يشارك الشبان العراقيون بالآلاف منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اليوم الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) في العاصمة وامتدادها سريعا إلى جنوب البلاد. تصدت قوات الأمن للمظاهرات السلمية بإطلاق الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على أجساد المتظاهرين. إلى أن قتلت ما لا يقل عن 320 شخصا، وجرحت حوالي 15 ألفا، بحسب مكتب الأمم المتحدة في العراق.

الانتفاضات المتواصلة منذ الشهر الماضي في أنحاء العراق جراء الفشل الذريع لأحزاب الاسلام السياسي بسبب الفساد والبطالة والتدخل الإيراني في شؤون الحكومة، وكذلك تدخل السعودية وتركيا بشكل حثيث لافشال الدولة المدنية في العراق, و المنتفضون يطالبون  بتغيير النظام الطائفي في العراق ورحيل الزعماء الذين يعتبرونهم فاسدين.

أن كثيرا من المنتفضين هم من الطبقة العاملة ومن العوائل المسحوقة والذين سيطروا على الحواجز المنصوبة في العاصمة العراقية بغداد والمدن الاخرى في الوسط والجنوب، التي تهز عرش الفاسدين والمتسلطين على شؤون الدولة.  

إن العراقيين عانوا لعقود من الحرمان الاقتصادي والاضطهاد السياسي، بالإضافة إلى القمع الحكومي على ايدي الاجهزة الامنية خلال الحكم الديكتاتور صدام حسين، بعد تغيير النظام عام 2003 واخذ هولاء يشعرون بالإحباط من الحكومة الجديدة لأنهم ما زالوا يعانون من الفقر والحرمان والبطالة رغم الثروة النفطية العراقية، ولم يشعروا بأي تحسن في حياتهم.

وان السبب الرئيسي لمعاناة الشعب، ان دول الجوار سيطرت على اقتصاد العراق ليكون سوقاً لبضائعهم الرخيصة, وبهذا وضح بكل الوضوح السبب الذي يدفع البعض الى محاربة الصناعة الوطنية والانتاج الزراعي. وهذا بالطبع يفقد الشعب مصدر رزقه وعدم ترويج بضائعه في اسواق العراق . ونجد عملاء دول الجوار يحاربون الصناعة الوطنية والانتاج الزراعي بكل الوسائل المطروحة وغير المشروعة.

هنا تبين، أن الحكومة العراقية غير مستعدة للعمل في  خدمة المجتمع خدمة صحيحة وانها ليست قادرة على تلبية مصالح الشعب، لانها افلست سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى فكريا وبعد ان استفحلت المتناقضات بين الاحزاب المتنفذة نتيجة للتفاوت بين سرقاتهم. لذلك عصفت بوجه الفاسدين مجموعة من الشباب التي نفخت بهم روح التضحية والنضال بعد ان كاد اليأس يتسرب الى قلوبهم وارشدتهم الى طريق الخلاص من الحكومة الفاسدة والفاشلة والمطالبة ترحيل الحكومة .. من الطبيعي ان تركز الحكومة من خلال الاجهزة الامنية المتنوعة على القمع وبجميع الوسائل الوحشية على المنتفضين!!!

شرارات اندلعت واذا بشظاياها تصيب المسؤولين الفاسدين فتحرقهم. واذا بهم مذهولون، خائفون وكيانهم يهتز من هذه الشرارات. لذلك تحاول الطبقة الحاكمة الفاسدة معاملة المنتفضين بكل قساوة وارهابهم بكل وسيلة وحملهم على كسر الانتفاضة والقضاء عليها مهما كانت النتائج المرة. فأخذت الاجهزة الامنية تطلق النار في الهواء اولا وبعد ذلك أخذت توجهه نحو المنتفضين فأخذ الرصاص يخترق اجسامهم, الى جانب اختطاف الناشطين وتعذيبهم .

مطالب المتظاهرين مشروعة، وعلى الحكومة العراقية وان تستجيب لها وتؤمن للشعب العراقي حياة افضل، وتبتعد عن الاجندات الاقليمية التي تفرض نفسها على المشهد السياسي العراقي، ليكون للعراق اجندته الخاصة به وليست اجندات خارجية !!! 

 

عرض مقالات: