لا أريد أن أبدأ بالتحية والسلام الى مَنْ أوجّه رسالتي له ...!
من طبيعة الحروب التي تنفجر بين جبهتين، فليس من المنطقي والمعقول أن يكون كِلا طرفيها على حق، ولا أن يكون طرفاها مظلومين، ولا أن يكون كلاهما جبهة خير، لم يكن ذلك على مدى التأريخ، مذ نشأت الخليقة، لم نجد ذلك في أية حرب تندلع بين طرفين، وكلاهما على حق، وذلك لا يمكن قط..
وما قلته أعلاه، ويقوله المنطق السليم، أن هذا المفهوم، هو ليس فيما يخص التأريخ البشري الإنساني المعاصر والقديم فحسب، لا بل ما قبل التأريخ أيضا، فعندما كانت تندلع المعارك والحروب بين مجتمعين بشريّين، فحتماَ أنّ هناك في تلك الحرب او المعركة، معتديا ومُعتدى عليه.
إذاَ الحرب حتماَ وبلا نقاش، وبمنطق (العقل)، وأعيد ما قد ذكرته في مقالة سابقة مقولة الأديب الشهير توفيق الحكيم " ليس العقل ما يميّز الأنسان عن الحيوان، ولكن الضمير”، نعم عندما نقول منطق العقل، يعني مصحوباَ بالضمير، حتى يكون فعلا منطق عقـل - إنساني، اوعقلانساني، فلا عقل من دون ضمير، ولا ضمير من دون عقل، فعندما نقول هذا كلام منطقي، يعني انطلق من العقل والضمير أو الوجدان، ليكون كلمة طيبة خلاقة، متوهجة بنور الحق والحقيقة.
نعود ونقول أنّ الحروب حتماَ بين جبهة خير والأخرى جبهة شر وعدوان، أي حرب ظالم معتد ومظلوم مُعتدى عليه، بين مَنْ يسفك الدماء، والآخر يقاتل ويضحي بدمه ونفسه وكل ما يملك من أجل حقه ومظلوميته.
فالذي يسفك الدماء، هو مُتعطشٌ لها، وليس لديه ذرة من الرحمة والشفقة والضمير، فكل ما يبتغيه من عدوانيته، هو إشباع رغباته الحيوانية الوحشية، فهو يفتك ويبطش، وينشر الخراب والدمار، أما الطرف الآخر فهو يقاوم كل هذه الوحشية والعدوانية بكل بسالة وشجاعة، من أجل حقه المشروع، وليس من خيار آخر عنده، بسلاحه القوي الذي لا يمتلكه عدوه، وذلك السلاح هو ايمانه المطلق بقضيته المتمثلة بحقه المشروع الذي لا يمكن أن يتنازل عنه.
فهذه الجولة التي حاولت من خلالها وباختصار أن أبين ماهية الحروب والنزاعات بشكل عام ومختصر، وأن الحروب والنزاعات بديهيا يخوضها ويقودها رجال من كلا الطرفين.
ومن المعروف أن الحروب التي تحصل بين جبهتين، فهناك قيم ومبادئ وقوانين تفرضها الاعراف والمفاهيم والتقاليد السائدة، التي بموجبها لا ينبغي الاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ والعجزة والمستشفيات ودور العبادة والمعالم الحضارية والأثرية، وتجاوز هذه الخطوط الحمر، يعني انها البربرية والهمجية التي لا تفهم لغة التفاهم والعقلانية.
ومن هنا أوجّه هذه الرسالة الى المعتدين الصهاينة الغزاة ،وليس لليهود العزّل الذين لا عداء لنا معهم ، والذين ابتلوا هم كذلك بحكامهم المجرمين، هؤلاء الادوات لقوى الشر العالمي ، مثلما نحن ابتلينا بهم وبعصاباتهم التي يستخدمونها ويدعمونها في الاعتداء والاجرام في الداخل والخارج ، بالارتباط مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية والقمعية، مثل شعبة الاستخبارات العسكرية، و الموساد (المخابرات الخارجية ) وشاباك ( الأمن الداخلي ) ، وبدفع من هذه الاجهزة ودوائرها التي تخطط وتتآمر وتقتل ، وهي ايضا ليس بمعزل عن الأيادي الخفية وما يُملى عليها في سبيل تنفيذ ما تريده قوى الشر الرأسمالي العالمي وتجار الحروب ، والطامعون . وأكرر وأقول إن قادة الحروب وكما هو معروف دائماَ وأبداَ هم رجال، والرجال لا يقابلون إلاّ الرجال، ولا يمكن أن يُطلق عليهم رجال حتى يتصفوا بشيء من الرجولة، فما ذنب النساء والأطفال والشيوخ والعجزة العزّل، والمستشفيات وأماكن العبادة؟
فرسالتي الى المجرمين الصهاينة المعتدين ، والى النتن-ياهو ، أقول أن ما تقوم به من جرائم بشعة وإبادة جماعية، يندى لها جبين الإنسانية، فنحن نعلم ، وأنت تعلم، والعالم بأجمعه يعلم، انك قد هُزِمت أمام ثلة من المقاومين الأبطال الذين هم يناضلون ويجاهدون من أجل حقهم وعلى أرضهم، وانك معتد غاشم ، لا علاقة لك بالأرض ولا بالعرض، وليس لك أي انتماء ، سوى عدوانيتك ونزعتك الشريرة، ويدفعك ويدعمك الذين هم من ورائك، من قوى الشر والعدوان العالمي ، الطامعون بخيرات الأمة وتأريخها وحضارتها التي لا يمتلكون مثلها ، فأنت أيها الوغد ، وعصابتك ليس أكثر من أدوات .
فاسمع ما أقول لك، ان الذين يخوضون الحرب ويقودونها يجب ان يكونوا رجالا، والرجال لا يمكن ان يقال عنهم رجال، إذا لم يمتلكوا شيئا من الرجولة
ولهذا السبب أقول لك أيها النتن-ياهو أنك هُزمت في المعركة ولم تستطع، ولا يمكنك أن تواجه من صفعوك، على الرغم مما كنت تدعيه وتتبجح به من امتلاكك كل امكانيات القوة الأسطورية التي كنت تروج لها زورا وكذبا وبهتانا ، فأثبت الأبطال أن قوتك أوهن من بيت العنكبوت ، فصُدِمت بالصفعة في السابع من أكتوبر، والذي انت اعترفت به كما يقال ( بعظمة لسانك) كان يوما أسود في تأريخكم ، فانتظر ايها النتن-ياهو أن القادم سيكون أكثر سواداً، على أيدي أولئك الفتية الذين آمنوا بقضيتهم ، فكيف بك لو أنك قابلت كل أحرار الأمة، وليس المنبطحين والمتخاذلين الذين كنت تتصورانهم هم الأمة وليس هناك من أحد غيرهم ، فرحت تتخبط ، ليس كرجل، وقائد حرب متمرس ، وانما كفأرة مرعوبة ، فانك حقاَ أصبحت أضحوكة ومهزلة وفضيحة مخجلة بين مَنْ حولك وأمام الذين تصوروا أنك تحمي مصالحهم ، فخيّبْتَ ظنّهم بك ، وأحرجتهم ، وأوقعتهم في موقف حرج ، ومأزق، لا يعرفون كيف ينقذونك ويتخلصون من أزمة الموقف ، بينما أنت بسبب جبنك وغبائك تريد أن تدفعهم للمحرقة التي تخاف أنت منها ومن عواقبها ، وهم أيضا مندهشون ، مذهولون لما يجري ، وما جلبت لهم ..!
فأقول لك أنك لست برجل عندما تقتل النساء والاطفال والشيوخ والمرضى والعجزة والعزّل من الناس، وتخرب وتدمّر وتفتك وتبطش وتعوي وتنبح، ولا تستطيع ولم تقدر على ذلك لتثبت رجولتك، هرباً من فضيحتك التي صدمت بها.