لم يتورع النظام الحاكم في العراق وأحزاب الإسلام السياسي والميليشيات الطائفية العنصرية التابعة لهم ، والمتحالفين مع هذا النظام القاتل ، الذي ارتكب ومازال يرتكب أبشع الجرائم بحق المتظاهرين والمحتجين والمعتصمين في بغداد والمحافظات العراقية ، وقد سقط نتيجة هذه الهجمة البربرية الإرهابية أكثر من 500 خمسمائة شهيد وأكثر من 20000 عشرين ألف جريح ومصاب وأكثر من ألف معوق ومئات المعتقلين والمغيبين والمختطفين من سوح التظاهر !..
والحرب الهمجية التي تخوضها القوات الأمنية والميليشيات والعصابات الخارجة عن القانون ، ضد المحتجين والمعتصمين العزل ، وكأن هذه القوات تخوض معركة حامية الوطيس مع جيش جرار !.. وليسوا أُناسا سلميين ومسالمين عزل !..
هذا المشهد الكارثي الذي يعيشه العراق وشعبه منذ الأول من تشرين الأول وحتى اللحظة !..

العالم يتفرج على تلك الدماء الغزيرة التي تسفك يوميا على يد هذه الطغمة الإرهابية القاتلة المجرمة !..

رغم هذه الصورة المروعة والمقززة الصادمة ، ومقاومة المعتصمين بصدورهم العارية ، وهم يواجهون الرصاص الحي وقنابل الغاز المحرمة دوليا وعدم جواز استخدامها في فض التظاهرات والاعتصامات ، والتي يجوز استخدامها في الحروب والمعارك بين جيشين ، ولكن رغم ذلك فيخرج علينا وزير الصحة بجواز استخدامها ولا ضير في ذلك !..

لم تبق القوات الأمنية والقناص والمرتزقة ، من وسائل قمعية إلا واستخدموها ، ناهيكم عن عمليات الخطف والاغتيال والاعتقال دون أي أمر قضائي ، واستخدام وسائل التعذيب والقمع والترهيب ، وأخذ التعهدات من المعتقلين والناشطين بعدم الاشتراك في التظاهرات والاعتصامات ، وتكميم الأفواه وحجب الأنترنيت أو إرساله بشكل ضعيف جدا حتى لا يتمكن الناس من التواصل عبره ومن خلاله بالعالم الخارجي وبين أبناء الشعب الواحد داخل العراق .

وما انفك هذا النظام من ممارسة التهديد والوعيد والاعتقالات وحتى الاغتيالات بحق الناشطين المدنيين والصحفيين والكتاب والمثقفين وتحت ذرائع وحجج مختلفة ومخالفة لحرية التعبير والحصول على المعلومة ، ووصل حد التمادي بالتهديد بغلق قنوات فضائية محلية وعربية وعالمية ، وسبق للأجهزة القمعية ووزارة الاتصالات قامت بالاعتداء على بعض القنوات مثل العربية والحدث والرشيد ودجلة NRT العربية وغيرها ، وأغلقت هذه المحطات لعدة أيام ومنها مازال مغلق حتى اليوم !..

هناك نوايا وإنذارات لعدد من القنوات ووسائل إعلامية ، والتهديد بغلقها ، وهذه الممارسات الغير قانونية والمخالفة للدستور العراقي وللمواثيق الدولية !..

لكن النظام القائم قد ضرب عرض الحائط كل تلك الالتزامات ، وخرق كل الأعراف والقوانين والأنظمة ، وسلك طريق القمع والقتل والخطف والاعتقال والتعذيب والتهديد والترويع والتخويف لكي يبقى جاثما على صدور أبناء وبنات شعبنا ، وبالرغم من مطالبات الملايين برحيله !..

هذه الملايين التي تخرج في التظاهرات العارمة يوميا منذ اثنتين وخمسين يوما ، وهي تطالب بحقها في الحياة الكريمة والعيش الرغيد ، وفي سبيل قيام دولة المواطنة ( الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية ) لا دولة المكونات ولا للدولة الدينية ، ولإرساء دعائم العدل والقانون وتحقيق المساواة ، وحل الميليشيات والحشد وكل العصابات الخارجة عن القانون ، وحصر السلاح بيد الدولة ، والفصل بين السلطات واستتباب الأمن والتعايش بين مكونات الشعب الواحد والفصل الكامل للدين عن السياسة وعن الدولة .

هذه مطالب الملايين التي تخرج يوميا لسوح التظاهر ، وهي تجوب أغلب محافظات العراق .

رغم هذه الصورة المحبطة لأمال وتطلعات الشعب ، الذي دفع أثمان باهظة على يد هؤلاء الذين تسيدوا وهيمنوا على مقدرات الشعب والوطن منذ ستة عشر عام ، من خلال التزوير والرشا والفساد وشراء الذمم والتدخل الخارجي والقفز على القانون والدستور وقيام الدولة العميقة وتغييب الدولة .

رغم ذلك فإن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية ، هؤلاء جميعهم وقفوا عاجزين متفرجين ، على محنة شعبنا الذي يذبح يوميا ، العالم يتفرج على الدم المراق ، والنفوس التي تزهق والنساء التي ترمل والثكالى التي تفقد أبنائها وبناتها وفلذات أكبادهم ، نتيجة رعونة وسادية وهمجية ووحشية هؤلاء القتلة ، هذا النظام الذي غابت عن عقولهم وقلوبهم الرحمة والإنسانية والشيمة والشرف والضمير ,

متى يصحوا الضمير الإنساني العالمي ، ويعلن صيحته وصرخته بوجه هذا النظام الإرهابي الجبان ؟!! ..
ويقولوا لهؤلاء خونة الشعب والوطن .. قفوا .. توقفوا عن قتلكم الأبرياء .. قفوا عن ترويع الشعب وسوق الوطن الى المجهول !.. متى .. متى ؟..