السواتر لترفع من همة المقاتلين، حين توزع عليهم السلاح.

واضاف شيخ الجبور" في يوم استشهادها، قضت الليل وهي توزع الماء والسلاح على اقاربها المقاتلين، وفي الصباح قررت العودة الى البيت للاستراحة، الا انها لم تأخذ استراحة بل عادت مسرعة الى السواتر، حينها تعرضت لإصابة قناص في كتفها الايسر وقد وصلت الطلقة الى قلبها، ومتابعا قوله " الغريب ان القناص اصابها هي فقط دون سواها من المقاتلين، ربما أدرك بانها فخر النساء، وفخر لكل عراقية، ولكي تخلد قصتها، فقصتها لن ينساها اهل العلم لما قدمته من بطولة، وشجاعة كبيرة قل نظيرها في ذلك الوقت، الرحمة للشهيدة الخالدة"