معركة الحسين، هي معركة ذات محتوى مستعاد، بكل عام ، كتبتْ  ملحمةَ انتصار دماء الأقلية المتنورة، ضد سيوف الأكثرية المتبخترة.   هي معركة الوعي و الدقة، ظلّتْ و  تظلّ موضع  الذكرى و الجدل الإنساني بكل العصور .  

اسطورة كبرى هضمها الثوار في كل مكان و زمان ، بلا مشقة.  لكن الطائفية السياسية   حوّلت – على مر العصور -  القوة الثورية الجماعية الحسينية الى عويل و لطم وتطبير،  يترقبه تجار الدين بكل عاشوراء ليكسبوا أموال الفقراء و السذج من الناس،  المصابين بالعمى العبودي،  غير مدركين  جوهر معركة الحسين و ساعاتها المستيقظة،  المنتفضة،  لنجدة الحرية و المناضلين الأحرار على مر الزمان .

معركة الحسين دارتْ و ما زالت تدور في قلوب الثائرين على مر الزمان بأنوارٍ تحرّك نضال الشعوب من اجل الحرية.   

لا يحس و لا يدرك إيقاع مقاومة الأقلية بقيادة الثائر النموذجي التاريخي، الحسين بن علي ابن ابي طالب،  غير الثوريين، الحقيقيين،  المنطلقين  نحو مقاومة الظلم و الاستعباد و جور الحكومات الظالمة من أيتام  الخلفاء الظالمين ومثالهم يزيد بن معاوية، الذين خرّبوا معمار المدن العراقية، من الموصل الى البصرة.  

للحسين المقاوم العظيم احفاد مضحين بحياتهم،  واقفين كالأشجار العالية، قاطفين زهوراً من ثورة الحسين و من  اغصانها النضرة الخضراء من أمثال جيفارا و كل الجيفاريين و من أمثال جعفر الجواهري و كامل شياع و حسين الشبيبي والطيار جلال الأوقاتي  و الاسدي امين الخيون و اللبناني فرج الله الحلو والكردي جمال الحيدري و المصلاوي صلاح  احمد و المصري فرج فودة و الألمانية روزا لوكسمبرج و البصراوية عايدة ياسين و الكربلائي سعدون و جميع ابطال العراق الذين تفهّدوا بثورة الحسين الباسلة.

هؤلاء وغيرهم بكل العالم المناضل اتسقت أفكارهم مع أفكار الحسين.

 التقوا، جميعاً، عند أحلام الوصول الى غاية إنسانية واحدة هي الحرية. كلهم نطقوها بلغة الحسين و شجاعته الباهرة.  

أيها الناس العراقيون : لا تظلوا بلا تغيير.. ناضلوا من اجل تحقيق اصلاح متواصل ..لا تتبعوا اغلاط التافهين من تجار  الدين ، الداعين الى جعل المناسبة التاريخية العظمى مظاهر لطم و تطبير، بلا مراعاة للثورة الحسينية، بل الإساءة اليها.

الصدق والإخلاص و الرضا بمبادئ الحسين يعني، اولاً و اخيراً،  الممارسة السخية  بالثورة الدائمة من اجل الحرية الدائمة ، كما أرادها الحسين في ملحمته البطولية الدائمة  .

ترك الحسين وصيته الوحيدة الى الثوريين بكل مكان وزمان : كونوا احراراً  أبد الدهر و الزمن .

ــــــــــــــــــــــ  

بصرة لاهاي في 10 – 9 – 2019

 

عرض مقالات: