أوشك العام الدراسي على نهايته واقتربت العطلة الصيفية الدراسية وبذلك سيغادر الملايين من ابنائنا الطلبة مقاعدهم ويودعون بعضهم بعضا ويتوجهون الى (عالم الفراغ)! الا البعض القليل سنجده باحثا عن عمل يتكسب منه لمساعدة نفسه وعائلته والبعض القليل الاخر سيتوجه نحو تعلم مهنة جديدة او ممارسة هواية يعشقها. اما الاغلبية العظمى من هؤلاء فستجدهم في فراغ كبير بين المقاهي والساحات والشوارع يعانون البطالة والضياع والفراغ الطويل والحرمان والتسكع في الطرقات والازقة والسلوك الفوضوي غير الموجه. عليه اتوجه بموضوعي هذا الى كل الجهات المعنية برعاية الشباب ان تضع برنامجا وخطة مدروسة للعناية بهذه الجموع المليونية نحو اهداف واضحة وبرامج مفيدة تنعكس نتائجها على الشبيبة اولا وعوائلهم والمجتمع والدولة وبما يؤمن حياتهم ومستقبلهم وذلك من خلال اشغال فراغهم وتوجيه حياتهم بما يساهم في اعادة الاطمئنان الى عوائلهم ولمسيرتهم الايجابية وبناء سلوكهم الصالح والصحيح. وهذا التوجه لا يمكن السير فيه وتحقيق النجاح الكامل الا من خلال تضافر كافة المؤسسات المعنية بقطاعات الشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي اضافة الى الدوائر الساندة في العاصمة بغداد او دوائر البلديات في المدن والمحافظات العراقية كافة. وهنا اناشد اولا وزارة الشباب والرياضة بصفتها القائدة الفعلية لهذا القطاع لفتح ابواب منتدياتها الشبابية للاهتمام بهوايات الشباب الرياضية والعلمية والادبية والفنية واقامة الدورات التعليمية والدراسية للطلبة الضعفاء ومساعدتهم لاكتساب العلوم والمعارف وتنمية الهوايات والنشاطات التي تساهم في تطوير قابليات الشباب وزيادة معارفهم وهذه البرامج ستساعد الشباب على اكتساب المعرفة وتنمية المواهب وتكون اساسا لنقل الشباب الى الساحات العملية والعمل الميداني. ولنا في هذه التوجهات والسياسات تجارب سابقة قدمت للوطن خبرات ومعارف اضافية فبدلا من بقاء مراكز الشباب ومنتدياتهم خالية بلا حياة ستجدها خلال ايام عطلتنا الصيفية الطويلة هذه مراكز جذب واستقطاب نحافظ بها ومن خلالها على شبيبتنا من التسكع والضياع وتحولهم الى صيد سهل للانحراف والرذيلة والضياع. ومن الممكن لوزارة التربية ان تساهم هي الاخرى بتحويل بعض مدارسها ولو لفترات قصيرة الى معاهد ومراكز تقوية وبأجور رمزية او منتديات لتجمع الطلاب لممارسة بعض الهوايات الرياضية والفنية لاكتشاف المواهب والقابليات وبهذا ستساهم مدارسنا بدور ايجابي يخدم طلبتها ومن الممكن الاعتماد على مدارس محدودة وفي مناطق مرسومة لتجريب هذه الخطوة التي من الممكن لها ان تتوسع في السنوات المقبلة. ان هذه الافكار والمقترحات ستساهم في استثمار منتديات الشباب ومنشآتها والبنايات المدرسية استثمارا ايجابيا وستساهم في توجيه ابنائنا الطلبة وتأخذ بأيديهم نحو مجالات تعليمية جديدة وتفتح امامهم افاقا وهوايات فنية ورياضية وعلمية لتشكل اساسا لمستقبلهم القادم وتبعدهم عن المشاكل والاخطار التي يمكن لها ان تعترض مسيرتهم وبهذا نستفيد من الفراغ والعطلة بما يخدم الوطن وابناءه.

عرض مقالات: