لا تزال التظاهرات التي تشهدها المدن العراقية منذ انطلاقها في الأول من تشرين الاول الماضي تسطر أروع الملاحم البطولية والانسانية وتستنهض الهمم لمواجهة الفساد الذي ينخر بمؤسسات الدولة العراقية.
ويراقب العالم بجد هذه الهبة الوطنية العارمة التي سيكتبها التاريخ بأحرف من ذهب لما قدمته من أداء رائع انطوى على صور فريدة من الصمود والتكافل والانضباط والمبادرات التي أعادت الى الذاكرة ملاحم وانتفاضات شعبنا ضد الحكومات الجائرة. كما عزز الصمود الاسطوري والتنظيم الذاتي للمنتفضين الثقة بقدرة الانسان العراقي على مواجهة الظلم بالطرق السلمية والحضارية وبشجاعة فاقت التصور. وقد تميزت هذه التظاهرات في كل المدن المنتفضة، عن سواها من التظاهرات التي قامت خلال السنوات القليلة المنصرمة بعدد من المبادرات الاجتماعية والانسانية لم يسبق للساحات الوطنية ان شهدت مثلها من قبل، حيث كانت لنا هذه المشاهد من ساحات الاحتجاج :
* في هذه التظاهرات ولأول مرة تغيب الشعارات والعناوين الحزبية السياسية وينضوي الجميع تحت لواء واحد هو علم العراق فقط، وكذلك الهتافات كانت تعبر بصدق عن الحس الوطني عند العراقيين وتنشد عالياً ( ليس سوى عراق ).
* على الرغم من اشتراك كل فئات الشعب بمختلف الأطياف والأعمار في هذا التجمع الوطني الواسع الا ان فئة الشباب كانت الأبرز فيه والأكثر حيوية وتضحية حيث كان شهداء التظاهرات جلهم من الشبان اليافعين.
• روح التكافل التي سادت التجمعات فقد شهدنا مبادرات شعبية رائعة تزاحمت فيها العوائل على تقديم الطعام والماء والعصائر الى المنتفضين، كذلك والمتطلبات اللازمة لسرادق الاعتصام.
• دعم المنظمات والنقابات المهنية من خلال المشاركة الميدانية ودعوة بعضها للاضراب .
• المشاركة الواسعة والفاعلة للمرأة العراقية في ساحات التظاهر والتي اضافت ألقا للساحات ودعما للمنتفضين.
• الشجاعة التى تحلى بها المتظاهرين حيث لم ينل من عزيمتهم وصمودهم عدد الشهداء الذين امتزجت دماؤهم بتراب الساحات بل زادتهم ايمانا بعدالة قضيتهم واصرارهم على تحقيق مطالبهم المشروعة.
• الاستجابة الجماهيرية والشعبية الواسعة لاستغاثات المتظاهرين لكسر قرار حظر التجوال وتفويت الفرصة على المتربصين بهم شرا.
• كسر حاجز الخوف من ارهاب وتهديد الاحزاب المتنفذة.

عرض مقالات: