خرج مساء اليوم السيد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي في ( مؤتمر ! ) ولا أدري هل هو مؤتمر أم تشاور أم لتسجيل حضور ورفع عتب !..

خرج علينا وبمعيته وزيرا الدفاع والداخلية ووزير المالية ، وأخرون أعتقد كانوا كمالة عدد ، وليكونوا شهود زور وطبالين لما يقوله السيد الرئيس ( حفظه الله ورعاه ! ) !..

وبدأ سيادته فيما أنتهى إليه في خطابه التاريخي قبل أسبوع أو أقل بقليل !!..
كعادته لم يأت يشي جديد ، لتحريك المياه الراكدة ويطمأن المتظاهرين الذين خرجوا لساحات التظاهر منذ أكثر من شهر !..

عدد الضحايا لهذه التظاهرات ارتفع خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر الماضي وحتى الأمس أكثر من مائة ضحية ، وأكثر من خمسة ألاف مصاب ومئات المعتقلين ، واختطاف الناشطين المدنيين وأخرها الدكتورة المهداوي .

رغم هذه الأعداد من الشهداء والمصابين ، والذي قارب عددهم على العشرين ألف إنسان بريء من الأول من أكتوبر وحتى الأن ، وذنبه قد تظاهر مطالبا بحقه في العيش في وطن يحميه ويحمي كرامته وأمنه وعيشه الكريم .

السيد الرئيس لم يتطرق الى شيء يفيد هذه الملايين ، أو ما يدغدغ مشاعرهم ويعبر عن رغباتهم !..

إلا التهديد والوعيد ، وبأن التظاهرات تحولت الى أُناس مسلحين ، يرتدون ملابس الرد السريع ويحملون أسلحة وما الى ذلك من فبركات واتهامات وكذب ، تعشعش في مخيلة قوى الإسلام السياسي الحاكم .

وأمر سيادته !.. القوات الأمنية بمنع تعطيل عمل الدولة ومؤسساتها ، وعدم السماح بغلق الطرق والاعتصامات والاضرابات وتعطيل الدراسة والمدارس ، حرصا على الطلبة !.. حسب ما توصل إليه سيادته وبطانته !!.. وفاته بأن سلك التعليم بحاجة الى أكثر من 10 ألاف مدرسة ومعهد ومركز تدريب ونقص حاد في المختبرات والمرافق الصحية والملاعب الرياضية ودور الحضانة ونقص في الكادر التدريسي في الكم والكيف !!... هذه لم يتذكرها سيادته !..

وأشار سيادته الى تشكيل لجنة لتعديل الدستور برئاسة الحلبوسي وإشراك المرجعية والقضاء !!.. ولا أدري ما علاقة المرجعية في تعديل الدستور ؟.. وهل اختصاصها الدساتير أم الوعظ والإرشاد !..

وأخبرنا سيادته بأنه قد فتح موقع خاص في الأنترنيت لمن يرعب الإدلاء بما يراه ويعتقد حول هذه التعديلات !..

العراقيون يتذكرون أيه السيدات والسادة ، في بداية تكليفه بتشكيل وزارته قبل أكثر من عام ؟..

حين قال [ لقد فتحنا موقع على الأنترنيت ، لكل من يمتلك الكفاءة والخبرة العلمية والإدارية ، يراسلنا ، وسنختار المناسب لتكليفه لشغل هذه الوزارة أو تلك ، وكما قال فقد وصل عدد المتقدمين أكثر من 32000 متقدم ] وبعد ذلك تم الاختيار على الطائفة والقومية والحزب وجلهم من الإسلام السياسي ، وذهب المتقدمون الى بيوتهم سالمين ولكن ليس بغانمين .

ما أراد قوله !.. السيد الرئيس في لقائه هذا !..

أننا على نفس الخطى سائرون ، ونحن من يشكل اللجان ونحن من يقترح المراد تعديله ، ونحن من يشرع ذلك !..

والذي لا يعجبه ذلك فليذهب يشرب من البحر الميت !..

ولم تخن ذاكرة السيد الرئيس بأن يغدق علينا بالكثير من ( س,, و.. سوف .. وسنعمل .. والتركة ثقيلة .. علينا أن نتعاون ... ونحن لا يمكننا أن نبدأ من الصفر .. ويجب أن تكون إجراءاتنا دستورية ووفق الأطر القانونية .. ولا يمكن الذهاب الى الانتخابات المبكرة .. ولا نقبل بحدوث فراغ دستوري .. ولا يمكن تغيير قانون انتخابات إلا من خلال البرلمان .. وحين يكون هناك اجماع وطني في البرلمان فيمكنني أن اقدم استقالتي وتسليم السلطة خلال ساعات ، وهذه هي الأطر الدستورية والقانونية التي تحكمنا !.. وادللو وأنا حاضر !!!! ) .

كما بينت فإن اجتماع السيد الرئيس كان عاما وشاملا و( مفيدا جدا ! ) ؟؟..

فأثنى عليه الحاضرين وباركوه بما أنجزه من مكاسب يعجز عن وصفها حتى المنافقون !!..

وبالتزامن مع التهديد والوعيد وما جاء به السيد الرئيس ، لم تتخلف كتلة الفتح التي يتزعمها السيد هادي العامري عن توافقها نصا وروحا عما جاء به السيد الرئيس من التهديد والوعيد هي الأخرى للمتظاهرين !..

مبررة ذلك .. حرصا منهم على مصلحة الوطن ومصالح الناس التي يجوز أن تعطلها أقلية قليلة من المتظاهرين ، الذين نؤيدهم ونؤيد مطالبهم ، ولكن مصلحة البلد فوق كل اعتبار !!..

والله يا جماعة ( تعرفون راح عن بالي الوطن كولت غوار الطوشي ! ) !..

أنتم ماذا أبقيتم لهذا الوطن ولأهله ؟.. الله يعين الناس عليكم يا.. !!..

خلاصة ما نريد قوله لكم أبناء وبنات شعبنا وللرأي العام العراقي والدولي !..

أن النظام القائم متمسك بالسلطة ، ولا يريد أن يتزحزح عن هذا الهدف مهما تكلفه من خسائر ، ومهما تسيل من دماء على الأرض العراقية ، وقد حصل على الضوء الأخضر من خارج الحدود ، ويعتمد على تنفيذ مخططه الجهنمي في العراق على ميليشياته المسلحة والطائفية والخارجة عن القانون ، المتأهبة وعلى استعداد لارتكاب أبشع الجرائم بحق الانتفاضة والمنتفضين السلميين !..

سيحاولون استخدام كل ما يقع بين أيديهم لخلق جو رعب وتخويف وتعنيف واختطاف واعتقال للناشطين والمتظاهرين ، وتحت مبررات وأباطيل وأكاذيب مختلقة ولا أساس لها ، للتغطية على ما يقومون به من جرائم وأعمال عنف .

على العراقيين والعراقيات جميعا أن يوحدوا صفوفهم ويدعموا الانتفاضة من خلال مشاركتهم الواسعة فيها ودعمها بكل ما أمكن ، ماديا ومعنويا وإعلاميا .

على شبيبة الانتفاضة فتيات وفتيان ومن كل الأعمار والأطياف والمناطق ، أن يحرصوا على سلمية التظاهر والاعتصام والاضراب ، وعدم الاحتكاك مع القوات الأمنية ، والتعامل معهم كإخوة وأصدقاء وليسوا كخصوم وأعداء ، وعليكم ضبط النفس والتحلي بالصبر والحلم والشجاعة والثبات .

وعليكم يا شبابنا الواعي والشجاع ، توحيد شعاراتكم ومطالبكم والهدف من كل تلك التضحيات الجسام التي قدمتموها قربانا للوطن ولكرامته وعزته ورفعته .

ليكون الهدف الأسمى هو البدء فورا بقيام دولة المواطنة ، وإعادة بناء مؤسسات الدولة كافة وعلى أساس الدولة الديمقراطية المدنية العادلة .

وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل النظام القائم ، على أيدي هذه القوى الفاسدة والطائفية ومبدأ المحاصصة المقيتة !..

لكن من خلال حكومة إنقاذ وطني ، وتكليف شخصية وطنية مستقلة يرأسها ، حكومة تكنوقراط من المستقلين والخبراء الأكفاء ، من خارج هؤلاء الفاسدين .

تأخذ هذه الحكومة على عاتقها إعادة كتابة الدستور ، وعلى أساس دولة المواطنة لا دولة الطوائف .

كذلك تقوم الحكومة بإعادة النظر في بناء الاقتصاد المنهار ، والبدء بثورة شاملة لتوفير الخدمات للشعب ، وإعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية وفق الوطنية والكفاءة والمهنية ، وحل الميليشيات والعصابات الخارجة عن القانون ، وغير ذلك من حاجة البلد والملايين إليه .

يكون لتلك الحكومة فترة انتقالية بين سنتين الى ثلاث سنوات ، لتنجز تلك المهمات ، وبعد ذلك تدعوا الى انتخابات عامة بإشراف دولي .

على قوى شعبنا الخيرة أن تعمل على تقوية وتمتين وحدتنا الوطنية والنضالية ، وتوجيه نضال الجماهير وتحديد أهدافها الأنية والمستقبلية ، خدمة لحاضر العراق ومستقبله ولتحقيق أماني وتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم .