تمر بعد ايام الذكرى السادسة بعد الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي في خضم صراعات على الساحة العراقية بعد انتفاضة تشرين المجيدة التي اجبرت وزارة عبد المهدي على الاستقالة وأدت إلى تخبط غير معهود لاحزاب المحاصصة الطائفية في ترشيح شخصية يقبلها الشارع.

لقد راهنت الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية ولعقود على اسكات صوت الشيوعيين العراقيين بشتى الطرق البوليسية من قتل واعدامات وتغييب وتسقيط سياسي ولكن وفي كل مرة ينهض الحزب الشيوعي العراقي قوياً بالتفاف الجماهير حوله وبالتصميم في السير نحو اهدافه والاصرارعلى تحقيق شعاره في وطن حر وشعب سعيد.

يمر العراق ومنذ سنوات بموجات الاحتجاجات التي بدأت في 2011 حيث ضربت السلطة وقتها المتظاهرين بقساوة مما ادى الى اغتيال واعتقال واختطاف الكثيرين من النشطاء واستمر تمرد الشارع على سلطة الفساد في 2014 و 2015 في عدة محافظات وصولاً الى انتفاضة تشرين الاول 2019 بمشاركة كبيرة جداً من الشابات والشباب، مما ارعب السلطة الحاكمة حيث استخدمت كل وسائلها القمعية بدءا برش الماء مرورا بتواجد وزرع القناصين والقتل العمد والخطف و انتشار الاغتيالات على يد زمر منفلتة دون ان تحرك الدولة ساكنا، فسقط الآلاف بين شهيد وجريح وآلاف منهم اصبحوا مقعدين، لكن كل هذه الوسائل الفاشلة والتي جربها من قبلهم نظام القمع الصدامي لم تُثن المنتفضين من الاستمرار في مطالبهم العادلة في كنس الفاسدين من السلطة. لقد شارك شيوعيو العراق وبكثافة في هذه الانتفاضة الكبرى كما منذ 2011 مساندين مطالب الشباب الواعي في التغيير الحقيقي واسقاط نظام المحاصصة مما ادى الى سقوط عشرات الشيوعيين بين شهيد وجريح مع باقي الشهداء والجرحى. تتخبط الاحزاب الاسلاموية في اختيار بديل لعبدالمهدي بسبب رفض الشارع المنتفض لمرشحيهم وربما يزيدون من تعنهم لابقاء عبدالمهدي في السلطة لسهولة تطويعه لاهدافهم.

لقد ابتلى العالم بوباء الكورونا ووصل الى العراق مما الى كشف هشاشة النظام الصحي في العراق لأن الفاسدين قد دمروه حيث سرقوا الاموال دون ان يبنوا مستوصفا واحدا ناهيك عن بناء مستشفى حكومي مما فتحوا المجال للقطاع الخاص بالاستيلاء على النظام الصحي المكلف للمرضى وتركوا القطاع العام دون سند وهذا ما تكشف اثناء هذا الوباء حيث لامكان يكفي لمثل هذه الحالات و الاجهزة المطلوبة  غير متوفرة.

لقد كان الشيوعيون سباقين في الاشتراك بحملات التوعية ضد هذا الوباء الخطير واشتركوا في التعقيم في ساحات المعتصمين المختلفة، وكان شيوعيو البصرة البواسل في هذه الحملات مثالاً رائعاً.

وفي هذه المناسبة نستذكر كل شهداء الحزب الشيوعي العراقي الابطال الذين صعدوا الى المشانق واولهم الشهيد مؤسس حزبنا البطل فهد والذي بقت كلماته خالدة وهو يعتلي المشنقة بقوله (الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق) وهذه هو سر البقاء حيث انغرست جذور الحزب عميقاً في تربة العراق الخالدة وفي قلوب العراقيين ولم  ولن يستطع اي من الطغاة القضاء عليه كما كانوا يحلمون.

نحني اجلالاُ لشهداء الحزب الشيوعي العراقي الاماجد وشهداء الحركة الوطنية وشهداء انتفاضة تشرين الابطال والشفاء العاجل لجرحى الانتفاضة الباسلة.

تحيا الذكرى العطرة ال 86 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي

لتتوحد كافة الجهود للقوى الوطنية الديمقراطية المدنية من اجل عراق ديمقراطي اتحادي

عرض مقالات: