قال النائب الاداري لمحافظ البصرة ضرغام الاجودي في مؤتمر صحفي ان البصرة سجلت اصابة اكثر من 140 ألف مواطن بحالات تسمم خلال الاشهر القليلة الماضية تزامناً مع ارتفاع نسبة ملوحة شط العرب ولذلك تم تشكيل فريق علمي للوقوف على الاسباب الدقيقة لتلك الحالات يتألف من باحثين من جامعة النهرين ومركز الدنا العدلي ومركز الطاقات المتجددة وبمشاركة دائرة معالجة وائتلاف المواد الكيمياوية الخطرة وقسم علوم الحياة في جامعة بغداد. مبيناً ان عملية البحث والتقصي استغرقت بحدود شهرين وخلال هذه الفترة تم اخذ عينات من المياه السطحية والعميقة ومن اطيان قيعان وشواطئ شط العرب والانهار المتفرعة منه ومحطات المياه وتم اخضاع العينات البالغ عددها 56 عينة الى فحوصات مختبرية دقيقة باستخدام اجهزة حديثة. ولفت الاجودي الى ان الفحوصات والتحليلات اظهرت نتائجها ان مياه شط العرب ملوثة بعدة انواع من البكتريا وبقايا الاسمدة والمبيدات الحشرية والمخلفات الكيمياوية الصناعية والنفطية وارتفاع مستويات النترات والكبريتات والاشعاع عن المستوى الطبيعي لكن الملوث الاخطر هو التلوث بعنصر (الكادميوم) حيث بلغت مستويات التلوث به اكثر من 53 ضعفاً عن الحد الاعلى المسموح به فيما كانت نسبة الرصاص اعلى بعشرة اضعاف ونسبة النترات والكبريتات اعلى بتسعة اضعاف. واشار الاجودي الى ان الاعراض التي عانى منها المواطنون في البصرة تتطابق مع اعراض التسمم الحاد بعنصر (الكادميوم) والذي قد يسبب السرطان وهشاشة العظام والفشل الكلوي في حال التعرض له لمدة طويلة ولو بتراكيز قليلة.
كشف مكتب مفوضية حقوق الانسان في البصرة عن ان نحو 800 حالة اصابة بمرض السرطان تسجل شهرياً في المحافظة وبين ان اسباب الحالات هي متعددة ومنها الملوثات البيئية سواء في الهواء كتلك المتمثلة باحتراق النفط وكذلك الماء والتربة.
قال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في البصرة مهدي التميمي ضمن بيان ان المفوضية تكرر مطالبتها الحكومة المركزية باعلان خطواتها لانهاء التلوث في البصرة وبخاصة التلوث الناجم عن عمليات استخرج النفط. مبيناً ان اي خطوات حكومية جادة بهذا الاتجاه لم تتخذ حتى الآن. ولفت التميمي الى ان من تداعيات التلوث البيئي انتشار الامراض السرطانية في المحافظة.
والسؤال الآن من ينقذ محافظة البصرة من الكارثة؟ مَن مَن؟

عرض مقالات: