تحذيرات جادة للأوكرانيين
في اَذار/ مارس الماضي أعلنت حكومة المملكة المتحدة أنها ستزود كييف بقذائف اليورانيوم خارقة الدروع، إلى جانب دبابات من طراز "تشالنجر 2" لإستخدامها في الحرب ضد روسيا[1].وقد رحبت القيادة الأوكرانية بهذا الأعلان.
وفيما القيادة الأوكرانية بزعامة زيلينسكي متحمسة لإستلام "الهدية" البريطانية ومستعجلة جداً لإستخدامها، بالمقابل، حذرها الخبراء من مغبة إستخدام أسلحة اليورانيوم في الحرب، مهما كانت كميتها.
فقد رأى الجنرال التركي المتقاعد أردوغان قراقوش أن تزويد كييف بذخيرة خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم "المنضب" لن يفيدها في كسب الحرب، بل سيجلب لها أضرارًا جسيمة، مؤكدًا أن بريطانيا تهدف إلى إطالة أمد الحرب. وأوضح: "لا يعتبر تزويد لندن كييف بذخيرة خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم "المنضب" خطوة مهمة من شأنها تغيير مسار الحرب لصالح أوكرانيا، إنما ستلحق أضرارا جسيمة بالطبيعة والبشرية، وتؤدي إلى انتشار الأمراض المختلفة [2].
وأكدت د.تمارا بزو، الباحثة اللبنانية في شؤون الأسلحة، إن استخدام قذائف اليورانيوم "المنضب" في اوكرانيا سيلحق ضرراً ليس فقط بالجنود الأوكرانيين، بل أيضاً بالجنود الروس، إضافة الى السكان المدنيين الأوكرانيين والروس، كون أن الغبار الذري الذي ينتج عند استخدام ذخائر اليورانيوم ينتقل عبر الهواء، ومن المحتمل انتقاله إلى أماكن بعيدة اعتماداً على الكمية المستعملة وحركة الهواء، وأيضاً سيتعرض المدنيون للخطر ، لاسيما الأطفال، الذين سيقومون بجمع خردة الأسلحة المشعة، كما حصل في العراق، لعدم معرفتهم بالآثار الكارثية لهذا السلاح.
وأضافت: إن استخدام كييف لأسلحة اليورانيوم المنضّب يعني أنها ستسبب الموت البطيء لشعبها ولجنودها وحتى لصانعي القرار الذين وافقوا على استخدام ذخائر اليورانيوم "المنضّب" في المعارك الدائرة . ومن المحتمل أن تتلوث العديد من الدول الأوروبية بإشعاعات اليورانيوم استناداً إلى كمية الذخائر المستعملة وحركة الرياح[3].
ووصف الخبير الاقتصادي البريطاني البرفسور ريتشارد وولف قرار تسليم قذائف اليورانيوم "المنضب" إلى القوات المسلحة الأوكرانية" قرار غير مسؤول من قبل الحكومة البريطانية، وسيؤدي إلى تعميق الصراع في أوكرانيا، وهو خطوة مخزية نحو تصعيد الأعمال العدائية من قبل حكومة خاسرة لإمبراطورية قديمة" [4].
تذكير للقيادة الأوكرانية..عسى ينفعها
نشك بان القيادة الأوكرانية "لا تعلم" بمخاطر إستخدام أسلحة اليورانيوم في الأراضي الأوكرانية على المدنيين الأبرياء، و"ليس لها علم " بما سببه إستخدامها من كوارث بيئية وصحية لا مثيل لها من قبل في العراق وكوسوفو والبوسنة وأفغانستان وغيرها..مع هذا، نُذكرها هنا بأبرز المخاطر"
في قسم سابق أشرنا الى ان أسلحة اليورانيوم "المنضب" مصنعة من نفايات نووية خطيرة، وعند أصبة قذائفها للهدف ( الدبابة أو المدرعة) تخترقه وتشتعل،مدمرة إياه، ويتحول 70 % من الـ DU الى مليارات من جزيئات أوكسيد اليورانيوم، مولدة فوق الهدف المضروب سحابة مشعة وساة. وأثبتت الحروب السابقة ان لهذه الذخائر قدرة تدميرية فائقة، الى جانب كونها فتاكة، نظراً لما يمتلكه اليورانيوم "المنضب" من خواص سمية كيميائية وإشعاعية. بسببها أصيب مئات الآلاف ومات منهم الآلاف من الذين تعرضوا لها بالسرطانات وحالات مرضية غريبة غير قابلة للعلاج.
ولم تقتصر ضحاياها على الذين إستخدمت الذخيرة ضدهم، فتعرضوا لأضرارها مباشرة أو بصورة غير مباشرة، وإنما طالت حتى الذين إستخدموا تلك الأسلحة، حيث وصل عدد قدامى المحاربين الذين يعانون من "متلازمة حرب الخليح" في عام 2005 الى أكثر من نصف المشاركين ( 720 ألفاً) في حرب 1991. وتؤكد المعلومات المتسربة ان العدد تزايد أكثر وتضاعف عقب غزو العراق عام 2003 وإستخدام ذخيرة الـ DU مجدداً وبأضعاف الكمية، الى جانب التطوير الذي طرأ عليها.
في عام 2006 نشرت العالمة الراحلة برتل Rosalie Bertell بحثاً علمياً قيماً عن استخدام اليورانيوم "المُنضّب" في حرب الخليج، وعلاقته بإصابة العسكريين المشاركين فيها بـ «متلازمة حرب الخليج»، متضمنة أدلة علمية مُقحِمة ، شكلت ردّاً واضحاً، شافياً ووافياً مفنداً كافة مزاعم خبراء البنتاغون وأضاليلهم الكاذبة بأنه « لم تثبت» علمياً أخطار اليورانيوم "المُنضّب" على صحة البشر، مسلطة الضوء على ما يسبّبه الـ DU من تلف كيمياوي وإشـعاعي في الخلايا الحـيّة، واستهدافه جهاز المـناعة ، وأثـره المـُسـرطـن على الأنسجة، وتلفه لخلايا التكاثر ما ولّد تـشوّهات خلـقيـة متـنوّعـة، وغـيرها.
ولعل الأهم، ما كرسته الراحلة برتل في بحثها من حيز خـاص لغبار اليورانيوم "المنضب" المتولد خلال الحرب، وتفريقه عن نظيره المتولد في مناجم اليورانيوم ومطاحنه. وجاءت أهمية هذا التفريق في وقت كانت معظم البحوث السابقة ذات الشأن تركز على غبار اليورانيوم في المناجم والمصانع، واستخدام نتائجها وإستنتاجاتها في صنع صورة عن الآثار الصحية المحتملة لغبار اليورانيوم "المُنضّب" في الحروب [5].
وأكد الخبير الدولي لوبيز Damasio Lopez من الفريق الدولي لدراسة اليورانيوم المنضب:أن الـ DU نفايات خطرة وسامة ومشعة ولها علاقة بالارتفاع المهول في نسب الاصابات بالسرطان، وتشوهات الاطفال حديثي الولادة، وغيرها من الاثار الصحية بين السكان المدنيين الموجودين في نطاق ساحات المعارك، والجنود المشاركين في هذه الحروب، او الاشخاص الذين يعيشون في مناطق اختبار اسلحة اليورانيوم "المنضب" [6].
من جهته، أكد البروفسور زوكيتي Massimo Zucchetti ، الخبير الدولي المختص في المحطات والبحوث النووية بمنطقة دينير بمدينة تورينو الإيطالية، أن اليورانيوم "المنضب" مادة مسرطنة خطيرة، تؤدي إلى الإصابة بعدة أنواع من السرطانات، كما أنها تؤدي إلى تحول الجينات وبالتالي التسبب في تشوهات خلقية. وفي ضوء ذلك توقع تسجيل ارتفاع كبير لنسبة الإصابة بالسرطان لدى سكان المدن وبتشوهات خلقية للأجنة ولحديثي الولادة، أي لدى الأجيال جديدة الأنساب'[7].
أمثلة حية
لنذَكرُ القيادة الأوكرانية المتحمسة لإستخدام ذخائر اليورانيوم " المنضب" البريطانية، بما فعله إستخدامها بالمدنيين الأبرياء بأمثلة حية من البلدان التي إستُخدِمت ضدها:
في العراق
إستخدمت القوات الأمريكية والبريطانية ذخائر اليورانيوم في حربين مدمرتين،عام 1991 و 2003، وبكمية قدرت من قبل الخبراء بأكثر من 3200 طناً مترياً- في قسم سابق أعطينا تفاصيل وافية عن الأسلحة والمعدات المستخدمة وتلك المدمرة في الأراضي العراقية، ولليوم ما يزال الآلاف من القذائف غير المتفجرة مطمورة تحت التراب هناك.
وقد نجم عن إستخدامها كوارث بيئية وصحية لا مثيل لها في تأريخ العراق الحديث، من معالمها:إنتشار تلوث إشعاعي في أرجاء العراق تجاوز بـ 10 – 30 ألف مرة الحدود المسموح بها دولياً.وأنتشرت السرطانات والأورام الخبيثة، حيث إرتفعت الأصابات والوفيات السرطانية بين الكبار والصغار أضعافاً،وبلغ عدد الأصابات أكثر من مليون و 200 ألف نسمة.كما وإنتشرت ظاهرة الولادات الميتة والتشوهات الخلقية والإجهاض المتكرر والعقم، وغيرها من الحالات المرضية غير القابلة للعلاج.
وقد لاحظ الأطباء العراقيون، عقب حرب 1991، حصول تغير جذري في فترة كمون Latent period الأمراض السرطانية.فمن كانت فترة ظهور أعراضها 15- 45 سنة، أصبحت بتأثير إستخدام اليورانيوم "المنضب" ما بين 10 أشهر و 5 سنوات.
بالمقابل، ظهرت حالات السرطان، وخاصة اللوكيميا والأورام الخبيثة، لدى افراد قوات حفظ السلام في البلقان بشكل سريع جدا بالمقارنة بما حدث لسكان هيروشيما الذين لم تظهر لديهم حالات اللوكيميا الا بعد سنوات من ضرب مدينتهم بالقنبلة الذرية. وهو ما يؤكد ان عوامل اخرى ساعدت على حدوث هذه الحالات المرضية [8].
وكشف الباحث الدكتور جواد العلي،إختصاصي أمراض السرطان، وعضو مجلس السرطان في العراق، حصول تغيرات كبيرة على وبائية الأمراض السرطانية في المناطق العراقية التي إستخدمت فيها أسلحة اليورانيوم. ولاحظ هو وزملاؤه الكثير من الحالات الغريبة لدى أبناء وبنات المناطق التي تعرضت للقصف، خصوصاً في محافظات البصرة وميسان والناصرية، ومنها:
- كثرة حالات الأجهاض المتكرر والولادات الميتة.
- ظهور حالات من التشوهات الولادية ليست فقط رهيبة، بل وغير معروفاً من قبل.
- إنتشار العقم لدى رجال ونساء، وبينهم من خلف أو أنجب من قبل.
- كثرة الأصابات السرطانية في المناطق التي قصفت بالأسلحة الغربية.
- إنتشار الحالات السرطانية وسط عوائل لم يصب أحد منها من قبل، واحياناً اكثر من فرد في العائلة الواحدة.وكشف العلي إصابة المريض الواحد بأكثر من حالة سرطانية ( 2 و 3 وحتى 4 حالات) في اَن واحد.وقد إصيب بالسرطان 9 من أفراد عائلته لم يسبق أن شهدت العائلة أصبة أحد منها,
- إنتشار أمراض سرطانية وسط أعمار غير الأعمار المعروفة طبياً، مثل سرطان الثدي لدى فتيات بعمر 10 و 12 سنة، وسرطانات أخرى نادراً ما تصيب شريحة الأطفال.
- إرتفاع الأصابات السرطانية والوفيات بالسرطان بنسب عالية جداً، بلغت أضعاف أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1989[9][10].
من جهتها،أكدت د. منى خماس-أستاذة علم الأمراض الخبيثة بجامعة بغداد- بأنه تم تسجيل تغيرات جوهرية طرأت في أنواع السرطان،مثل : معدل عمر مرضى السرطان أصبح أقل من السابق، بمعنى أنه قد سجلت حالات الإصابة في عمر مبكر بشكل مناقض للمعايير الدولية.ووقوع إصابات ببعض أنواع السرطان التي لم تكن معروفة أو مألوفة في العراق سابقا، مثل سرطانات الدماغ والكبد، التي تم تسجيلها بأعداد متزايدة. وحصول عدد كبير من التشوهات الخلقية مقارنة بالطبيعي..الخ.
وكل هذه الحقائق موثقة جيدا ومقدمة للمنظمات الدولية[11].
وفي أحدث بحث علمي نشرت صحيفة The Guardian البريطانية قبل أيام تقريراً عنه، جاء فيه ان الهجوم الامريكي على العراق الذي بدأ قبل 20 سنة، خلّف إرثاً مسموماً اكثر سوءا من القصف النووي على مدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية- وفق ما اظهرته دراسة علمية أجراها البرفسور باسبي Chris Busby وفريقه تتعلق بمعدلات الاصابة بالسرطان والوفيات بين الاطفال.
وأوضحت الدراسة ان "معدلات الاصابة بسرطان الدم في هيروشيما، ازدادت بنسبة مدمرة بلغت 660٪، بعد مرور 12 الى 13 سنة على التفجير النووي(وهو الفترة الزمنية التي تبلغ فيها مستويات الإشعاع ذروتها) .بالمقابل، إزدادت في الفلوجة بالعراق معدلات الاصابة باللوكيميا بنسبة 2200٪ خلال فترة زمنية اقصر بكثير، وذلك بمتوسط 5 الى 10 سنوات فقط بعد قصف المدينة بالأسلحة الأمريكية.
ولفت التقرير الى انه من خلال القصص المتداولة، كان الاطباء يبلغون عن زيادة كبيرة في معدلات الاصابة بالسرطان في العراق بالاضافة الى التشوهات الخلقية عقب عمليات القصف الامريكي. وقد أصبحت استنتاجات الاطباء مدعومة بالبيانات الموثقة. فبالاضافة الى الزيادة الكبيرة في معدلات الاصابة بسرطان الدم، خلص بحث باسبي وفريقه الى وجود زيادة بنسبة 1260٪ في معدلات الإصابة بسرطان الاطفال في الفلوجة عقب عمليات القصف الامريكي، وزيادة بنسبة 740٪ في الاصابات باورام المخ.
ووجد الاطباء دلائل على تعرض العراقيين لاثار الاشعاع الخطير،إنعكس على إزدياد معدلات وفيات الاطفال بنسبة 820٪ منها في الكويت المجاورة مثلا.
ومقارنة بالهجوم النووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في عام 1945، والذي يمثل احد أبشع الفظاعات الأمريكية في تاريخ البشرية، فان الارقام المتوفرة حول الفلوجة تبين "مستويات سرطانية مذهلة" [12].
في يوغوسلافيا
في أعوام 1994-1995 و 1999 شن حلف الناتو الحرب على يوغسلافيا، وإستخدمت قواته الطائرات والبوارج البحرية، مطلقة نحو 3000 صاروخ كروز،ملقية ما يربو على 37 ألف قنبلة فتاكة، بما فيها العنقودية، بكمية 80 ألف طن، موجهة 2300 ضربة جوية لقرابة 1000 هدف،وكانت حصة القذائف المصنعة من اليورانيوم "المنضب"، في عام 1999 وحده، ما يزيد عن 15 طناً مترياً، فدمرت وقتلت ونشرت الإشعاع والسموم الكيميائية،التي لوثت الهواء والتربة والأنهار، حتى في المناطق التي أراد الناتو " تحريرها"، محولة المدنيين الأبرياء الى ضحية رئيسية، حيث قُدّر عدد الذين لقوا مصرعهم ما بين 3500 و4000 شخصاً وجرح حوالي 10 آلاف في تلك الضربات.وما زال مستوى الإشعاع في صربيا والبوسنة وكوسوفو وغيرها، وبعض المراكز السكنية في جنوب صربيا ( حسب معطيات الأركان العامة للجيش الصربي تبلغ إجمالاً 112 منطقة سكنية(،منذ عام 1999، فوق المعدل المسموح به دولياً بمئات المرات.
وأكدت الأبحاث الطبية إرتفاع مستويات الأصابات والوفيات السرطانية والولادات الميتة والتشوهات الخلقية والأجهاض المتكرر، وغيرها من الحالات المرضية غير القابلة للعلاج، هناك. فعلى أثر تلك الذخائر شهدت صربيا وكوسوفو والبوسنة أعلى معدل للأورام الخبيثة في أوروبا، حيث تم تشخيص أكثر من 30 ألف إصابة بالسرطان في السنوات العشر الأولى منذ القصف الذي قامت به قوات حلف الناتو.
وقد تقدم أكثر من 4000 مواطن من صربيا وكوسوفو وميتوهيجا والبوسنة وهيرسوكوفينا دعاوى قضائية لمقاضاة حلف الناتو.بسبب السرطان الذي أصابهم بعد القصف بأسلحة اليورانيوم، والناتو يرفض المقاضاة، زاعماً لديه حصانة [13].
علماً بان علماء من دول البلقان وجدوا ان التلوث الإشعاعي الناجم عن ذخائر اليورانيوم المنضب قد وصل عبر الرياح والمياه الجارية الى العديد من الدول المجاورة، كألبانيا والنمسا وبلغاريا واليونان، التي تبعد عن يوغوسلافيا اَلاف الكيلومترات.. وأكدت دراسات علمية الرابطة المباشرة لتلك الذخائر بالولادات الميتة والمشوهة وبالإصابات والوفيات الناجمة عن سرطانات الدم والرئة والكلى وغيرها، التي إنتشرت في المنطقة لدى المدنيين والعسكريين، ولدى جنود حفظ السلام الأيطاليين والكنديين وغيرهم.
حرب نووية
في ضوء ما حصل في الحروب التي إستخدمت فيها أسلحة اليورانيوم "المنضب"،،وصفت العالمة الفيزيائية الأسترالية كالديكوت Helen Caldicott ، وهى أحدى نشطاء الجماعات المعارضة لإستخدام الأسلحة النووية، الحروب الأمريكية في منطقة الخليج بأنها حروب نووية لأنها أطلقت مواد نووية في المنطقة. وقالت إن عدد الأطفال المولودين مشوهين أو مصابين بالسرطان قد تضاعف 7 مرات في العراق في تلك الفترة مقارنة بالفترة السابقة للحروب الأمريكية[14]..
وإرتباطاً باخطارها على البشر والبيئة إتسعت الحركة العالمية المطالبة بتحريم الذخائر المشعة ومنع إستخدامها وتصنيعها ونقلها وخزنها.وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعية قراراً يحظر إستخدام أسلحة اليورانيوم " المنضب"، والذي عرضته أمريكا وبريطانيا وبقية أعضاء الناتو.
وأعلنت العالمة الأمريكية موريه Leuren Moret عقب حرب الخليج التي إستخدمت خلالها الذخائر المشعة، بأن المستقبل الجينى للعراقيين على وجه التحديد قد تم تدميره، أما البيئة في الخليج فهى بالكامل مشعة لدرجة أنه حسب التقديرات العلمية فإن هذه المنطقة سوف تظل مشعة إلى الأبد. وأضافت أن التأثيرات الإشعاعية للحرب تمتد إلى المناطق المجاورة للخليج أيضاً، محذرة من ان القليل من الكائنات الحية ستنجو من التسمم الأشعاعي البطيء الذي يشوه البصمة الوراثية وينقل التشوه إلى جميع الأجيال اللاحقة [15].
فهل تريد القيادة الأوكرانية ان تجلب للمدنيين الأبرياء، وفي مقدمتهم الأطفال- براعم وعماد المستقبل، مثل هذه الكوارث التي سيحدثها إستخدام قذائف اليورانيوم " المنضب" البريطانية المطورة في الأراضي الأوكرانية ؟
وهل ان تنفيذ أوكرانيا بقيادة زيلينسكي وحاشيته لمهمة حلف الناتو وخوضها الحربً بالوكالة - كما أقر وزير الدفاع الأوكراني- تستوجب تدمير البلد والتضحية بشعبه ؟
الهوامش
-1-" BBC News "، 22/3/2023
3-" Sputnik عربي"، 22/3/2023
4- تمارا برّو،هل يتكرر سيناريو يوغسلافيا في أوكرانيا بعد تعهد بريطانيا بتزويد كييف بذخائر اليورانيوم المنضّب؟، "رأي اليوم"،23/3/2023
4- باحث كبير يصف تقديم بريطانيا قذائف يورانيوم لكييف بـ"خطوة يائسة لإمبراطورية تحتضر"، " Sputnik عربي"، 30//3/2023
5 -Bertell, Rosalie; "Depleted Uranium: All the questions about DU and Gulf War Syndrome are not yet answered". International Journal of Health Service 36(3), 503-520, 2006.
6-Depleted Uranium Shells Used by U.S. Military Worse Than Nuclear Weapons, by: David Gutierrez, staff writer,Natural News, May 20, 2008.
7- " الخبر" الجزائرية،10/8/2011
-8 Holdstock, D; A GULF in Understanding, Depleted uranium has been blamed for ill-health in Gulf war and Kosovo veterans, but what are the risks and where do they lie?, Science & Public Affairs, February 2001
9-Al-Ali, J; Leukemia and Congenital malformations in the Basra area following the Gulf War, Seminar on Health Effects of Uranium Exposure, Karolinska Institute, 22 April, 2004. 10 -Al-Ali, J; The effects of wars and the use of depleted uranium on Iraqi Southern District (Basrah), International Conference on Environmental Effects of War, The examples of Agent Orange and Depleted Uranium, ABF, Stockholm, 23-24 April 2004.
11- د. متى خماس، الحرب القذرة ضد العراق،"الجزيرة. نت"، المعرفة-ملفات خاصة،العراق،3/10/2004
12-Iraq war leukemia rates worse than after Hiroshima bombing, By Mona Chalabi, The Guardian, UK, 3 April 2023
13-Natali Milenkovic, Crimes against Humanity: Serbia’s Law Suit against NATO. More than 15 Tons of Uranium Bombs Dropped on Yugoslavia in 1999, Global Research, 7 April 2023
14-مها عبد الكريم ، فلم وثائقي عن اليورانيوم المنضب،عن: ICBUW، صحيفة " المثقف"، 4/6/ 2011
15 -Moret , Leuren; From Hiroshima to Iraq, 61 years of uranium wars.A suicidal, genocidal, omnicidal course, Global Research, June 12, 2007
*لأستاذ الدكتور كاظم المقدادي أكاديمي عراقي متقاعد، مقيم في السويد، متخصص بالصحة والبيئة وبالأضرار البيولوجية لأستخدام أسلحة اليورانيوم