في الوقت الذي تتصاعد فيه انتفاضة تشرين الباسلة ويزداد تأييد الجماهير العراقية بأطيافها لها رغم انواع الصعوبات، تزداد ميليشيات الطرف الثالث المتنوعة حقداً وعنفاً ولا مبالاة لا بالدستور والضوابط العسكرية ولا بالأعراف الإجتماعية..

ورغم اجواء السرية و (القداسة الرهيبة) التي صنعها قادة تلك الميليشيات وقادة (الحشد الحكومي).   الاّ ان اخباراً من مصادر هامة في الحشد والحرس الثوري الإيراني تتناقلها وكالات انباء عالمية مستقلة تفيد بأن مقتل الجنرال سليماني، اصاب فيلق القدس الايراني اصابة جسيمة ادّت الى تفرّق ميليشياته العراقية بين تلك العائدة لمرجعية قم وبين العائدة لمرجعية النجف.

بل وادىّ الى توقيف عدد من قادة الميليشيات العراقية رهن التحقيق الايراني في مقتل سليماني،

ويتواتر في ذلك الخصوص اسم الخزعلي قائد ميليشيا العصائب، في وقت يلتجئ فيه السيد الصدر الى قم لأسباب متنوعة، اضافة الى انسحاب اعداد من قادة الميليشيات الى الجوار خوفاً من استهدافهم كما حدث للجنرال سليماني وابو مهدي المهندس، وفق تلك المصادر وما يتحدث به مختصون وقادة حكوميون اسلاميون عراقيون سابقون، على شاشات الفضائيات وعلى مواقعهم الألكترونية..

ومنذ ذلك الوقت، تشهد اوساط (الحشد الحكومي) تنافسا فيما بينها لاختيار من يخلف المهندس لمتابعة امور الحشد في العراق، وتتمثل تلك المنافسة بين الفصائل الموالية لإيران والفصائل الموالية لمرجعية النجف، في وقت ذكر فيه عدة (قياديين شيعة) لموقع مدل ايست آي الاخباري، انه (إذا لم تعمل الحكومة على تقليص النفوذ الايراني في جهاز الحشد فان جميع الفصائل المرتبطة بالنجف تهدد بالانسحاب منه).

ويؤكد محللون انه إذا ما انسحبت الفصائل المرتبطة بمرجعية النجف من هيئة الحشد فان الفصائل الاخرى الباقية المدعومة من الخارج ستفقد قدرتها على صد أي اتهام محلي وعالمي بانتهاكات حقوق الانسان في مواجهة المتظاهرين السلميين، وعلى صد اتهامات الفساد لها، ويتفق عملياً مع محاولات ابعاد العراق عن صراعات اقليمية ودولية. ويرون بان النجف ترى في الفراغ الذي حصل بعد مقتل سليماني والمهندس فرصة كبيرة لتولي زمام امور مؤسسة عسكرية مهمة وابعادها عن ايدي قياديين موالين لإيران، وارجاعها عمليا لسلطة عراقية، الأمر الذي لم تستطع تحقيقه الحكومات المتعاقبة طيلة ست سنوات مضت، رغم محاولاتها المتنوعة التي كانت تواجه بالرفض.

ويشير مطّلعون الى ان ما حققته انتفاضة تشرين الباسلة بمطالبها العادلة المشروعة وبطولة وتضحيات شاباتها وشبابها الذين ووجهوا بالعنف المتنوع الهمجي الذي لا يكف عن التصاعد ولكون العديد من شبابها (او من بناتهم وابنائهم) كانوا من المقاتلين البارزين في صفوف وحدات الحشد الشعبي الميدانية التي لبّت مبكراً نداء مرجعية النجف العليا في مقاتلة داعش الاجرامية.. سيؤدي الى مواجهات مسلحة بين وحدات مرجعية النجف للحشد المؤيدة للتظاهرات، والميليشيات التي هيمنت عليه (على الحشد)، المعروفة بمواقفها الوحشية من الانتفاضة السلمية لرعبها مما ادّت اليه لحد الآن، ورعبها من فقدانها كينونتها وامتيازاتها اللامشروعة.

وعليه ينتظر عديدون ان تحقق الفصائل الكبيرة الموالية لمرجعية النجف (ابو الفضل العباس، الإمام علي، أنصار المرجعية، على الأكبر) مطالبها باستلام مواقع عليا في الحشد الذي تتخلخل صفوفه كما مرّ.. في محاولة جادة لإرجاع الحشد الى موقعه الطبيعي موالياً للعراق وخاضعاً للقيادة العراقية بعيدا عن قضايا فساد كبرى ومكاسب اقتصادية للخارج وللأجندات الاقليمية، في وقت عبّر عنه أحد قادة النجف بكونه مناسب جداً، خاصة وقد ابلغ الايرانيون عددا من قادة الفصائل الموالية لهم، انهم سوف لن يقوموا بتقديم اية مساعدات مالية او اسلحة لهم بعد الان.. إثر لقاء وفد ممثل السيد السيستاني بقيادة الحشد.

 

عرض مقالات: