لا ادري هل هي لعنة ام سوء حظ ام مقدر على العراق ان يبتلى عبر تاريخه الطويل بالقلاقل والمشاكل والحروب، ولو طالعنا تاريخ العراق منذ العهد البابلي حتى يومنا الحاضر، لوجدنا أن العراق خاض حروبا ودخل في معارك طاحنة، لا ناقة له فيها ولا جمل ، انما كان ضحية أطماع وتطلعات حكام أو كان ساحة صراع لقوى خارجية جعلت أرضه الميدان لغمار تلك الحروب كي تبعد الخطر عن بلدانها و شعوبها.
هذا التاريخ الطويل والعاصف بالمآسي والحروب والمجاعات جعل الانسان العراقي غير مبال بما يأتي به الغد، وخاضعا لأقدار لم تترك له فسحة من الراحة أو هدنة حرب، فما أن يخرج من حرب حتى يدخل في أخرى، وما أن يتخلص من كابوس حتى يرزح تحت كوابيس، ولا أدري هل سيبقى البلد على هذا الحال أم أن هناك أملا في السلام ولو لبضعة أعوام.
بلدنا العراق اليوم يمر بمحنة كبيرة ، حيث تحول إلى ساحة حرب عالمية، ومكانا لتصفية الحسابات بين القوى المتصارعة، فما أن لاح في الأفق إننا تخلصنا من "داعش" حتى بان شبح لمواعش يتحينون الفرص لزج العراق في معارك اخرى، وربما سيذهب المئات أو الآلاف من أبنائنا ضحايا لهذا الصراع، الذي سيكون مأساة مضافة الى مآسينا السابقة ومحرقة لا مبرر لها في ظل فوضى المواقف وضياع القرارات.
ابتدرني سوادي الناطور وهو يقول بغيظ مكتوم: أحنه سالفتنه مثل سالفة ذيج الارملة، اللي ما عدها غير بنيه وحده، وكاتلهم الفكر وكاضهم العوز، ولمن كبرت بتها اجاها ابن الحلال وتزوجها، وأمها كيفت وﮔـالت راح أخلص من مصرفها وآني مره ﭽبيره أﮔدر أعيش أشلون ما ﭽان، وﭽـان رجل بتها فـﮔر مثلهم وأكبر منها بهواي، والله رزقهم بولد وبنات وبوره ﭽم سنه عض السانه ومات، فرجعت البنيه لأمها لأن ﭽـانوا ﮔـاعدين بالاجار والرجل يـﭽد ويعيشهم، وردت البيت أمها أوياها أولادها لمن شافتها أمها جرت حسرة ودمعت عيونها وﮔـالت "زوجت بنتي من عناها.. راحت وجابتلي وراها" عاد ولا أحنه ﮔلنه راح نخلص من الطلايب تالي لن الطلايب خاتله ألنه بوره الباب، وما ندري شلون راح يصير تاليها!