قوى التخلف والظلام تصب جام غضبها على الحزب الشيوعي العراقي وعلى الشيوعيين والتقدميين والديمقراطيين ، من خلال هجومهم على الرفيقة النائبة هيفاء الأمين ، كونها قالت الحقيقة وما يعيشه العراق والعراقيين من أوضاع بائسة ومزرية ، في مختلف نواحي الحياة في بلدنا ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقيمية ، والأعراف والتقاليد وغير ذلك !..

فرئينا المتخلفون والمتعصبون والطائفيون ، من المتحجرة عقولهم وأدمغتهم ، المعادين للديمقراطية وللحريات وللحقوق وللمرأة ولحرية التعبير .
هؤلاء يشمرون عن ساعدهم ويسارعون للهجوم الظالم ، وبدفع ومباركة وتحريض من قوى وأحزاب الإسلام السياسي ، الذي يحكم العراق منذ عقد ونصف ، ويتحكم بمصير العراقيين ، ويفرض رؤيته المتخلفة والمعادية لحركة الحياة ولركب الحضارة الإنسانية ، الذين ينكرون حقيقة تخلف العراق ومؤسساته المختلفة ، والشواهد هي من يتكلم ، فالتخلف الذي يعيشه العراق لا يحتاج الى إثباتات وشواهد وبراهين !..

فغياب الخدمات من تعليم وصحة وماء وكهرباء وطرق ، والبطالة التي تصل نسبتها في صفوف القادرين على العمل أحيانا الى 50% ، وما تتعرض اليه المرأة من حيف وقمع ومصادرة لأبسط حقوقها ، وفرض نمط من الحياة عليها في المدارس والجامعات وفي مؤسسات الدولة ، وفرض الحجاب وبمختلف الطرق والوسائل .

ناهيك عن تخلف الاقتصاد وتوقف عجلته ، وهو المقياس الحقيقي لتقدم البلد من عدمه ، وهناك الملايين من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر ، والأرامل والثكالى والمشردين والأيتام ، وأكثر من مليونين مهجر ونازح ومنذ سنوات ، الذين يعيشون في مخيمات لا تحميهم من حر ولا من برد ، ويعيشون أوضاع مأساوية ، وغياب الرعاية الصحية والتعليم والرعاية الاجتماعية ، وألاف الطلبة المتسربين متسربي التعليم نتيجة لظروف اجتماعية ومالية وللمشاكل التي تعيشها الأسرة العراقية .

هذا عيض من فيض من معاناة العراق وشعبه ؟؟؟ .. 
فهل هذا بلد متقدم ؟؟.. ولا يجوز أن نطلق عليه بلد متخلف ؟ .. عجيب أمركم !.. فكيف يكون التخلف ؟.. وما هي المفردة التي تصلح لإطلاقها على العراق ؟..

السؤال موجه الى كل من سَخًرَ بعض الأبواق النشاز والفضائيات والتواصل الاجتماعي والمنابر الدينية ، ليثير عواطف الناس البسطاء [ والمثقفين الأميين ] وتحريضهم وبشكل غبي وحقير وردئ ، وبعيد كل البعد عن الحقيقة ودون وازع من ضمير وأخلاق وقيم ، باستخدامهم الكذب والتحريف وتزيف الحقائق ومحاولة تظليل الناس وإثارة حفيظتهم .

هدف هذه العاصفة الهوجاء المفتعلة معروف ومكشوف وبائس !..

الهدف كون النائبة عن الحزب الشيوعي العراقي ، وتعبر عن تطلعات وأمال القوى التقدمية والديمقراطية والمدنية المتحضرة .
وبالضد من ظلام وتخلف وتحجر هؤلاء المتخلفين والمعادين لدولة المواطنة وقبول الأخر والتعددية، ولقيام الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية هذه هي الحقيقة ودوافعهم المريضة .

هذه السياسة التي تمارسها هذه القوى المتحجرة ومنذ سنوات ، وريثة النظام المقبور ومسوقي فلسفة ونهج الدولة الدينية العنصرية المعادية لكل شيء يمت بصلة للحريات وللديمقراطية وللتعايش وللسلام .

نقول لكل هؤلاء ومن يسير على نهجهم ويقتفي أثرهم ، هذه سياسة قديمة بائسة ومعادية للعراق ولشعبه وتدفع الى التمزق وللعنصرية والشقاق وتكرس ثقافة التخلف والظلام ، وثقافة الإلغاء والعنصرية ، ولن تجنوا من وراء ذلك غير الخيبة والهزيمة والفشل الذريع .

وقد جرب هذه السياسة من سبقكم ونتائج ما جنته أيديهم معروف لكم ولغيركم ، فلا ترموا بحجارتكم على غيركم ، كونها سترتد اليكم والى نحوركم وتهلكوا نتيجة فعلتكم هذه وغيرها ، وحكموا عقولكم ، فالسياسة علم وفن وأخلاق ، والسياسة من دون قيم ومن دون أخلاق ، كمن يسوق نفسه الى الجحيم .