ضمن الدستور العراقي حق التظاهر والاحتجاج والاعتصام ولكن ضمن حدود القانون فلكل مواطن أو مجموعة متضررة من وضع ما من حقها أن تعبر عن ذلك بالطرق التي كفلها الدستور وبشكل حضاري وبأسلوب سلمي للتعبير عن مطالبهم التي يعتقدون بمشروعيتها.
فتنتظم تلك المجاميع وتهيئ مستلزمات نوع الاحتجاج كأن يكون اعتصاما امام إحدى الوزارات ذات الشأن بمظلوميتهم او إحدى الجمعيات التي ينتظمون اليها فنيا فأولى المهام لهم هو الحصول على اجازة الاعتصام بإبلاغ الجهات الأمنية (وزارة الداخلية) لمنحهم الترخيص الذي بموجبه ستوفر لهم الحماية من أي اعتداء قد يحصل لهم أثناء الاعتصام وبعدها تحدد المجموعة (المعتصمة) أولوية مطالبها وتدوين طلباتها التي ستعتصم لأجلها كي تقدمها للمسؤولين الذين من واجبهم بعد بدء الاعتصام النزول اليهم والاطلاع عليها من أجل إيجاد الحلول لها وبشكل مسؤول وإيجاد السبل الكفيلة للحلول التي تؤمن لهم مطالبهم التي اعتصموا لأجلها ومما يؤسف له وأنت تتابع وضع المعتصمين من أبنائنا وبناتنا من المهندسين (هندسة النفط) امام وزارة النفط انه لا أحد يهتم بهم ابدا ولم يلتق بهم أي مسؤول من الوزارة علما أن السيد الوزير له مواقف إيجابية مع ابنائه الخريجين فقد أوعز قبل فترة بتعيين أكثر من (300) مهندس على الملاك وبحدود (400) كعقود والمتبقي بحدود (500) وهم المعتصمون يأملون بإيجاد حل لأوضاعهم الاقتصادية المزرية حيث يعتمدون في مصروفهم اليومي على الآباء والأمهات وغالبيتهم من المتقاعدين الذين هم أنفسهم يعانون من تردي رواتبهم أيضا .
إن تبرير قلة التخصيصات في الميزانية نعتقد أنه مبرر لا حظ له من الصحة بتاتا فوزارة النفط هي بنك الحكومة وميزانية البلاد، إذ إن 90 في المائة من موازنة الحكومة منها وأن خزائن الوزارة تكفي لحل مشاكلهم. ولا يمكن ان ندع بناتنا في الشارع رغم ارتفاع درجات الحرارة خارج المعقول وهن بدون طعام وماء ومنذ أسابيع ولم تتكرم الوزارة بالقيام بواجبها اتجاههم بتوفير الماء في هذا الحر القاتل او تكلف أحد مسؤوليها بالتحاور معهم وسماع مطالبهم المشروعة وهو حقهم في إيجاد "سبوبة عيش" لهم بالتعيين سواء كان اجور يومية أو عقود او ملاك المهم الاستماع لهم والا ماذا يفسر هذا التسويف أولا تخجل الرجال وهم يشاهدون البنات مفترشات الشارع من الصباح الباكر حتى المساء والأدهى من ذلك ان بعض الخريجات (المعتصمات) من المحافظات ولا سكن لهم فيضطرون الى المبيت في فنادق الدرجة الثانية او العودة الى بيوتهن ثم الالتحاق بزملائهم صباحا ليواصلوا اعتصامهم من أجل نيل حقوقهم المشروعة والأدهى من كل ذلك ان هناك أمهات بأعمار مسنة يتبادلن التواجد في مكان الاعتصام نيابة من بناتهن يا للأسف ..
دعوة الى السيد ثامر الغضبان وزير النفط وهو رجل كبير وكفؤ في إدارته لوزارته المهمة ان يلتقي بأبنائه الخريجين ويجد لهم الحل الأنسب وإنهاء اعتصامهم ونعتقد أن الأمور لا تحتاج سوى اللقاء بهم وإيجاد الحلول الازمة لمشاكلهم التي ستحل حال الشروع في تحديد موعد لقائهم وهو لا يبخل ابدا في إيجاد فرص عمل تساعدهم في بناء حياتهم كما فعلها مع زملائهم السابقين ونأمل ان نرى ذلك قريبا.

عرض مقالات: