بحسب المعطيات الاقتصادية الأخيرة التي يمر بها العالم والجهود الحثيثة لتحويل الاقتصاد العالمي لكثير من الدول المتنفذة في القرارات السياسية والاقتصادية للعالم إلى إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي بالتوجه به نحو البديل عن مادة النفط التي أستعمر اقتصاديات العالم وكان وبالا على كثير من الدول المنتجة له وخصوصا منطقة الشرق الأوسط وإيجاد البديل له عن طريق الطاقة الكهربائية والحرارية والنووية لإنعاش اقتصاد العالم في المستقبل بعد حقبة هيمنة النفط على الأسواق العالمية والتحكم بها فقد يكون لا قيمة له كمادة أساسية في الصناعة في المستقبل القريب لهذا يجب على الدول المنتجة للبترول أن تعد العدة لما هو قادم وتحول منهج اقتصادها وصناعاتها بما يتوافق مع التغيير الجديد في أنتاج الطاقة وتستعد لتحويل اقتصادها وسياسته وفق مصلحة شعبها وعلى أساس ما يستحدث من جديد في الطاقة البديلة واستعمالاتها وخارطة طريق جديدة على ضوء ما يحدث من تطور في المستقبل بعيدا عن السياسة وهذا ما يجرنا بالحديث عن العراق بالذات لوجود الإمكانيات الوفيرة لبدائل النفط في أرضه وموارده المتنوعة من معادن ومشاريع قد تضع العراق في مقدمة دول العالم وهذا ما يخشاه أعدائه منها الطاقة الحرارية والكهربائية والنووية أذا ما استخدمت بطريقة مثلا وعلى ما طرح أخيرا من مشروع مهم للشرق الأوسط ودول أسيا الشرقية وأوربا وهو أحياء طريق الحرير والقناة الجافة بين آسيا وأوربا ومن هنا تنطلق الرؤى الحقيقية للبلدان المحبة لشعوبها في النهوض بهم وباقتصادهم بطرق علمية توافقية مصلحية بعيدا عن السياسة وهذا ينطبق على جارته الشقيقة الكويت حيث يمكن أن يتكامل اقتصادهما معا من خلال ترك الماضي وتداعياته ومشاكله العقيمة والمصلحة السياسية وتعقيداتها التي لم تجلب للشعبين إلا الويلات والتدهور والمشاكل المزمنة فأن التعاون الثنائي الاقتصادي وبالتوافق مع البعض مع رسم خطط إستراتيجية قادمة مبنية على توحيد الاقتصاد وبناء المواني المشتركة وتوحيد المياه البحرية وجعلها نقطة انطلاق للاقتصاد الموحد المتكامل وعقدة اقتصادية واحدة وقوية للعالم علما أن العالم باجمعه يعرف ويدرك أهمية هذه المنطقة وأنها خطوة جريئة للدولتين ( العراق والكويت ) في المرحلة القادمة من خلال تشكيل وحدة اقتصادية قوية تعود بالمنفعة لكلا الطرفين وبإدارة مشتركة بعملية وعلمية . فعلى العراق والكويت تجاوز كل الخلافات وأنواعها وتوحيد الصفوف والقرارات السياسية والاقتصادية وتصعيد لغة العقل على القوة والرؤية الأحادية والنظر بعين واحدة واللجوء إلى الحوار البناء في إعادة العلاقات الجوهرية التي تصب في مصلحة الشعبين وهيكلتها تحضيرا لمرحلة جديدة من تأسيس البناء الاقتصادي المتكامل والرضوخ إلى الحقيقة الجوهرية والتي مفادها أنهما جارين مهمين في النفوس والأرض مهما دار الزمان وهذا ما يقوله الواقع لا تختزلها نظرة ضيقة من بعض الساسة فعليهما الجلوس على طاولة واحدة وبتجرد من كل شيء سياسي للعمل الجاد يصب في مصلحة البلدين في مشروع اقتصادي موحد بعيدا عن التأثيرات الخارجية في العمل على إنعاش طريق الحرير والقناة الجافة والربط السككي مع الدول المجاورة بدون التفضيل لجهة على جهة أخرى وبنوايا صادقة لإرساء المصالح المشتركة وبصيغة الجمع لتجاوز المرحلة القادمة من التحولات الاقتصادية التي سوف تسود العالم وفق تكنولوجيا جديدة وترك الدول المنتجة للنفط فقيرة لا يمكن استثمار نفطها سوف تكون أسيرة السياسات الاقتصادية العالمية الجديدة المهيمنة على أسواق العالمية من جديد .

عرض مقالات: