التقيت قبل أيام أحد الأخوة العاملين في المجال الإعلامي، فوجدته على غير عادته المرحة، اذ كان لا يني عن سرد النادرة، وحبك الطرفة، وابتكار النكتة، والضحك لسبب أو بدونه، مع الحفاظ على الأدب، وبشكل عام هو (يضحك للهوه) ، ويؤمن كما يؤمن الكثيرون بمقوله (لو تركض ركض الوحوش، غير رزقك ما تحوش) وهذه المقولة الشعبية، هي أفضل ما يستطيع الإنسان فيه مواجهة تقلبات الزمان. بيد ان صاحبي تحول بمقدار 180 درجة، حيث اختفت الابتسامة عن شفتيه، وغطت جبينه الغضون، وبانت شعيرات بيضاء في رأسه، وبرزت وجنتاه كأنه خارج من قبر، تعجبت لأمره وقد خيل لي أنه مصاب بداء السكري حينها سألته عن حاله، فتلفت يمينا وشمالا، كأنه يحاذر الرقيب وقال لي "بعدين تعرف" لكن أمام إصراري على معرفة السبب، اصطحبني في سيارته وقص قصته.
"كنت أعمل مراسلا في فضائية، أغطي الأخبار، وأذيع التقارير، وأنقل الصور الواقعية وتعليقات قليلة يستدعيها المقام، وابتعد عن كل ما يشم منه رائحة الانحياز لهذه الجهة أو تلك، لقد كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام، لكن ذات يوم وجدت قصاصة ورق صفراء، تنذرني بضرورة ترك العمل، وألا سأذهب في رحلة طويلة، ليس منها إياب أبدا، وهنا اضطررت الى تقديم استقالتي، وتركت العمل، لكن الآخرين لم يتركوني، فقد وردت قصاصة ثانية، تنذرني بالرحيل وترك المنطقة، لأن هذه المنطقة لا مكان فيها للعملاء والمأجورين والمرتزقة، عندها لملمت أغراضي، وتركت منطقتي، وسكنت مع أهل زوجتي (گعيدي) وأنا الآن عاطل، ولا أستطيع العمل خوفا من العواقب، التي لا أدري كيف تكون.
ضحك (سوادي الناطور) ضحكة تحمل الكثير من المرارة والألم:
تهيه... بهيه.."أنچان هذي مثل ذيچ، خوش مرگه وخوش ديچ "والله ما أدري أشلون راح تصير، وليوين توصل، إذا وصلت الأمور لهذه الحد ،بعد ما يرهم إلها خياط، ولكم صايره دايره، چم واحد يفرضون أرادتهم عله الملايين،، صدگ لو گالو، القوي مخبل، وإذا ما نواجهه بالقوه، راح تصير ألشغله مو زينه، وخايف تاليها نصير مثل ذاك، يگولون: چانت الدوارج بذيچ الأيام تحچي، يوم من الأيام طلعوا الأسد والذيب والواوي، يدورون رزقهم، صادوا مطي وغزال وأرنب،الأسد التفت للذيب گاله: قسم بيناتنه بالعدل، الذيب گال ألك ألمطي، والي الغزال، والأرنب للواوي، أنقهر الأسد ضربه طير رأسه، التفت للواوي، وگله قسم بيناتنه وأعدل،گاله: ألمطي غداك، والغزال عشاك، والأرنب سويه جواعه بين الغده والعشه، فرح الأسد بقسمة الواوي، وسأله منو ألعلمك على هاي ألقسمه،گاله (راس الذيب علمني)..!!!