شاهدنا مدى الهمجية والعنف الأرعن الذي قامت به ثلة من الرعاع والمنساقين وراء دعاة الحقد والكراهية واقصاء الآخر على مقر محلية الحزب الشيوعي العراقي في ذي قار، كانت مشاهد بشعة مورست بضغينة وتفشي واندفاع ظالم ومتخلف، كانت تصدر أصوات حاقدة من البعض بحرق صورة النائبة السيدة هيفاء الأمين، الرفيقة التي نالت اعجاب الحريصين على متابعة الملفات التي من شأنها أن تضفي لمسات من الجمال على المدينة المنكوبة والمتخلفة حد الكفر وتساعد فقراء المحافظة المنكوبة في إيجاد الحلول المناسبة قدر الإمكان باتصالاتها العديدة مع ذوي الشأن في المدينة ومن خلال جولاتها في احياء مهملة عديدة بحاجة الى الرعاية والاهتمام، وبدل أن يقدم ساكنة المدينة شكرهم وثناءهم لهذه المساعي النبيلة، جند دعاة الإسلام السياسي من المعروفين بما فعلوه من حالات لا يسعنا الا ان نصفها بالعقوق لمدينتهم، مجموعة مجندين من المنتفعين والصبية الجهلة وبعض البلطجية وبأجر مدفوع، وكان ذلك واضحا بشكل جلي في النوازع العدوانية والتجاوزات الخطيرة التي مارسها هؤلاء الأوباش، وبمباركة وتدبير ودعم كبير من لدن من ينتمون لحزب سياسي ديني معروف بمدى عدائه لكل فعل مدني ونشاط تقدمي، بمن فيهم المعممين، لأي نشاط يسعى لإيقاف نزيف الخراب والهدر المبرمج للمال العام، فكانت لقطات تحز في النفس ومؤلمة للغاية لممارسات وحشية ضد اطهر وانقى واشرف فصيل سياسي عراقي، تاريخه معمد بالدماء والتضحيات منذ تأسيسه عام 1934 وحتى يومنا الراهن.
كانت الرفيقة هيفاء الأمين مناضلة وبطلة حقيقية في الأنصار الشيوعيين ساهمت وبجسارة نادرة في مقارعة النظام البعثي عبر الكفاح المسلح، في الوقت الذي كان دعاة الحقد من المتخلفين يستجدون الأنظمة وحتى من كان منهم من المقربين للنظام البعثي الفاشي، لتنقلب الآية بشكل مقرف، وبدل أن يتقدم هؤلاء الرعاع للسيدة الأمين بتكريمات واحترام، لما قدمته من تضحيات من اجل الوطن والناس، افرغوا جام غضبهم البهيمي بالهجوم على مقر محلية ذي قار للحزب الشيوعي بهتافات مسموعة، بحرق صورة الرفيقة الأمين وتمرير مداساتهم القذرة على الصورة الكريمة.
شاهدنا كذلك لأطفال، بنات محجبات قاصرات وصبية قاصرين وهم يرفعون يافطات أوجدها الراعون لهذا العدوان الشرس، مكتوب عليها، لبيك يا حسين، وكأن قادة الرعاة يجندونهم للقيام بغزوة، هاتفين بكلمات حاقدة وقذرة ضد العلمانيين و"الملحدين"، مما يوضح بشكل جلي بأن الموضوع لا يتعلق بتصريحات النائبة الأمين في بيروت التي لم تتجاوز المنطق في وصف مدن الجنوب بالمتخلفة والمهملة نظرا لما تعانيه من اهمال وتردي في كافة أوضاعها، الصحية والتعليمية والسكنية والوظيفية والخدماتية وسواها من حالات وصفت بأنها كارثية، فما هو الخطأ الذي ارتكبته السيدة الأمين وكافة العراقيين متفقون بذات التوصيف لمدن الجنوب دونما استثناء، بما فيها عاصمة العراق العظيم.
ان وراء الأكمة ما وراءها، ولكون الفاعلين المجرمين ومن يقودهم، لا يحتكمون على الشجاعة لتبرير افعالهم، ذلك أن السيدة الأمين قد دافعت وطالبت واقترحت نظاما حضاريا، يحمي كافة العوائل العراقية من العنف الأسري، مما اثار حفيظة دعاة زواج القاصرات والمطالبين بسن قانون زواج القاصرات المرفوض، هذا كان الحافز الأساسي فيما وقع، حيث ان دهاقنة الفكر الظلامي كانوا وما زالوا يضمرون العداء لكل من يحاول اخراج العراق من قمقم التخلف، ليتسنى لهم فرض ظلاميتهم وسلطتهم الرعناء في إبقاء العراق تحت طائلة الإسلام السياسي بكل مثالبه وكوارثه.
لا ينبغي لفرسان الفساد واعداء العراق والعراقيين أن يتصوروا ولو للحظة واحدة بأنهم بأفعالهم الخسيسة هذه، سيلجمون الأصوات الوطنية النبيلة المطالبة بإخراج العراق من براثن حقد الإسلام السياسي والتخلص من الفاسدين والطائفيين والمرائين، مهما طال الوقت أم قصر.
تحية اجلال وتقدير للنائبة النبيلة الرفيقة هيفاء الأمين وتبا لكل الخاسئين والفاسدين ولننحني تكريما لتضحيات الشيوعيين التي لا تحتاج تزكية من فلول المرتزقة والمخربين.
وعلى كافة الشرفاء الوقوف بحزم ضد هكذا محاولات جبانة ورعناء.
المجد للحزب الشيوعي العراقي وجميع مناضليه الميامين من الراحلين والأحياء.
وعاش العراق حرا كريما خالٍ من اللصوص والظلاميين.