باتت احتمالات تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة ضئيلة، في ظل مشهد سياسي برلماني ضبابي يظهر أن كل الأبواب ما تزال مغلقة أمام النجاح في تشكيلها.

فمن جهة يحاول نتنياهو جاهدًا تعزيز تحالفه مع القوى اليمينية المتطرفة، والكتل الحليفة له ترفض الانسلاخ عن هذا التحالف والانخراط في حكومة برئاسة غانتس، في حين أن ليبرمان لم يغير موقفه بشأن الحكومة، ولن يتراجع بخصوص المسائل الدينية.

أما في حزب ازرق أبيض، فقد برز جدل واسع حول من يتولى رئاسة حكومة الوحدة الوطنية في حال تشكلها، وثمة فئة تدعم فكرة تولي نتنياهو رئاسة الحكومة اولًا.

وفي الوقت الذي يلوح في الأفق الذهاب إلى انتخابات ثالثة، فإن نتنياهو يفحص امكانية الانتخاب المباشر لرئاسة الحكومة، ليضمن فوزه مستقبلًا ويهرب من المحاكمة بتهم الفساد، علمًا أن قرارًا كهذا يتطلب الحصول على موافقة 61 عضو كنيست.

من الواضح حتى الأن أنه من الصعب على غانتس تشكيل حكومة، والفرض ضئيلة جدًا، وأننا نقف أمام المشهد نفسه أمام المشهد نفسه الذي وقفنا أمامه في المرة الاولى والدعوة الى اعادة الانتخابات من جديد، وإذا لم تتشكل حكومة وحدة وطنية في المدة المتبقية حتى العشرين من الشهر الجاري، فالمجتمع الاسرائيلي سيذهب إلى انتخابات ثالثة، وفي هذا الحال تشير جميع المعطيات أن الليكود سيحصل على عدد مقاعد أقل من الجولة الماضية.

ويبقى القول ان ليبرمان هو بيضة القبان في تشكيل أي حكومة اسرائيلية حالية او مستقبلية، حيث أن غانتس يرفض تشكيل حكومة بدعم من العرب والقائمة المشتركة ويفضل اقامة حكومة مع الليكود، وبذلك يثبت أنه لا يشكل بديلًا لنهج نتنياهو السياسي بخصوص الجماهير العربية وحقوقها ومساواتها والعملية السلمية مع الشعب الفلسطيني.

عرض مقالات: