لا اريد ان احمل جهة دون اخرى مسؤولية الذي حصل يوم الجمعة الفائت في لقاء الكلاسيكو بين الزوراء والجوية ولكني اقول وبصراحة ان كل الاطراف المعنية تتحمل ما حصل من احداث وفوضى في ملعب الشعب الدولي الذي تم بناؤه (تبرعا) عام 1966 فالملعب من حيث الحجم والاستيعاب لا يتمكن من تغطية وتحمل جماهير الواقع العراقي الجديد سواء في بغداد او القادمين من محافظات قريبة. الامر الآخر هو بقاء أسلوب الدخول والخروج والحماية والامن بأساليب بدائية قائمة على اساس الحمايات التقليدية والشرطة حاملة الهراوات ومظاهر التسلح. بينما الواجب يتطلب تحديث العلاقة بين الشرطة والجماهير وبأساليب حضارية وتأسيس جهات مختصة ودوائر معنية ومختصة بمكافحة الشغب والعنف الرياضي الامر الاخر هو الانفلات الامني والسلوكي الذي يصعب من مهمة وعمل الجهات الامنية التي يتطلب الارتقاء بها لوجود المئات من المشاغبين او القادمين الى الملاعب وهم يحملون قناعات وافكار عنفية يتمنون ترجمتها في الملاعب عنفا وعراكا! اضافة الى البعض من (المخمورين والمكبسلين) الامر الذي يتطلب الحذر والمواقف المتشددة مع نوعيات كهذه! يضاف الى ذلك الفساد الاداري والمالي حيث نجد ان ما حصل يوم الجمعة فيه الكثير من الحكايات والحوادث منها ما يؤكد على ان البعض كان قد باع بطاقات اضافية كثيرة وهي غير رسمية (ومزورة) لان سعة الملعب هي 30 الف متفرج والبعض يقول ان المباع كان اكثر من 45 الف بطاقة وهناك من يتهم الجهة المسؤولة عن بطاقات الدخول بانها باعت اكثر من استيعاب الملعب! والامر الاخر هي غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة والمنظمة والمشرفة والمراقبة حيث لم يتم التنسيق ولا الاجتماع وغياب توحيد المواقف اضافة الى قلة قوات الطوارئ والحماية في مواقف وساعات حرجة كهذه واظن ان اختيار يوم المباراة وساعتها لم يكونا مناسبين بالشكل المطلوب. كل ذلك ساهم في خلق ظروف طبيعية لخلق الفوضى والشغب والدخول العشوائي مما أثر على الملعب وصعب السيطرة على مباراة (الكلاسيكو).

احبتي في المؤسسات الرياضية في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم ولجنة الشباب والرياضة البرلمانية ومتعهد بيع البطاقات للمباراة وادارة الملاعب الرياضية ومنها ملعب الشعب الدولي اضافة الى الاعلام الرياضي بكل تلاوينه واخيرا وزارة الداخلية بكل قدراتها وطاقتها الامنية اقول لكم اننا جميعا نتحمل مسؤولية ما حصل وقد (دفع الله ما كان أعظم) فلو اقيمت المباراة في ظروف كهذه ولم تؤجل فانا اعتقد بان الكارثة كانت واقعة لا محالة! عليه اقول للجميع ان يكونوا شجعانا،  اوان يتعامل مع هذا الواقع المحتقن والانفلات الامني والملعب المحدود في استيعابه وحجمه وقد يتكرر هذا المشهد مرة اخرى عليكم بالتعاون اولا وعقد اللقاءات والجلسات المشتركة لدراسة كل الاحتمالات المتوقعة وان تكافحوا الفساد وتحاربوا المفسدين وتبحثوا عن الشركاء في نشاطات وفعاليات كهذه وان تنظموا امر الملاعب وان لا تتجاوزا القابلية الاستيعابية لعدد الجماهير وقطع الطرق المؤدية الى الملاعب خاصة في المباريات الجماهيرية مع جهود وعمل متواصل للارتقاء بثقافة جماهير الملاعب والانضباط والالتزام مع الاماني بسلامة جماهيرنا.

عرض مقالات: